حياكم الله في
موقع مشروع حفاظ السنة
لِلْحَافِظِ: أَبِي الفَضْلِ عَبْدِالرَّحِيمِ بْنِ الحُسَيْنِ العِرَاقِيِّ
المُتَوَفَّى سَنَةَ ( 806 هـ ) $
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ
[ مُقَدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ ]
يَـقُولُ رَاجِـي مَـنْ إِلَيْهِ المَهْرَبُ
عَبْدُالرَّحِيمِ بْنُ الحُسَيْنِ المُذْنِبُ
أَحْــمَـدُ رَبِّـــي بِــأَتَـمِّ الـحَـمْـدِ
وِلِــلـصَّـلَاةِ وَالــسَّــلَامِ أُهْـــدِي
إِلَــــــى نَــبِــيِّــهِ وَأَرْجُـــــو اللهَ
فِــي نُـجْحِ مَـا سُـئِلْتُهُ شِـفَاهَا
مِـنْ نَـظْمِ سِـيرَةِ النَّبِيِّ الأَمْجَدِ
أَلْــفِــيَّــةً حَـــاوِيَــةً لِـلْـمَـقْـصَـدِ
وَلْـيَـعْـلَمِ الـطَّـالِـبُ أَنَّ الـسِّـيَرَا
تَـجْـمَعُ مَـا صَــحَّ وَمَا قَـدْ أُنْـكِرَا
وَالقَصْدُ ذِكْرُ مَا أَتَى أَهْلُ السِّيَرْ
بِـــهِ، وَإِنْ إِسْــنَـادُهُ لَــمْ يُـعْـتَبَرْ
فَإِنْ يَـكُنْ قَـدْ صَـحَّ غَيْرُ مَا ذُكِرْ
ذَكَـرْتُ مَـا قَـدْ صَحَّ مِنْهُ وَاسْتُطِرْ
أَسْمَاؤُهُ الشَّرِيفَةُ ﷺ
مُحَمَّدٌ، مَعَ المُقَفِّي، أَحْمَدَا
اَلحَاشِرُ، العَاقِبُ، وَالمَاحِي الرَّدَى
وَهْوَ المُسَمَّى بِنَبِيِّ الرَّحْمَةِ
فِي «مُسْلِمٍ»، وَبِنَبِيِّ التَّوْبَةِ
وَفِيهِ أَيْضاً: بِنَبِيِّ المَلْحَمَهْ
وَفِـي رِوَايَـةٍ: نَـبِيُّ الـمَرْحَمَهْ
طَهَ، وَيَاسِينُ، مَعَ الرَّسُولِ
كَـذَاكَ عَـبْدُ اللهِ فِـي الـتَّنْزِيلِ
وَالمُتَوَكِّلُ، النَّبِيُّ الأُمِّي
وَالــرَّؤُفُ، الـرَّحِـيمُ أَيُّ رُحْــمِ
وَشَاهِداً، مُبَشِّراً، نَذِيرَا
كَـذَا سِـرَاجاً، صِـلْ بِـهِ مُـنِيرَا
كَذَا بِهِ المُزَّمِّلُ، المُدَّثِّرُ
وَدَاعِـــيــاً لِـــلَّــهِ، وَالــمُـذَكِّـرُ
وَرَحْمَةٌ، وَنِعْمَةٌ، وَهَادِي
وَغَـيْـرُهَـا تَـجِـلُّ عَــنْ تَـعْـدَادِ
وَقَدْ وَعَى ابْنُ العَرَبِيِّ سَبْعَهْ
مِنْ بَعْدِ سِتِّينَ، وَقِيلَ: تِسْعَهْ
مِنْ بَعْدِ تِسْعِينَ وَلِابْنِ دِحْيَةِ
اَلـفَـحْصُ يُـوفِـيهَا ثَــلَاثَ مِـئَةِ
وَكَوْنُهَا أَلْفاً فَفِي «العَارِضَةِ»
ذَكَـرَهُ عَنْ بَعْضِ ذِي الصُّوفِيَّةِ
ذِكْرُ نَسَبِهِ الزَّكِيِّ الطَّيِّبِ الطَّاهِرِ ﷺ
وَهْـوَ ابْـنُ عَـبْدِاللهِ، عَبْدُالمُطَّلِبْ
أَبُوهُ، وَهْوَ: شَيْبَةَ الحَمْدِ نُسِبْ
أَبُـــوهُ عَـمْـرٌو هَـاشِـمٌ، وَالـجَـدُّ
عَـبْـدُ مَـنَـافِ بْــنُ قُـصَـيٍّ زَيْــدُ
إِبْـنُ كِـلَابٍ؛ أَيْ: حَـكِيمٍ يَا أُخَيْ
وَهْـوَ ابْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيْ
وَهْـوَ ابْـنُ غَـالِبٍ؛ أَيِ: ابْـنِ فِهْرِ
وَهْـوَ ابْـنُ مَالِكٍ؛ أَيِ: ابْنِ النَّضْرِ
وَأَبُـــــهُ كِــنَــانَـةٌ مَــــا أَبْــرَكَــهْ
وَالِـــدُهُ خُـزَيْـمَـةُ بْـــنُ مُـدْرِكَـهْ
وَهْـوَ ابْنُ إِلْيَاسَ؛ أَيِ: ابْنِ مُضَرَا
إِبْـــنِ نِـــزَارِ بْــنِ مَـعَـدٍّ لَا مِــرَا
وَهْـوَ ابْنُ عَدْنَانَ، وَأَهْلُ النَّسَبِ
قَدْ أَجْمَعُوا إِلَى هُنَا فِي الكُتُبِ
وَبَــعْــدَهُ خُــلْــفٌ كَــثِـيـرٌ جَـــمُّ
أَصَــحُّـهُ حَـــوَاهُ هَـــذَا الـنَّـظْمُ
عَدْنَانُ فِي القَوْلِ الأَصَحِّ ابْنُ أُدَدْ
وَبَـعْـضُهُمْ يَـزِيـدُ أُدّاً فِـي الـعَدَدْ
بَــيْــنَــهُــمَــا، وَأُدَدٌ وَالِـــــــــدُهُ
مُــقَــوَّمٌ، نَــاحُـورُ بَــعْـدُ جَـــدُّهُ
وَهْـوَ ابْـنُ تَـيْرَحٍ؛ أَيِ: ابْـنِ يَـعْرُبَا
وَأَنَّ يَـعْـرُبـاً هُــوَ ابْــنُ يَـشْـجُبَا
وَهْــوَ ابْــنُ نَـابِـتٍ، وَإِسْـمَاعِيلُ
أَبٌ لَـــــهُ، وَجَـــــدُّهُ الـخَـلِـيـلُ
إِبْــرَاهِــمُ بْــــنُ تَـــارَحٍ؛ أَيْ: آزَرُ
وَهْــوَ ابْــنُ نَـاحُـورٍ، وَهَـذَا آخَـرُ
وَهْـوَ ابْنُ شَارُوحَ بْنِ أَرْغُو، فَالَخْ
أَبٌ لَــهُ، ابْـنُ عَـيْبَرَ بْـنِ شَـالَخْ
وَهْـوَ ابْـنُ أَرْفَـخْشَذْ، أَبُـوهُ سَامُ
أَبُــــوهُ نُــــوحٌ صَــائِــمٌ قَــــوَّامُ
وَهْـوَ ابْـنُ لَامَِـكَ بْـنِ مَـتُّوشَلَخَا
إِبْــنِ خَـنُـوخَ، وَهْـوَ فِـيمَا وُرِّخَـا
إِدْرِيـسُ-فِيمَا زَعَـمُوا- يَـرْدٌ أَبُـهْ
وَهْوَ ابْنُ مَهْلِيلَ بْنِ قَيْنَن يَعْقُبُهْ
يَـانَِـشُ شِـيـثٌ أَبُــهُ ابْــنُ آدَمَـا
صَــلَّـى عَـلَـيْـهِ رَبُّــنَـا وَسَـلَّـمَا
أَمَّــــا قُــرَيْـشٌ فَــالأَصَـحُّ فِــهْـرُ
جِمَـاعُـهُا، وَالأَكْثَـرُونَ: الـنَّـضْرُ
وَأُمُّـــــــهُ آمِـــنَـــةٌ، وَالِـــدُهَـــا
وَهْـبٌ، يَـلِي عَـبْدُ مَنَافٍ جَدُّهَا
وَهْــوَ ابْــنُ زُهْــرَةٍ يَـلِـي كِـلَابُ
وَفِــيـهِ مَـــعْ أَبِــيـهِ الِانْـتِـسَابُ
ذِكْرُ مَوْلِدِهِ وَإِرْضَاعِهِ ﷺ
وَوُلِـــدَ الـنَّـبِـيُّ عَـــامَ الـفِـيلِ
أَيْ فِـي رَبِـيعِ الأَوَّلِ الـفَضِيلِ
لِــيَـوْمِ الِاثْـنَـيْنِ مُـبَـارَكاً أَتَــى
لِـلَـيْـلَتَيْنِ مِـــنْ رَبِـيـعٍ خَـلَـتَا
وَقِـيلَ: بَـلْ ذَاكَ لِثِنْتَيْ عَشْرَهْ
وَقِـيـلَ: بَـعْدَ الـفِيلِ ذَا بِـفَتْرَهْ
بِـأَرْبَـعِـيـنَ أَوْ ثَـلَاثِـيـنَ سَــنَـهْ
وَرُدَّ ذَا الـخُـلْفُ وَبَـعْضٌ وَهَّـنَهْ
وَقَــــدْ رَأَتْ إِذْ وَضَـعَـتْـهُ نُـــورَا
خَـــرَجَ مِـنْـهَـا، رَأَتِ الـقُـصُورَا
قُصُورَ بُصْرَى قَدْ أَضَاءَتْ، وَوُضِعْ
بَـصَـرُهُ إِلَــى الـسَّمَاءِ مُـرْتَفِعْ
مَــــاتَ أَبُــــوهُ وَلَـــهُ عَــامَـانِ
وَثُــلُــثٌ، وَقِــيـلَ بِـالـنُّـقْصَانِ
عَنْ قَدْرِ ذَا؛ بَلْ صَحَّ كَانَ حَمْلَا
وَأَرْضَـعَـتْهُ حِـيـنَ كَــانَ طِـفْلَا
مَــعْ عَـمِّهِ حَـمْزَةَ لَـيْثِ الـقَوْمِ
وَمَـعْ أَبِـي سَلَمَةَ المَخْزُومِي
ثُـوَيْبَةٌ، وَهْـيَ إِلَـى أَبِـي لَهَبْ
أَعْـتَـقَهَا، وَإِنَّــهُ حِـينَ انْـقَلَبْ
هُـلْكاً، رُئِـيَ نَـوْماً بِـشَرِّ حَِيْبَهْ
لَـكِـنْ سُـقِـيَ بِـعِـتْقِهِ ثُـوَيْبَهْ
وَبَـعْـدَهَـا حَـلِـيـمَةُ الـسَّـعْدِيَّهْ
فَـظَـفِـرَتْ بِــالـدُّرَّةِ الـسَّـنِـيَّهْ
نَــالَـتْ بِـــهِ خَــيْـراً وَأَيَّ خَـيْـرِ
مِـــنْ سَــعَـةٍ وَرَغَـــدٍ وَمَــيْـرِ
أَقَـامَ فِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ عِنْدَهَا
أَرْبَـعَةَ الأَعْوَامِ تَجْنِي سَعْدَهَا
وَحِـيـنَ شَــقَّ صَــدْرَهُ جِـبْرِيلُ
خَــافَـتْ عَـلَـيْهِ حَـدَثـاً يَــؤُولُ
رَدَّتْـــهُ سَـالِـمـاً إِلَـــى آمِــنَـةِ
وَخَـرَجَـتْ بِــهِ إِلَــى الـمَدِينَةِ
تَـــزُورُ أَخْــوَالاً لَــهُ، فَـمَـرِضَتْ
رَاجِــعَـةً، وَقُـبِـضَتْ، فَـدُفِـنَتْ
هُـنَـاكَ بِـالأَبْـوَاءِ، وَهْــوَ عُـمُرُهْ
سِتُّ سِنِينَ مَعَ شَيْءٍ يَقْدُرُهْ
ضَــابِــطُــهُ بِــمِــئَــةٍ أَيَّـــامَــا
وَقِــيـلَ: بَـــلْ أَرْبَـعَـةٌ أَعْـوَامَـا
وَحِـيـنَ مَـاتَـتْ حَـمَـلَتْهُ بَـرَكَهْ
لِــجَــدِّهِ بِــمَـكَّـةَ الـمُـبَـارَكَـهْ
كَـفَـلَـهُ إِلَـــى تَــمَـامِ عُــمْـرِهِ
ثَـمَـانِـياً، ثُــمَّ مَـضَـى لِـقَـبْرِهِ
ذِكْرُ كَفَالَةِ أَبِي طَالِبٍ لَهُ ﷺ
أَوْصَى بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ المُطَّلِبْ
إِلَى أَبِي طَالِبٍ الحَامِي الحَدِبْ
يَكْفُلُهُ بَعْدُ، فَكَانَتْ نَشْأَتُهْ
طَاهِرَةً مَأْمُونَةً غَائِلَتُهْ
فَكَانَ يُدْعَى بِالأَمِينِ، وَرَحَلْ
مَعْ عَمِّهِ لِلشَّامِ حَتَّى إِذْ وَصَلْ
بُصْرَى رَأَى مِنْهُ بَحِيرَا الرَّاهِبُ
مَا دَلَّ أَنَّهُ النَّبِيُّ العَاقِبُ
مُحَمَّدٌ نَبِيُّ هَذِي الأُمَّهْ
فَرَدَّهُ؛ تَخَوُّفاً مِنْ ثَمَّهْ
مِنْ أَنْ يَرَى بَعْضُ اليَهُودِ أَمْرَهْ
وَعُمْرُهُ إِذْ ذَاكَ ثِنْتَا عَشْرَهْ
ثُمَّ مَضَى لِلشَّامِ مَعْ مَيْسَرَةِ
فِي مَتْجَرٍ، وَالمَالُ مِنْ خَدِيجَةِ
مِنْ قَبْلِ تَزْوِيجٍ بِهَا، فَبَلَغَا
بُصْرَى فَبَاعَ وَتَقَاضَى مَا بَغَى
وَقَدْ رَأَى مَيْسَرَةُ العَجَائِبَا
مِنْهُ وَمَا خُصَّ بِهِ مَوَاهِبَا
وَحَدَّثَ السَّيِّدَةَ الجَلِيلَهْ
خَدِيجَةَ الكُبْـرَى فَأَحْصَتْ قِيلَهْ
وَرَغِبَتْ، فَخَطَبَتْ مُحَمَّدَا
فَيَا لَهَا مِنْ خِطْبَةٍ مَا أَسْعَدَا
وَكَانَ إِذْ زُوِّجَهَا ابْنَ خَمْسِ
مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ بِغَيْرِ لَبْسِ
قِصَّةُ بِنَاءِ الكَـعْبَةِ
وَإِذْ بَنَتْ قُرَيْشٌ البَيْتَ اخْتَلَفْ
مِـُلَاؤُهُمْ تَنَازُعاً، حَتَّى وَقَفْ
أَمْرُهُمُ فِيمَنْ يَكُونُ يَضَعُ
اَلحَجَرَ الأَسْوَدَ حَيْثُ يُوضَعُ
إِذْ جَاءَ قَالُوا كُلُّهُمْ: رَضِينَا
لِوَضْعِهِ مُحَمَّدَ الأَمِينَا
فَحُطَّ فِي ثَوْبٍ وَقَالَ: يَرْفَعُ
كُلُّ قَبِيلٍ طَرَفاً، فَرَفَعُوا
ثُمَّتَ أَوْدَعَ الأَمِينُ الحَجَرَا
مَكَانَهُ، وَقَدْ رَضُوا بِمَا جَرَى
بَدْءُ الْوَحْيِ
حَتَّى إِذَا مَا بَلَغَ الرَّسُولُ
اَلأَرْبَعِينَ جَاءَهُ جِبْرِيلُ
وَهْوَ بِغَارٍ بِحِرَاءٍ مُخْتَلِي
فَجَاءَهُ بِالوَحْيِ مِنْ عِنْدِ العَلِي
فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، وَكَانَ قَدْ خَلَتْ
مِنْ شَهْرِ مَوْلِدٍ ثَمَانٍ إِنْ ثَبَتْ
وَقِيلَ: فِي سَابِعِ عِشْرِي رَجَبِ
وَقِيلَ: بَلْ فِي رَمَضَانَ الطَّيِّبِ
قَالَ لَهُ: اقْرَأْ وَهْوَ فِي المِرَارِ
يُجِيبُ نُطْقاً: مَا أَنَا بِقَارِي
فَغَطَّهُ ثَلَاثَةً حَتَّى بَلَغْ
اَلجَـُهْدَ، فَاشْتَدَّ لِذَاكَ وَانْصَبَغْ
أَقْرَأَهُ جِبْرِيلُ أَوَّلَ العَلَقْ
قَرَأَهُ كَمَا لَهُ بِهِ نَطَقْ
وَكَوْنُ ذَا الأَوَّلَ فَهْوَ الأَشْهَرُ
وَقِيلَ: بَلْ يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ
وَقِيلَ: بَلْ فَاتِحَةُ الكِتَابِ
وَالأَوَّلُ الأَقْرَبُ لِلصَّوَابِ
جَاءَ إِلَى خَدِيجَةَ الأَمِينَهْ
يَشْكُو لَهَا مَا قَدْ رَآهُ حِينَهْ
فَــثَـبَّـتَـتْـهُ إِنَّـــهَـــا مُــوَفَّــقَـهْ
أَوَّلُ مَا قَدْ آمَنَتْ مُصَدِّقَهْ
ثُـــمَّ أَتَـــتْ بِـــهِ تَـــؤُمُّ وَرَقَــهْ
قَصَّ عَلَيْهِ مَا رَأَى فَصَدَّقَهْ
فَهْوَ الَّذِي آمَنَ بَعْدُ ثَانِيَا
وَكَانَ بَرّاً صَادِقاً مُوَاتِيَا
وَالصَّادِقُ المَصْدُوقُ قَالَ: إِنَّهْ
رَأَى لَهُ تَخَضْخُضاً فِي الجَنَّهْ
قَدْرُ إِقَامَتِهِ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْبِعْثَةِ
أَقَامَ فِي مَكَّةَ بَعْدَ البِعْثَةِ
ثَلَاثَ عَشْرَةٍ بِغَيْرِ مِرْيَةِ
وَقِيلَ: عَشْراً، أَوْ فَخَمْسَ عَشْرَهْ
قَــــوْلَانِ وَهَّـنُـوهُـمَـا بِــمَــرَّهْ
فَكَانَ فِي صَلَاتِهِ يَسْتَقْبِلُ
بِمَكَّةَ القُدْسَ، وَلَكِنْ يَجْعَلُ
اَلبَيْتَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَيْضَا
فِيمَا أَتَى تَطَوُّعاً أَوْ فَرْضَا
وَبَعْدَ هِجْرَةٍ كَذَا لِلْقُدْسِ
عَاماً وَثُلْثاً، أَوْ وَنِصْفَ سُدْسِ
وَحُوِّلَتْ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ القِبْلَةُ
لِـكَـعْـبَـةِ اللهِ وَنِــعْـمَ الـجِـهَـةُ
ذِكْرُ السَّابِقِينَ لِلإِسْلاَمِ
مِــنَ الـرِّجَـالِ ابْــنُ أَبِــي قُـحَافَةِ
قَـالَ بِـهِ حَـسَّانُ فِـي الـقَصِيدَةِ
وَعِـــدَّةٌ مِـــنَ الـصَّـحَـابَةِ الأُلَـــى
وَفَّـــوْا، وَتَـابِـعُـوهُمُ مِـمَّـنْ تَــلَا
خَــدِيـجَـةَ اذْكُـــرْ أَوَّلَ الـنِّـسْـوَانِ
عَــلِـيّـاً اعْــــدُدْ أَوَّلَ الـصِّـبْـيَـانِ
وَعُـــمْـــرُهُ ثَـــمَــانٍ اوْ مُــعَــشَّـرُ
أَوْ سِـتٌّ اوْ خَـمْسٌ، وَقِيلَ: أَكْبَرُ
مِـنَ المَـوَالِي: زَيْــدٌ ابْـنُ حَـارِثَهْ
كَـــانَ مُـجَـالِـساً لَــهُ مُـحَـادِثَهْ
عُـثْـمَـانُ وَالـزُّبَـيْـرُ وَابْـنُ عَـــوْفِ
طَـلْحَةُ سَـعْدٌ أَمِـنُوا مِـنْ خَـوْفِ
إِذْ آمَـــنُــوا بِـــدَعْــوَةِ الــصِّـدِّيـقِ
كَـذَا ابْـنُ مَـظْعُونٍ بِـذَا الـطَّرِيقِ
ثُـــــمَّ أَبُــــو عُــبَـيْـدَةٍ وَالأَرْقَــــمُ
كَــــذَا أَبُـــو سَـلَـمَـةَ الـمُـكَـرَّمُ
وَابْــنُ سَـعِـيدٍ خَـالِـدٌ قَـدْ أَسْـلَمَا
وَقِــيـلَ: بَـــلْ قَـبْـلَـهُمُ تَـقَـدَّمَـا
كَـذَا ابْنُ زَيْـدٍ؛ أَيْ: سَـعِيدٌ لَا مِرَا
وَزَوْجُـــهُ فَـاطِـمَةُ اخْــتُ عُـمَـرَا
كَـــذَاكَ عَــبْـدُ اللهِ مَـــعْ قُــدَامَـهْ
هُـمَا لِـمَظْعُونٍ سَـعِيدَا الـهَامَهْ
وَحَاطِـبٌ حَطَّـابٌ ابْنَـا الحَـارِثِ
أَسْمَاءُ عَائِشْ وَهْيَ غَيْرُ طَامِثِ
كَــذَا ابْــنُ إِسْـحَاقَ بِـذَاكَ انْـفَرَدَا
وَلَــمْ تَـكُـنْ عَـائِشُ مِـمَّنْ وُلِـدَا
فَــاطِــمَـةٌ فُــكَـيْـهَـةُ الـــزَّوْجَــانِ
تِــلْــكَ لِـــذَاكَ هَـــذِهِ لِـلـثَّـانِي
عُـبَـيْـدَةُ بْـنُ حَـــارِثٍ، خَــبَّـابُ
إِبْـــــنُ الأَرَتِّ كُــلُّـهُـمْ أَجَــابُــوا
كَـــذَا سَـلِـيطُ وَهُــوَ ابْــنُ عَـمْـرِو
وَابْــنُ حُـذَافَـةٍ خُـنَـيْسٌ بَــدْرِي
وَابْـــنُ رَبِـيـعَـةَ اسْـمُـهُ مَـسْـعُودُ
وَمَـعْـمَـرُ بْـــنُ حَـــارِثٍ مَـعْـدُودُ
وَوَلَـــدَا جَــحْـشٍ هُـمَـا عَـبْـدُ اللهْ
كَــــذَا أَبُـــو أَحْــمَـدَ عَــبْـدٌ أَوَّاهْ
كَذَا شَبِيهُ المُصْطَفَى؛ أَيْ: جَعْفَرُ
أَسْـمَـاءُ زَوْجُــهُ، الـحَلِيفُ عَـامِرُ
عَـيَّـاشٌ اعْـنِـي ابْـنَ أَبِـي رَبِـيعَةِ
وَزَوْجُــهُ أَسْـمَـا إِلَــى سَـلَامَـةِ
نُعَـيْـمٌ النَّـحَّـامُ، أَيْـضـاً حَـاطِـبُ
وَهْوَ ابْنُ عَمْرٍو، وَكَذَاكَ السَّائِبُ
أَيِ ابْـنُ عُـثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، ذُكِرْ
أَبُــوهُ، مَــعْ مُـطَّـلِبِ ابْــنِ أَزْهَـرْ
وَزَوْجُــــهُ رَمْــلَــةُ، مَــــعْ أُمَـيْـنَـهْ
بِــنْــتُ خَــلَـفْ لِـخَـالِـدٍ قَـرِيـنَـهْ
مَـضَى اسْـمُهُ، عَـمَّارٌ ابْـنُ يَـاسِرِ
وَابْـــنَ فُـهَـيْـرَةَ اسْـمِـهِ بِـعَـامِرِ
أَبُـو حُـذَيْـفَةٍ، صُـهَـيْبٌ، جُـنْـدَبُ
وَهْـــوَ أَبُـــو ذَرٍّ صَــدُوقٌ طَـيِّـبُ
وَقَــــالَ: إِنِّــــي رَابِــــعٌ لِأَرْبَــعَــهْ
مِـنْ تَـابِعِي النَّبِيِّ أَسْلَمُوا مَعَهْ
كَـــذَا أُنَـيْـسٌ أَخُــهُ قَــدْ أَسْـلَـمَا
ثُــمَّـتَ بَـعْـدُ أَسْـلَـمَتْ أُمُّـهُـمَا
كَــذَا ابْــنُ عَـبْـدِ اللهِ وَهْــوَ وَاقِــدُ
كَـــذَا إِيَـــاسٌ، عَـاقِـلٌ، وَخَـالِـدُ
وَعَــامِــرٌ أَرْبَــعَــةٌ بَــنُــو الـبُـكَـيْـرْ
وَابْـنُ أَبِـي وَقَّـاصٍ اسْمُهُ عُمَيْرْ
كَــــذَاكَ بِــنْــتُ أَسَـــدٍ فَـاطِـمَـةُ
كَـــذَاكَ بِــنْـتُ عَــامِـرٍ ضُـبَـاعَةُ
عَمْـرٌو، أَبُو نَـجِيحَ فِـيهِمْ مَـعْدُودْ
عُـتْبَةُ، عَـبْدُ اللهِ نَـجَلَا مَـسْعُودْ
سَبَبُ إِسْلاَمِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-
جَاءَ لَهُ النَّبِيُّ وَهْوَ يَرْعَى
غُنَيْمَةً، يُسِيمُـهَـا فِـي المَرْعَى
قَالَ لَهُ: شَاؤُكَ فِيهَا لَبَنُ؟
قَالَ: نَعَمْ، لَكِنَّنِي مُؤْتَمَنُ
قَالَ: فَهَلْ فِيهَا إِذَنْ مِنْ شَاةِ
مَا مَسَّهَا الفَحْلُ، إِذاً فَتَاتِي
بِهَا، فَمَسَّ الضَّرْعَ وَهْوَ يَدْعُو
فَامْتَدَّ ضَرْعُهَا وَدَرَّ الضَّرْعُ
فَاحْتَلَبَ الشَّاةَ وَأَسْقَى ثُمَّ مَصْ
فِي شُرْبِهِ قَالَ لَهُ: اقْلُصْ فَقَلَصْ
قَالَ: فَعَلِّمْنِي لَعَلِّي أَعْلَمُ
قَالَ لَهُ: غُلَيِّمٌ مُعَلَّمُ
اجْتِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ بِدَارِ الأَرْقَمِ
وَاتَّخَذَ النَّبِيُّ دَارَ الأَرْقَمِ
لِلصَّحْبِ مُسْتَخْفِينَ عَنْ قَوْمِهِمِ
وَقِيلَ: كَانُوا يَخْرُجُونَ تَتْرَى
إِلَى الشِّعَابِ لِلصَّلَاةِ سِرَّا
حَتَّى مَضَتْ ثَلَاثَةٌ سِنِينَا
وَأَظْهَرَ الرَّحْمَنُ بَعْدُ الدِّينَا
وَصَدَعَ النَّبِيُّ جَهْراً مُعْلِنَا
إِذْ نَزَلَتْ فَاصْدَعْ بِمَا فَمَا وَنَى
وَأَنْذَرَ العَشَائِرَ الَّتِي ذُكِرْ
بِجَمْعِهِمْ، إِذْ نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ
ذِكْـرُ تَـأْيِيدِهِ ﷺ بِمُعْجِزَةِ القُرْآنِ
وَجَعَلَ اللهُ لَهُ القُرْآنَا
آيَةَ حَقٍّ أَعْجَزَتْ بُرْهَانَا
أَقَامَ فِيهِمْ فَوْقَ عَشْرٍ يَطْلُبُ
إِتْيَانَهُمْ بِمِثْلِهِ فَغُلِبُوا
ثُمَّ بِعَشْرِ سُوَرٍ، بِسُورَهْ
فَلَمْ يُطِيقُوهَا وَلَوْ قَصِيرَهْ
وَهُمْ لَعَمْرِي الفُصَحَاءُ اللُّسْنُ
فَانْقَلَبُوا وَهُمْ حَيَارَى لُكْنُ
وَأُسْمِعُوا التَّوْبِيخَ وَالتَّقْرِيعَا
لَدَى المَلَا مُفْتَرِقاً مَجْمُوعَا
فَلَمْ يَفُهْ مِنْهُمْ فَصِيحٌ بِشَفَهْ
مُعَارِضاً، بَلِ الإِلَهُ صَرَفَهْ
فَقَائِلٌ يَقُولُ: هَذَا سِحْرُ
وَقَائِلٌ: فِي أُذُنَيَّ وَقْرُ
وَقَائِلٌ يَقُولُ مِمَّنْ قَدْ طَغَوْا:
لَا تَسْمَعُوا لَهُ، وَفِيهِ فَالغَوْا
وَهُمْ إِذَا بَعْضٌ بِبَعْضٍ قَدْ خَلَا
اِعْتَرَفُوا بِأَنَّ حَقّاً مَا تَلَا
وَأَنَّهُ لَيْسَ كَلَامَ البَشَرِ
وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ بِمُفْتَرِي
إِعْتَرَفَ الوَلِيدُ، ثُمَّ النَّضْرُ
وَعُتْبَةٌ بِذَاكَ، وَاسْتَقَرُّوا
وَابْنُ شَرِيقٍ بَاءَ وَهْوَ الأَخْنَسُ
كَذَا أَبُو جَهْلٍ، وَلَكِنْ أُبْلِسُوا
وَكَيْفَ لَا وَهْوَ كَلَامُ اللهِ
مُنَزَّهٌ عَنْ نِحْلَةِ اشْتِبَاهِ
يَهْدِي إِلَى الَّتِي هُدَاهَا أَقْوَمُ
بِهِ يُطَاعُ وَبِهِ يُعْتَصَمُ
وَهْوَ لَدَيْنَا حَبْلُهُ المَتِينُ
نَعْبُدُهُ بِهِ، وَنَسْتَعِينُ
وَهْوَ الَّذِي لَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهْ
وَلَا يَضِلُّ أَبَداً مُصَاحِبُهْ
معْجِزَةً بَاقِيَةً عَلَى المَدَى
حَتَّى إِلَى الوَقْتِ الَّذِي قَدْ وُعِدَا
ذِكْرُ كِفَايَةِ اللهِ الْمُسْتَهْزِئِينَ
وَقَدْ كَفَى المُسْتَهْزِئِينَ البُعَدَا
أَللهُ رَبُّنَا، فَبَاؤُوا بِالرَّدَى
فَعَمِيَ الأَسْوَدُ، ثُمَّ الأَسْوَدُ
اَلآخَـرُ اسْتَسْقَى فَـأَرْدَتْـهُ الـيَـدُ
كَذَا أَشَارَ لِلْوَلِيدِ فَانْتَقَضْ
اَلجُرْحُ، وَالعَاصِي كَذَاكَ فَعَرَضْ
لِرِجْلِهِ الشَّوْكَةُ حَتَّى أُرْهِقَا
وَالحَارِثُ اجْتِيحَ بِقَيْحٍ بَزَقَا
وَعُقْبَةٌ فِي يَوْمِ بَدْرٍ قُتِلَا
أَبُو لَهَبْ بَاءَ سَرِيعاً بِالبَلَا
ثَامِنُهُمْ أَسْلَمَ وَهْوَ الحَكَمُ
فَقَدْ كَفَاهُ شَرَّهُ إِذْ يُسْلِمُ
ذِكْرُ مَشْيِ قُرَيْشٍ فِي أَمْرِهِ ﷺ إِلَى أَبِي طَالِبٍ
ثُمَّ مَشَتْ قُرَيْشٌ الأَعْدَاءُ
إِلَى أَبِي طَالِبٍ انْ يُسَاؤُوا
مِنَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فِي سَبِّهِمْ
وَسَبِّ دِينِهِمْ، وَذِكْرِ عَيْبِهِمْ
فِي مَرَّةٍ وَمَرَّةٍ وَمَرَّهْ
وَهْوَ يَذُبُّ، وَيُقَوِّي أَمْرَهْ
فِي آخِرِ المَرَّاتِ قَالُوا: أَعْطِنَا
مُحَمَّداً وَخُذْ عُمَارَةَ ابْنَنَا
بَدَلَهُ، قَالَ: أَرَدْتُمْ أَكْفُلُ
اِبْـنَـكُمُ، وَأُسْلِمُ ابْنِـي يُقْـتَـلُ؟!
ثُمَّ مَضَى يَجْهَرُ بِالتَّوْحِيدِ
وَلَا يَخَافُ سَطْوَةَ العَبِيدِ
وَأَجْمَعَتْ قُرَيْشٌ انْ يَقُولُوا:
سَاحِرٌ احْذَرُوا، وَعَنْهُ مِيلُوا
وَقَعَدُوا فِي زَمَنِ المَوَاسِمِ
يُحَذِّرُونَ مِنْهُ كُلَّ قَادِمِ
وَافْتَرَقَ النَّاسُ، فَشَاعَ أَمْرُهُ
بَيْنَ القَبَائِلِ، وَسَارَ ذِكْرُهُ
ذِكْرُ قُدُومِ وَفْدِ نَجْرَانَ
وَجَاءَ مِنْ نَجْرَانَ قَوْمٌ أَسْلَمُوا
عِدَّتُهُمْ عِشْرُونَ- لَمَّا عَلِمُوا
بِصِدْقِهِ، جَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَسَبْ
وَأَقْذَعَ القَوْلَ لَهُمْ بِلَا سَبَبْ
فَأَعْرَضُوا، وَقَوْلُهُمْ: سَلَامُ
لَيْسَ لَنَا مَعْ جَاهِلٍ كَلَامُ
ذِكْرُ قُدُومِ ضِمَادِ بْنِ ثَعْلَبَةَ
ثُمَّ أَتَى ضِمَادُ وَهْوَ الأَزْدِي
لِيَسْتَبِينَ أَمْرَهُ بِالنَّقْدِ
مَا هُوَ إِلَّا أَنْ مُحَمَّدٌ خَطَبْ
أَسْلَمَ لِلْوَقْتِ بِصِدْقٍ، وَذَهَبْ
ذِكْرُ أَذَى قُرَيْشٍ لِنَبِيِّ اللهِ وَلِلْمُسْتَضْعَفِينَ
وَأُوذِيَ النَّبِيُّ مَا لَمْ يُؤْذَا
مَنْ قَبْلَهُ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَذَا
مِمَّا يُضَاعِفُ لَهُ الأُجُورَا
وَلَوْ يَشَاءُ دُمِّرُوا تَدْمِيرَا
لَكِنَّهُمْ إِذْ أَضْمَرُوا الضَّغَائِنَا
مَا مُكِّنُوا، فَاسْتَضْعَفُوا مَنْ آمَنَا
عَمَّاراً الطَّيِّبَ أُمَّهُ أَبَهْ
أُمَّ بِلَالٍ وَبِلَالاً عَذَّبَهْ
أُمَيَّةٌ، وَمِنْهُمُ جَارِيَةُ
وَمِنْهُمُ زَنْبَرَةُ الرُّومِيَّةُ
كَذَاكَ أُمُّ عَنْبَسٍ وَابْنَتُهَا
وَابْنُ فُهَيْرَةٍ فَذِي سَبْعَتُهَا
إِبْتَاعَهَا الصِّدِّيقُ ثُمَّ أَعْتَقْ
جَمِيعَهُمْ لِلَّهِ، بَرَّ وَصَدَقْ
ذِكْرُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ
وَإِذْ بَغَتْ مِنْهُ قُرَيْشٌ أَنْ يُرِي
آياً، أَرَاهُمُ انْشِقَاقَ القَمَرِ
فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةٌ عَلَتْ
وَفِرْقَةٌ لِلطَّوْدِ مِنْهُ نَزَلَتْ
وَذَاكَ مَرَّتَيْنِ بِالإِجْمَاعِ
وَالنَّصِّ وَالتَّوَاتُرِ السَّمَاعِي
زَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانَا
وَلِأَبِي جَهْلٍ بِهِ طُغْيَانَا
وَقَالَ: ذَا سِحْرٌ، فَجَاءَ السَّفْرُ
كُلٌّ بِهِ مُصَدِّقٌ مُقِرُّ
ذِكْرُ الْهِجْرَتَيْنِ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَحَصْرِ بَنِي هَاشِمٍ فِي الشِّعْبِ
لَـمَّا فَـشَا الإِسْلَامُ، وَاشْتَدَّ عَلَى
مَـنْ أَسْـلَمَ الـبَلَاءُ هَـاجَرُوا إِلَى
أَصْـحَـمَةٍ، فِـي رَجَـبٍ مِـنْ سَـنَةِ
خَـمْسٍ مَـضَتْ لَـهُمْ مِـنَ الـنُّبُوَّةِ
خَـمْسٌ مِـنَ الـنِّسَاءِ، وَاثْنَا عَشَرَا
مِـنَ الـرِّجَالِ، كُـلُّهُمْ قَـدْ هَـاجَرَا
عُــثْـمَـانُ مَــــعْ زَوْجَــتِــهِ رُقَــيَّـهْ
أَسْـبَـقُـهُمْ لِـلْـهِـجْرَةِ الـمَـرْضِيَّهْ
مُصْـعَـبُ، وَالزُّبَيْرُ، وَابْنُ عَــوْفِ
وَحَــاطِـبٌ، فَـأَمِـنُوا مِــنْ خَــوْفِ
كَذَا ابْنُ مَظْعُونَ، ابْنُ مَسْعُودٍ، أَبُو
سَــلَـمَـةٍ، وَزَوْجُــــهُ تُــصَـاحِـبُ
أَبُـــــو حُــذَيْــفَـةٍ أَبُــــوهُ عُــتْـبَـةُ
وَزَوْجُــهُ بِـنْـتُ سُـهَـيْلٍ سَـهْـلَةُ
وَابْـــنُ عُـمَـيْـرٍ هَــاشِـمٌ، وَعَـامِـرُ
إِبْـــنُ رَبِـيـعَـةَ الـحَـلِيفُ الـنَّـاصِرُ
وَزَوْجُــهُ لَـيْـلَى، أَبُــو سَـبْـرَةَ مَـعْ
زَوْجَـتِـهِ -أَيْ: أُمِّ كُـلْـثُومٍ- جُـمَعْ
وَخَـرَجَـتْ قُـرَيْـشُ فِـــي الآثَــارِ
لَــمْ يَـصِـلُوا مِـنْـهُمْ لِأَخْــذِ الـثَّارِ
فَـــجَــاوَرُوهُ فِــــي أَتَــــمِّ حَــــالِ
ثُـــمَّ أَتَـــوْا مَــكَّـةَ فِــي شَــوَّالِ
مِـنْ عَـامِهِمْ، إِذْ قِـيلَ: أَهْـلُ مَكَّةِ
قَـدْ أَسْـلَمُوا، وَلَـمْ يَـكُنْ بِـالثَّبَتِ
فَـاسْـتَقْبَلُوهُمْ بِــالأَذَى وَالـشِّـدَّةِ
فَــرَجَــعُـوا لِــلْـهِـجْـرَةِ الـثَّـانِـيَـةِ
فِــي مِـئَـةٍ عَــدُّ الـرِّجَـالِ مِـنْـهُمُ
إِثْـنَـانِ مِــنْ بَـعْدِ الـثَّمَانِينَ هُـمُ
فَـنَـزَلُـوا عِـنْـدَ الـنَّـجَاشِيِّ عَـلَـى
أَتَــــمِّ حَــــالٍ، وَتَــغَـيَّـظَ الــمَـلَا
عَـلَـى الـنَّـبِيِّ، وَعَـلَـى أَصْـحَـابِهِ
وَكَــتَـبَ الـبَـغِـيضُ فِــي كِـتَـابِهِ
عَـلَـى بَـنِـي هَـاشِـمٍ الـصَّـحِيفَهْ
وَعُــلِّـقَـتْ بِـالـكَـعْبَةِ الـشَّـرِيـفَهْ
أَنْ لَا يُــنَــاكِــحُـــوهُـــمُ وَلَا وَلَا
وَحُصِرُوا فِي الشِّعْبِ حَتَّى أَقْبَلَا
أَوَّلُ عَـــــامِ سَــبْــعَـةٍ لِــلْـبَـعْـثِ
قَـاسَـوْا بِــهِ جَُـهْداً بِـشَرِّ مُِـكْثِ
وَسُـمِـعَـتْ أَصْـــوَاتُ صِبْـيَـانِهِمِ
فَــسَــاءَ ذَاكَ بَــعْـضَ أَقْـوَامِـهِـمِ
وَاطَّـلَــعَ الـرَّسُــولُ أَنَّ الأَرَضَــهْ
أَكَــلَــتِ الـصَّـحِـيفَةَ الـمُـبَـغَّضَهْ
مَــا كَــانَ مِـنْ جَـوْرٍ وَظُـلْمٍ ذَهَـبَا
وَبَــقِـيَ الـذِّكْـرُ كَـمَـا قَــدْ كُـتِـبَا
فَـوَجَـدُوا ذَاكَ كَــمَـا قَــالَ، وَقَــدْ
شَـلَّتْ يَـدُ الـبَغِيضِ وَاللهِ الصَّمَدْ
فَـلَـبِـسُوا الـسِّـلَاحَ ثُــمَّ أُخْـرِجُـوا
مِنْ شِعْبِهِمْ، وَكَانَ ذَاكَ المَخْرَجُ
فِـــي عَــامِ عَـشْـرَةٍ بِـغَـيْرِ مَـيْـنِ
وَقِــيـلَ: كَــانَ مُـكْـثُهُمْ عَـامَـيْنِ
ذِكْرُ وَفَاةِ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَزَوْجَتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-
بَعْدَ خُرُوجِهِمْ بِثُلْثَيْ عَامِ
وَثُلُثَيْ شَهْرٍ وَيَوْمٍ طَامِي
سِيقَ أَبُو طَالِبٍ لِلْحِمَامِ
ثُــمَّ تَــلَا ثَــلَاثَـــةَ الأَيَّـــــامِ
مَوْتُ خَدِيجَةَ الرِّضَا فَلَمْ يَهُنْ
عَلَى الرَّسُولِ فَقْدُ ذَيْنِ وَحَزِنْ
ذِكْرُ وَفْدِ الْجِنِّ
وَبَعْدَ أَنْ مَضَتْ لَهُ خَمْسُونَا
وَرُبْعُ عَامٍ جَاءَهُ يَسْعَوْنَا
جِنُّ نَصِيبِينَ لَهُ، وَكَانَا
يَقْرَأُ فِي صَلَاتِهِ قُرْآنَا
بِنَخْلَةٍ، فَاسْتَمَعُوا، وَأَسْلَمُوا
وَرَجَعُوا، فَأَنْذَرُوا قَوْمَهُمُ
ذِكْرُ قِصَّةِ الإِسْرَاءِ
وَبَعْدَ عَامٍ مَعَ نِصْفٍ أُسْرِيَا
بِهِ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى حَظِيَا
مِنْ مَكَّةَ الغَرَّا إِلَى القُدْسِ عَلَى
ظَهْرِ البُرَاقِ رَاكِباً، ثُمَّ عَلَا
إِلَى السَّمَاءِ مَعَهُ جِبْرِيلُ
فَاسْتَفْتَحَ البَابَ لَهُ، يَقُولُ
مُجِيباً اذْ قِيلَ لَهُ: مَنْ ذَا مَعَكْ؟
مُحَمَّدٌ مَعِي فَرَحَّبَ المَلَكْ
ثُمَّ تَلَاقَى مَعَ الَانْبِيَاءِ
وَكُلُّ وَاحِدٍ لَدَى سَمَاءِ
ثُمَّ عَلَا لِمُسْتَوًى قَدْ سَمِعَا
صَرِيفَ الَاقْلَامِ بِمَا قَدْ وَقَعَا
ثُمَّ دَنَا حَتَّى رَأَى الإِلَهَا
بِعَيْنِهِ مُخَاطِباً شِفَاهَا
أَوْحَى لَهُ سُبْحَانَهُ مَا أَوْحَى
فَلَا تَسَلْ عَمَّا جَرَى تَصْرِيحَا
وَفَرَضَ الصَّلَاةَ خَمْسِينَ عَلَى
أُمَّتِهِ حَتَّى لِخَمْسٍ نَزَلَا
وَالأَجْرُ خَمْسُونَ كَمَا قَدْ كَانَا
وَزَادَهُ مِنْ فَضْلِهِ إِحْسَانَا
فَصَدَّقَ الصِّدِّيقُ ذُو الوَفَاءِ
وَكَذَّبَ الكُفَّارُ بِالإِسْرَاءِ
وَسَأَلُوهُ عَنْ صِفَاتِ القُدْسِ
رَفَعَهُ إِلَيْهِ رُوحُ القُدْسِ
جِبْرِيلُ، حَتَّى حَقَّقَ الأَوْصَافَا
لَهُ، فَمَا طَاقُوا لَهُ خِلَافَا
لَكِنَّهُمْ قَدْ كَذَّبُوا وَجَحَدُوا
فَأُهْلِكُوا، وَفِي العَذَابِ أُخْلِدُوا
ذِكْرُ عَرْضِ النَّبِيِّ نَفْسَهُ عَلَى الْقَبَائِلِ وَبَيْعَةِ الأَنْصَارِ لَهُ ﷺ
وَعَرَضَ النَّبِيُّ نَفْسَهُ عَلَى
قَبِيلَةٍ قَبِيلَةٍ لِيَحْصُلَا
إِيوَاؤُهُ مِنْ بَعْضِهِمْ؛ يُبَلِّغُ
رِسَالَةَ اللهِ، فَكُلٌّ يَنْزَغُ
إِلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ حَتَّى يُعْرِضُوا
عَنْ قَوْلِهِ، وَيَهْزَؤُوا، وَيَرْفُضُوا
حَتَّى أَتَاحَ اللهُ لِلْأَنْصَارِ
فَـاسْـتَـبَـقُوا لِلْخَـيْـرِ بِاخْتِـيَـارِ
فَيُسْلِمُ الوَاحِدُ مِنْهُمْ، يُسْلِمُ
بِهِ جَمِيعُ أَهْلِهِ؛ فَرُحِمُوا
لَقِيَ سِتّاً أَوْ ثَمَانِياً لَدَى
عَقَبَةٍ دَعَاهُمُ إِلَى الهُدَى
فَآمَنُوا بِاللهِ، ثُمَّ رَجَعُوا
لِقَوْمِهِمْ يَدْعُونَهُمْ؛ فَسَمِعُوا
حَتَّى فَشَا الإِسْلَامُ، ثُمَّ قَدِمَا
فِي قَابِلٍ مِنْهُمْ وَمِمَّنْ أَسْلَمَا
لِبَيْعَةٍ ضِعْفُ الَّذِينَ سَلَفُوا
كَبَيْعَةِ النِّسَاءِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا
ثُمَّ أَتَى مِنْ قَابِلٍ سَبْعُونَا
وَنَيِّفٌ، فَبَايَعُوا يُخْفُونَا
بَيْعَتَهُمْ لَيْلاً، وَنِعْمَ البَيْعَةُ
جَزَاءُ مَنْ بَايَعَ فِيهَا الجَنَّةُ
ذِكْرُ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ
وَإِذْ فَشَا الإِسْلَامُ بِالمَدِينَهْ
هَاجَرَ مَنْ يَحْفَظُ فِيهَا دِينَهْ
وَعَزَمَ الصِّدِّيقُ أَنْ يُهَاجِرَا
فَرَدَّهُ النَّبِيُّ حَتَّى هَاجَرَا
مَعاً إِلَيْهَا فَتَرَافَقَا إِلَى
غَارٍ بِثَوْرٍ بَعْدُ، ثُمَّ ارْتَحَلَا
وَمَعْهُمَا عَامِرُ مَوْلَى الصِّدِّيقْ
وَابْنُ أُرَيْقِطٍ دَلِيلٌ لِلطَّرِيقْ
فَأَخَذُوا نَحْوَ طَرِيقِ السَّاحِلِ
وَالحَقُّ لِلْعَدُوِّ خَيْرُ شَاغِلِ
تَبِعَهُمْ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ
يُرِيدُ فَتْكاً، وَهْوَ غَيْرُ فَاتِكِ
لَمَّا دَعَا عَلَيْهِ سَاخَتِ الفَرَسْ
نَادَاهُ بِالأَمَانِ إِذْ عَنْهُ حُبِسْ
ذِكْرُ مُرُورِهِ ﷺ بِأُمِّ مَعْبَدٍ
مَرُّوا عَلَى خَيْمَةِ أُمِّ مَعْبَدِ
وَهْيَ عَلَى طَرِيقِهِمْ بِمَرْصَدِ
وَعِنْدَهَا شَاةٌ أَضَرَّ الجَهْدُ
بِهَا، وَمَا بِهَا قُوًى يَشْتَدُّ
فَمَسَحَ النَّبِيُّ مِنْهَا الضَّرْعَا
فَحَلَبَتْ مَا قَدْ كَفَاهُمْ وُسْعَا
ذِكْرُ وُصُولِهِ ﷺ إِلَى قُبَاءٍ ثُمَّ إِلَى الْمَدِينَةِ
وَحَــلَــبَـتْ بَــعْــدُ إِنَــــاءً آخَــــرَا
تَـــــرَكَ ذَاكَ عِــنْـدَهَـا وَسَــافَــرَا
حَــتَّــى إِذَا أَتَــــى إِلَـــى قُــبَـاءِ
نَــزَلَــهَــا بِــالــسَّـعْـدِ وَالــهَــنَـاءِ
فِـي يَـوْمِ الِاثْـنَيْنِ لِـثِنْتَيْ عَشْرَهْ
مِــنْ شَـهْرِ مَـوْلِدٍ فَـنِعْمَ الـهِجْرَهْ
أَقَــــامَ أَرْبَــعـاً لَـدَيْـهِـمْ، وَطَــلَـعْ
فِـي يَـوْمِ جُـمْعَةٍ فَـصَلَّى وَجَـمَعْ
فِـي مَسْجِدِ الجُمْعَةِ، وَهْيَ أَوَّلُ
مَـــا جَـمَّـعَ الـنَّـبِيُّ فِـيـمَا نَـقَـلُوا
وَقِـيـلَ: بَــلْ أَقَــامَ أَرْبَــعْ عَـشْرَهْ
فِـيـهِـمْ، وَهُــمْ يَـنْـتَحِلُونَ ذِكْــرَهْ
وَهْــوَ الَّــذِي أَخْـرَجَـهُ الـشَّيْخَانِ
لَــكِــنَّ مَـــا مَـــرَّ مِـــنَ الإِتْــيَـانِ
لِـمَـسْجِدِ الـجُـمْعَةِ يَــوْمَ جُـمْعَةِ
لَا يَـسْـتَقِيمُ مَــعَ هَــذِي الـمُـدَّةِ
إِلَّا عَـلَـى الـقَـوْلِ بِـكَوْنِ الـقَدْمَةِ
إِلَــى قُـبـاً كَـانَـتْ بِـيَوْمِ الـجُمْعَةِ
بَــنَـى بِـهَـا مَـسْـجِدَهُ، وَارْتَـحَـلَا
لِـطَـيْـبَةَ الـفَـيْـحَاءِ طَــابَـتْ نُــزُلَا
فَــبَــرَكَـتْ نَــاقَــتُـهُ الــمَــأْمُـورَهْ
بِـمَوْضِعِ الـمَسْجِدِ فِـي الـظَّهِيرَهْ
فَــحَــلَّ فِــــي دَارِ أَبِـــي أَيُّــوبَـا
حَـتَّـى ابْـتَنَى مَـسْجِدَهُ الـرَّحِيبَا
وَحَــــوْلَـــهُ مَـــنَـــازِلاً لِأَهْـــلِـــهِ
وَحَــوْلَـهُ أَصْـحَـابُـهُ فِـــي ظِــلِّـهِ
طَـابَتْ بِـهِ طَـيْبَةُ مِـنْ بَعْدِ الرَّدَى
أَشْـرَقَ مَـا قَـدْ كَـانَ مِنْهَا أَسْوَدَا
كَــانَــتْ لَــمِــنْ أَوْبَــــأِ أَرْضِ اللهِ
فَــــزَالَ دَاؤُهَــــا بِــهَــذَا الــجَـاهِ
وَنَـــقَــلَ اللهُ بِــفَــضْـلِ رَحْــمَــةِ
مَـا كَـانَ مِـنْ حُـمًّى بِهَا لِلْجُحْفَةِ
وَلَــيْــسَ دَجَّــــالٌ وَلَا طَــاعُــونُ
يَـدْخُـلُـهَـا، فَـحِـرْزُهَـا حَـصِـيـنُ
أَقَـــامَ شَـهْـراً، ثُــمَّ بَـعْـدُ نَـزَلَـتْ
عَـلَـيْـهِ إِتْــمَـامُ الـصَّـلَاةِ أُكْـمِـلَتْ
أَقَـــامَ مِــنْ شَـهْـرِ رَبِـيـعٍ لِـصَـفَرْ
يُـبْـنَى لَــهُ مَـسْجِدُهُ وَالـمُسْتَقَرْ
وَوَادَعَ الــيَــهُـودَ فِــــي كِــتَـابِـهِ
مَــا بَـيْـنَهُمْ وَبَـيْـنَ مَــا أَصْـحَـابِهِ
وَكَــــانَ بَــــدْءُ الأَمْــــرِ بِـــالأَذَانِ
رُؤْيَـــا ابْـــنِ زَيْــدٍ، أَوْ لِـعَـامٍ ثَــانِ
فَـفِـيـهِ فَــرْضُ الـصَّـوْمِ، وَالـزَّكَـاةِ
لِـلْـفِـطْـرِ، وَالـعِـيـدَيْـنِ بِـالـصَّـلَاةِ
بِـخُـطْـبَـتَيْنِ بَــعْــدُ، وَالأُضْـحِـيَّـةُِ
كَـــذَا زَكَـــاةُ مَـالِـهِـمْ، وَالـقِـبْـلَةُِ
لِـلْـمَـسْـجِدِ الــحَــرَامِ، وَالــبِـنَـاءُ
بِــعَــائِـشٍ، كَـــذَلِــكَ الـــزَّهْــرَاءُ
وَبَـــدْرٌ الـكُـبْـرَى، وَفِــي الـثَّـالِثَةِ
دُخُـــولُــهُ بِــحَـفْـصَـةَ الــقَـانِـتَـةِ
وَالـزَّيْـنَـبَيْنِ، وَبَـنَـى ابْــنُ عَـفَّـانْ
بِـــأُمِّ كُـلْـثُـومٍ، وَفِـيـهِ الـجَـمْعَانْ
إِلْــتَــقَـيَـا بِـــأُحُـــدٍ، وَالــرَّابِــعَـهْ
بِــئْــرُ مَـعُـونَـةٍ بِـتِـلْـكَ الـفَـاجِـعَهْ
وَغَـــزْوُهُ بَــنِـي الـنَّـضِـيرِ وَجَـلَـوْا
ذَاتُ الـرِّقَـاعِ بَـعْـدَهَا كَـمَـا حَـكَوْا
وَقَائِـلٌ فِيـهَـا الــصَّـلَاةُ قُـصِـرَتْ
وَالخَمْرُ حُرِّمَ، اوْ فَفِي الَّتِي خَلَتْ
وَقِــيــلَ فِــيـهَـا آيَــــةُ الـتَّـيَـمُّـمِ
كَـذَا صَلَاةُ الخَوْفِ مَعْ خُلْفٍ نُمِي
وَقِـيلَ فِـي الـخَمْسِ، وَفِيهِ نَزَلَتْ
آيُ الـحِجَابِ، وَالـخُسُوفُ صُـلِّيَتْ
لِـقَـمَـرٍ، وَفِــيـهِ غَـــزْوُ الـخَـنْـدَقِ
مَـــعَ قُـرَيْـظَـةٍ، مَــعَ الـمُـصْطَلِقِ
عَلَـى الصَّـحِيحِ، وَبِهَـا جُـوَيْرِيَهْ
بَـنَى بِـهَا، وَالإِفْـكُ، أَوْ فِي الآتِيَهْ
فِي السِّتِّ كَانَتْ عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَهْ
وَبَيْـعَـةُ الرِّضْـوَانِ تِـلْـكَ الـزَّاكِـيَهْ
وَفِيـهِ فَـرْضُ الـحَجِّ أَوْ مَـا خَـلَتِ
أَوْ فِـي الثَّمَانِ، أَوْ فَفِي التَّاسِعَةِ
خُـلْفٌ، وَقِـيلَ: كَـانَ قَـبْلَ الهِجْرَةِ
وُجُـوبُـهُ حَـكَـاهُ فِــي «الـنِّـهَايَةِ»
وَفِـيـهِ قَــدْ سَـابَـقَ بَـيْـنَ الـخَيْلِ
وَآيَــةُ الـظِّـهَارِ فِــي ابْـنِ خَـوْلِي
فِـي الـسَّبْعِ خَيْبَرٌ، وَعُمْرَةُ القَضَا
وَقَـــدِمَــتْ أُمُّ حَـبِـيـبَـةَ الــرِّضَــا
بَــنَـى بِــهَـا، وَبَـعْـدَهَـا مَـيْـمُونَةُ
كَــــذَاكَ فِــيـهَـا قَـبْـلَـهَا صَـفِـيَّـةُ
وَفِــيـهِ مَــنْـعُ الـحُـمُـرِ الأَهْـلِـيَّـةِ
وَمُـتْـعَـةِ الـنِّـسَـاءِ، ثُـــمَّ حَــلَّـتِ
يَـــوْمَ حُـنَـيْنٍ، ثُــمَّ قَــدْ حَـرَّمَـهَا
مُــؤَبَّــداً، لَــيْـسَ لِــذَلِـكَ انْـتِـهَـا
وَفِـــي الـثَّـمَـانِ وَقْــعَـةٌ بِـمُـؤْتَـةِ
وَالفَتْحُ مَعْ حُنَيْنَ فِي ذِي السَّنَةِ
وَأَخْــذُ جِـزْيَـةِ مَـجُـوسِ هَـجَـرَا
وَاتَّــخَـذَ الـنَّـبِـيُّ فِـيـهَـا الـمِـنْبَرَا
فِـي الـتِّسْعِ غَـزْوَةُ تَـبُوكٍ بَعْدَ أَنْ
صَـلَّى عَـلَى أَصْـحَمَ غَائِباً فَسَنْ
وَفِـيـهِ قَــدْ آلَــى مِــنَ الـنِّسْوَانِ
شَــهْـراً، وَفِــيـهِ قِــصَّـةُ الـلِّـعَـانِ
وَحَــجَّـةُ الـصِّـدِّيقِ، ثُــمَّ أَرْسَــلَا
لَـــهُ عَـلِـيّـاً بَــعْـدَهُ عَـلَـى الــوِلَا
أَنْ لَا يَــحُـجَّ مُــشْـرِكٌ بَـعْـدُ، وَلَا
يَـطُـوفَ عُـرْيَانٌ كَـفِـعْلِ الـجُـهَلَا
وَسُــمِّــيَـتْ بِــسَــنَـةِ الـــوُفُــودِ
لِــكَـثْـرَةِ الــقَــادِمِ مِــــنْ وُفُـــودِ
فِـي الـعَشْرِ كَـانَتْ حَـجَّةُ الوَدَاعِ
لَا يُـحْــصَـرُ الـوَافُــونَ بِــاطِّــلَاعِ
فَــقِـيـلَ: كَــانُـوا أَرْبَـعِـيـنَ أَلْــفَـا
أَوْ ضِعْـفَـهَا، وَزِدْ عَلَـيْـهِ ضِـعْـفَـا
وَارْتَـــدَّ فِـيـهَـا وَادَّعَـــى الـنُّـبُـوَّهْ
اَلأَسْــوَدُ الـعَـنْسِيُّ حَـتَّـى مَـوَّهْ
لِـبَـعْـضِ قَـوْمِـهِ بِـسَـجْعٍ صَـنَـعَهْ
فَـقُـتِلَ الـشَّـقِيُّ مَــعْ مَـنْ تَـبِعَهْ
فِـيمَا يَـلِيهَا وَهْـيَ إِحْدَى عَشْرَهْ
قَــضَـى نَـبِـيُّ اللهِ فِـيـهَا عُـمْـرَهْ
عَــاشَ ثَـلَاثـاً بَـعْدَ سِـتِّينَ عَـلَى
أَصَحِّهَا، وَالخُلْفُ فِي هَذَا خَـلَا
ذِكْرُ صِفَتِهِ ﷺ
وَرَبْعَةً كَانَ مِنَ الرِّجَالِ
لَا مِنْ قِصَارِهِمْ وَلَا الطِّوَالِ
بَعِيدَ بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ شَعَرُهْ
يَبْلُغُ شَحْمَةَ الأُذُنْ، يُوَفِّرُهْ
مَرَّةً اخْرَى فَيَكُونُ وَفْرَهْ
يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ يَعْلُو ظَهْرَهْ
يَحْلِقُ رَأْسَهُ لِأَجْلِ النُّسُكِ
وَرُبَّمَا قَصَّرَهُ فِي نُسُكِ
وَقَدْ رَوَوْا لَا تُوضَعُ النَّوَاصِي
إِلَّا لِأَجْلِ النُّسُكِ المَحَّاصِ
أَبْيَضُ قَدْ شُرِّبَ حُمْرَةً عَلَتْ
وَفِـي «الصَّحِيحِ»: أَزْهَرُ اللَّوْنِ ثَـبَتْ
وَفِي «الصَّحِيحِ»: أَشْكَلُ العَيْنَيْنِ
أَيْ: حُمْرَةٌ لَدَى بَيَاضِ العَيْنِ
وَلِعَلِيٍّ: أَدْعَجٌ، وَفُسِّرَا
بِشِدَّةِ السَّوَادِ فِي العَيْنِ يُرَى
وَفِي «الصَّحِيحِ»: أَنَّهُ جَعْدُ الشَّعَرْ
لَا سَـبِـطٌ وَلَا بِجَـعْـدٍ، الخَـبَـرْ
وَعَنْ عَلِـيٍّ سَبِـطٌ لَمْ يَـثْـبُـتِ
إِسْنَادُهُ، وَكَانَ كَثَّ اللِّحْيَةِ
وَأَشْعَرَ الصَّدْرِ دَقِيقَ المَسْرُبَهْ
مِنْ سُـرَّةٍ حَتَّـى يُحَـاذِي لَـبَـبَـهْ
وَكَانَ شَثْناً كَفُّهُ وَالقَدَمُ
وَهْوَ الغَلِيظُ قُوَّةً يَسْتَلْزِمُ
إِذَا مَــشَــى كَــأَنَّـمَـا يَـنْـحَـطُّ
فِي صَبَبٍ، مِنْ صُعُدٍ يَحُطُّ
إِذَا مَــشَــى كَــأَنَّـمَـا تَـقَـلَّـعَا
مِنْ صَخْرٍ، ايْ: قَوِيَّ مَشْيٍ مُسْرِعَا
يُـقْـبِـلُ كُــلُّـهُ إِذَا مَـــا الـتَـفَتَا
وَلَيْسَ يُلْوِي عُنُقاً تَلَفُّتَا
كَــأَنَّــمَـا عَـــرَقُــهُ كَــالـلُّـؤْلُـؤِ
أَيْ: فِـي البَـيَاضِ وَالصَّفَا إِذَا رُئِـي
تَـجْـمَـعُهُ أُمُّ سُـلَـيْمٍ، تَـجْـعَلُهْ
فِي طِيبِهَا، فَهْوَ لَعَمْرِي أَفْضَلُهْ
يَـقُـولُ مَــنْ يَـنْـعَتُهُ: مَـا قَـبْلَهُ
أَوْ بَعْدَهُ رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَهُ
ذِكْـرُ وَصْفِ أُمِّ مَعْبَدٍ لَهُ ﷺ
تَقُولُ فِيهِ بِلِسَانٍ نَاعِتِ
أَبْلَجُ وَجْهٍ ظَاهِرُ الوَضَاءَةِ
اَلخَلْقُ مِنْهُ لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَهْ
كَلَّا وَلَمْ تُزْرِ بِهِ مِنْ صَعْلَهْ
أَدْعَجُ وَالأَهْدَابُ فِيهَا وَطَفُ
مِنْ طُولِهَا أَوْ غَطَفٌ أَوْ عَطَفُ
وَالجِيدُ فِيهِ سَطَعٌ، وَسِيمُ
وَالصَّوْتُ فِيهِ صَحَلٌ، قَسِيمُ
كَثِيفُ لِحْيَةٍ، أَزَجُّ، أَقْرَنُ
أَحْلَاهُ مِنْ قُرْبٍ لَهُ وَأَحْسَنُ
أَجْمَلُهُ مِنْ بُعُدٍ وَأَبْهَى
يَعْلُوهُ إِذْ مَا يَتَكَلَّمُ البَهَا
كَذَاكَ يَعْلُوهُ الوَقَـارُ إِنْ صَمَتْ
مَنْطِقُهُ كَخَرَزٍ تَحَدَّرَتْ
فَصْلُ الكَلَامِ لَيْسَ فِيهِ هَذْرُ
حُلْوُ المَقَالِ مَا عَرَاهُ نَزْرُ
لَا بَائِنٌ طُولاً، وَلَا يُقْتَحَمُ
مِنْ قِصَرٍ، فَهْوَ عَلَيْهِمْ يَعْظُمُ
بِنَضْرَةِ المَنْظَرِ وَالمِقْدَارِ
تَحُفُّهُ الرِّفْقَةُ بِائْتِمَارِ
إِنْ أُمِرُوا تَبَادَرُوا امْتِثَالَا
أَوْ قَالَ قَوْلاً أَنْصَتُوا إِجْلَالَا
فَهْوَ لَدَى أَصْحَابِهِ مَحْفُودُ
أَيْ: يُسْرِعُونَ طَاعَةً، مَحْشُودُ
لَيْسَ بِعَابِسٍ، وَلَا مُفَنِّدِ
بِـــــذَاكَ عَــرَّفَـتْـهُ أُمُّ مَــعْـبَـدِ
ذِكْرُ وَصْفِ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ لَهُ ﷺ
وَابْنُ أَبِي هَالَةَ زَادَ لَمَّا
وَصَفَهُ: مُفَخَّماً وَفَخْمَا
لِوَجْهِهِ تَلَأْلُؤٌ كَالبَدْرِ
مُعْتَدِلُ الخَلْقِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ
عَظِيمُ هَامٍ، وَاسِعُ الجَبِينِ
فَمٌ ضَلِيعٌ، أَقْنَأُ العِرْنِينِ
يَعْلُوهُ نُورٌ، مَنْ رَآهُ إِذْ مَا
لَمْ يَتَأَمَّلْ ظَنَّهُ أَشَمَّا
مُفَلَّجُ الأَسْنَانِ، سَهْلُ الخَدِّ
أَشْنَبُ، بَادِنٌ، طَوِيلُ الزَّنْدِ
عُنُقُهُ يُرَى كَجِيدِ دُمْيَةِ
مَعَ صَفَاءِ لَوْنِهِ كَالفِضَّةِ
أَزَجُّ فِي غَيْرِ قَرَنْ، إِذَا غَضِبْ
بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبْ
وَسَائِلُ الأَطْرَافِ، رَحْبُ الرَّاحَةِ
ضَخْمُ الكَرَادِيسِ، ذَرِيعُ المِشْيَةِ
ذِكْرُ أَخْلاَقِهِ الشَّرِيفَةِ ﷺ
أَكْــــرِمْ بِــــهِ خُــلُـقُـهُ الــقُـرْآنُ
فَــهْـوَ لَـــدَى غَـضَـبِـهِ غَـضْـبَـانُ
يَـرْضَى بِمَا يَرْضَاهُ، لَيْسَ يَغْضَبُ
لِــنَــفْــسِــهِ إِلَّا إِذَا تُـــرْتَـــكَــبُ
مَــــحَـــارِمُ اللهِ إِذاً فَــيَــنْـتَـقِـمْ
فَــأَحَـدٌ لِـــذَاكَ أَصْــلاً لَــمْ يَـقُـمْ
بَــعَــثَـهُ الــرَّحْــمَـنُ بِــالإِرْفَــاقِ
كَـيْـمَـا يُــتِـمَّ صَــالِـحَ الأَخْـــلَاقِ
أَشْـجَـعَهُمْ فِـي مَـوْطِنٍ وَأَنْـجَدَا
وَأَجْــــوَدَ الــنَّــاسِ بَـنَـانـاً وَيَـــدَا
مَــا سِـيلَ قَـطُّ حَـاجَةً فَـقَالَ: لَا
وَلَـيْـسَ يَــأْوِي مَـنْـزِلاً إِنْ فَـضَـلَا
مِــمَّـا أَتَـــى دِرْهَـــمٌ اوْ دِيــنَـارُ
حَــتَّـى تُــرِيـحَ مِـنْـهُـمَا الأَقْــدَارُ
أَصْــدَقُ لَـهْـجَةٍ، وَأَوْفَــى ذِمَّــهْ
أَلْـيَـنُـهُمْ عَـرِيـكَـةً فِـــي الأُمَّـــهْ
أَكْرَمُهُمْ فِي عِشْرَةٍ، لَا يَحْسَِبُ
جَــلِـيـسُـهُ أَنَّ سِــــوَاهُ أَقْــــرَبُ
حَــيَـاؤُهُ يَــرْبُـو عَــلَـى الـعَـذْرَاءِ
فِـــي خِـدْرِهَـا، لِـشِـدَّةِ الـحَـيَاءِ
نَــظَــرُهُ لِــــلْأَرْضِ مِــنْـهُ أَكْــثَـرُ
إِلَــى الـسَّمَاءِ، خَـافِضٌ إِذْ يَـنْظُرُ
أَكْـثَــرُهُـمْ تَـوَاضُـعـاً، يُــجِـيـبُ
دَاعِـــيَـــهُ بَــعِــيــدٌ اوْ قَـــرِيـــبُ
مِـنْ عَـبْدٍ اوْ حُـرٍّ فَـقِيرٍ أَوْ غَـنِي
وَأَرْحَـــمُ الــنَّـاسِ بِــكُـلِّ مُـؤْمِـنِ
وَطَـائِـفٍ يَـعْـرُوهُ، حَـتَّـى الـهِـرَّهْ
يُـصْـغِي لَـهَـا الإِنَــاءَ غَـيْـرَ مَــرَّهْ
كَـانَ أَعَفَّ النَّاسِ، لَيْسَ يُمْسِكُ
أَيْــدِيَ مَــنْ لَـيْـسَ لَـهُنَّ يَـمْلِكُ
يُــبَــايِـعُ الــنِّــسَـاءَ لَا يُــصَـافِـحُ
أَيْــدِيَـهُـنَّ، بَـــلْ كَـــلَامٌ صَــالِـحُ
أَشَـــدُّهُــمْ لِـصَـحْـبِـهِ إِكْــرَامَــا
لَــيْـسَ يَــمُـدُّ رِجْــلَـهُ احْـتِـرَامَـا
بَـيْـنَـهُـمُ، وَلَــــمْ يَــكُـنْ يُــقَـدِّمُ
رُكْـبَـتَهُ عَـلَـى الـجَـلِيسِ يُـكْـرِمُ
فَـــمَـــنْ بَــدِيــهَـةً رَآهُ هَـــابَــهُ
طَـبْـعـاً، وَمَـــنْ خَـالَـطَـهُ أَحَــبَّـهُ
يَـمْشِي مَعَ المِسْكِينِ وَالأَرْمَلَةِ
فِــي حَـاجَـةٍ مِـنْ غَـيْرِ مَـا أَنَـفَةِ
يَـخْـصِـفُ نَـعْـلَـهُ، يَـخِـيـطُ ثَـوْبَـهُ
يَـحْـلُـبُ شَــاتَـهُ، وَلَـــنْ يَـعِـيـبَهُ
يَـخْـدُمُ فِــي مَِـهْـنَةِ أَهْـلِهِ كَـمَا
يَـقْـطَعُ بِـالـسِّكِّينِ لَـحْـماً قُـدِّمَـا
يُـــرْدِفُ خَـلْـفَـهُ عَـلَـى الـحِـمَارِ
عَـلَـى إِكَـافٍ غَـيْرَ ذِي اسْـتِكْبَارِ
يَـمْشِي بِـلَا نَـعْلٍ وَلَا خُـفٍّ إِلَى
عِــيَـادَةِ الـمَـرِيضِ حَـوْلَـهُ الـمَـلَا
يُـجَـالِـسُ الـفَـقِـيرَ وَالـمِـسْكِينَا
وَيُـــكْـــرِمُ الـــكِــرَامَ إِذْ يَــأْتُــونَـا
لَـيْـسَ مُـوَاجِهاً بِـشَيْءٍ يَـكْرَهُهْ
جَـلِـيسُهُ، بَــلْ بِـالـرِّضَا يُـوَاجِهُهْ
يَـــمْــزَحُ لَا يَـــقُــولُ إِلَّا حَـــقَّــا
يَـجْـلِسُ فِــي الأَكْـلِ مَـعَ الأَرِقَّـا
يَـأْتِـي إِلَــى بَـسَـاتِنِ الإِخْــوَانِ
يُــكْــرِمُـهُـمْ بِـــذَلِــكَ الإِتْـــيَــانِ
قِـيـلَ لَــهُ يَـدْعُـو عَـلَـى الـكُفَّارِ
دَوْسٍ وَغَـيْـرِهِـمْ مِـــنَ الـفُـجَّـارِ
فَــقَـالَ: إِنَّــمَـا بُـعِـثْـتُ رَحْــمَـهْ
وَلَــيْـسَ لَـعَّـانـاً نَــبِـيُّ الـرَّحْـمَهْ
بَـلْ سَـأَلَ: الـلَّهُمَّ فَـاهْدِ دَوْسَـا
وَأْتِ بِـهِــمْ فَأَصْـبَـحُوا رُؤُوسَـــا
لَــــمْ يَـــكُ فَـحَّـاشـاً وَلَا لَـعَّـانَـا
وَلَا بَـــخِـــيــلاً لَا وَلَا جَـــبَـــانَــا
يَـخْـتَـارُ أَيْــسَـرَ الأُمُـــورِ إِذْ مَـــا
خُـــيِّــرَ، إِلَّا أَنْ يَـــكُــونَ إِثْـــمَــا
لَـــمْ يُـــرَ ضَـاحِـكاً بِـمَِـلْءِ فِـيـهِ
ضَــحِــكُــهُ تَــبَــسُّــمٌ يُــبْــدِيـهِ
يَعْـجَبُ مِمَّـا يَـعْـجَبُ الـجَلِيسُ
مِــنْـهُ، فَــمَـا بِـوَجْـهِـهِ عُــبُـوسُ
أَصْـــحَـــابُــهُ إِذْ يَــتَــنَـاشَـدُونَـا
بَـيْـنَـهُـمُ الأَشْــعَــارَ يَـضْـحَـكُـونَا
وَيَـــذْكُــرُونَ جَــاهِـلِـيَّـةً، فَــمَــا
يَــزِيــدُ أَنْ يَـشْـرَكَـهُـمْ تَـبَـسُّـمَا
قَـدْ وَسِـعَ الـنَّاسَ بِبَسْطِ الخُلْقِ
فَـهُـمْ سَــوَاءٌ عِـنْدَهُ فِـي الـحَقِّ
مَـــا انْـتَـهَرَ الـخَـادِمَ قَــطُّ فِـيـمَا
يَــأْتِــيــهِ أَوْ يَــتْــرُكُــهُ مَــلُــومَـا
فِي صُنْعِهِ لِلشَّيْءِ: لِم صَنَعْتَهُ؟
وَتَـرْكِـهِ لِـلـشَّيْءِ: لِــم تَـرَكْـتَهُ؟
يَــقُـولُ: لَــوْ قُــدِّرَ شَــيْءٌ كَـانَـا
سُـبْـحَانَ مَــنْ كَـمَّـلَهُ سُـبْـحَانَا
وَفِـي الـجُلُوسِ يَـحْتَبِي تَـوَاضُعَا
وَمَـــرَّةً كَـالـقُـرْفُـصَاءِ خَــاضِـعَـا
مَـجْـلِسُهُ حِـلْـمٌ، وَصَـبْـرٌ، وَحَـيَا
يَـبْـدَأُ بِـالـسَّلَامِ مَــنْ قَــدْ لَـقِـيَا
وَيُـــؤْثِــرُ الــدَّاخِــلَ بِــالـوِسَـادَهْ
أَوْ يَـبْـسُـطُ الــثَّـوْبَ لَـــهُ زِيَـــادَهْ
لَـيْسَ يَـقُولُ فِي الرِّضَا وَالغَضَبِ
قَطْعاً سِوَى الحَقِّ، فَخُذْهُ وَاكْتُبِ
يَــعِــظُ بِــالـجِـدِّ إِذَا مَـــا ذَكَّـــرَا
كَــأَنَّــهُ مُــنْــذِرُ جَــيْـشٍ حَـــذَّرَا
وَيَـسْـتَـنِـيرُ وَجْــهُــهُ إِنْ سُــــرَّا
تَــخَـالُـهُ مِــــنَ الــسُّـرُورِ بَـــدْرَا
يَـمْـنَعُ أَنْ يَـمْـشِيَ خَـلْفَهُ أَحَـدْ
بَـــلْ خَـلْـفَهُ مَـلَائِـكُ اللهِ الأَحَــدْ
وَلَــيْـسَ يَـجْـزِي سَـيِّـئاً بِـمِـثْلِهِ
لَــكِـنْ بِـعَـفْـوٍ وَبِـصَـفْـحِ فَـضْـلِـهِ
كَــانَ يُـحِـبُّ الـفَالَ مِـمَّنْ ذَكَـرَهْ
وَكَــــانَ يَــكْـرَهُ اتِّــبَـاعَ الـطِّـيَـرَهْ
ذِكْرُ خُلُقِهِ ﷺ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ
وَلَمْ يَعِبْ قَطُّ طَعَاماً يَحْضُرُهْ
يَأْكُلُهُ إِنْ يَشْتَهِي، أَوْ يَذَرُهْ
وَلَمْ يَكُنْ جُلُوسُهُ مُتَّكِيَا
فِي حَالَةِ الأَكْلِ وَلَكِنْ مُقْعِيَا
تُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ، وَالدُّبَّاءُ
وَالعَسَلُ المَحْبُوبُ، وَالحَلْوَاءُ
وَيَأْكُلُ البِطِّيخَ وَالقِثَّاءَ
بِرُطَبٍ، يَبْغِي بِهِ الدَّوَاءَ
يَقُولُ: يُطْفِي بَرْدُ ذَيْنِ حَرَّ ذَا
وَكُلُّ إِرْشَادٍ فَعَنْهُ أُخِذَا
يَأْكُلُ بِالأَصَابِعِ الثَّلَاثَةِ
يَلْعَقُهَا، لِقَصْدِ ذِي البَرَكَةِ
يَبْدَأُ بِاسْمِ اللهِ ثُمَّ يَخْتِمُ
بِالحَمْدِ فِي شُرْبٍ وَأَكْلٍ يَطْعَمُ
يَشْرَبُ فِي ثَلَاثَةٍ أَنْفَاسَا
يَمُصُّ فَهْوَ أَهْنَأُ اخْتِلَاسَا
لَمْ يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَا إِذْ يَشْرَبُ
يُبِينُهُ عَنْ فِيهِ فَهْوَ أَطْيَبُ
يَـشْـرَبُ قَـاعِـداً، وَمِـنْ قِـيَـامِ
لِعَارِضٍ، كَزَمْزَمَ الحَرَامِ
وَشُرْبُـهُ مِنْ قِرْبَـةٍ مُـعَـلَّـقَـهْ
دَلَّ بِـهِ لِلـرُّخْصَـةِ المُحَـقَّـقَـهْ
يُنَاوِلُ الأَيْمَنَ قَبْلَ الأَيْسَرِ
إِلَّا بِإِذْنِهِ لِحَقِّ الأَكْبَرِ
وَالبَارِدُ الحُلْوُ يُحِبُّ شُرْبَهُ
وَاللَّبَنَ اسْتَزَادَ إِذْ أَحَبَّهُ
يَقُولُ: زِدْنَا مِنْهُ فَهْوَ يُجْزِي
عَنِ الشَّرَابِ وَالطَّعَامِ المُجْزِي
ذِكْرُ خُلُقِهِ ﷺ فِي اللِّبَاسِ
يَلْبَسُ مَا مِنَ الثِّيَابِ وَجَدَا
مِنَ الإِزَارِ، وَالقَمِيصِ، وَالرِّدَا
وَبُرْدَةٍ، وَشَمْلَةٍ، وَحِبَرَهْ
وَجُبَّةٍ، أَوْ فَقَبَاءٍ حَضَرَهْ
لَـبِـسَ أَيْـضـاً حُـلَّـةً حَـمْـرَاءَ
فَزَادَهَا بِحُسْنِهِ سَنَاءَ
وَرُبَّمَا ارْتَدَى الكِسَاءَ وَحْدَهُ
لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، لَمْ يَعْدُهُ
وَرُبَّمَا كَانَ الإِزَارُ وَحْدَهْ
لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ بِعُقْدَهْ
وَرُبَّمَا كَانَ عَلَيْهِ مِرْطُ
مُرَحَّلٌ، يَقْنَعُ لَا يَشْتَطُّ
وَرُبَّمَا صَلَّى بِثَوْبٍ وَاحِدِ
مُلْتَحِفاً بِهِ بِغَيْرِ زَائِدِ
لَا يُسْبِلُ القَمِيصَ وَالإِزَارَا
بَلْ فَوْقَ كَعْبَيْهِ هُمَا اقْتِصَارَا
بَلْ رُبَّمَا كَانَا لِنِصْفِ السَّاقِ
تَوَاضُعاً لِرَبِّهِ الخَلَّاقِ
يَلْبَسُ ثَوْبَهُ مِنَ المَيَامِنِ
وَنَزْعُهُ بِالعَكْسِ؛ لِلتَّيَامُنِ
كَانَتْ لَهُ مِلْحَفَةٌ مَصْبُوغَةُ
بِزَعْفَرَانٍ أَوْ بِوَرْسٍ يُنْبَتُ
يَقُولُ عِنْدَ اللُّبْسِ بِاللِّسَانِ:
اَلحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي
مَا يَسْتُرُ العَوْرَةَ مِنْ لِبَاسِ
مَعَ التَّجَمُّلِ بِهِ فِي النَّاسِ
وَيَصْعَدُ المِنْبَرَ إِذْ يَشَاءُ
بِرَأْسِهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ
وَنَعْلُهُ الكَرِيمَةُ المَصُونَهْ
طُوبَى لِمَنْ مَسَّ بِهَا جَبِينَهْ
لَهَا قِبَالَانِ بِسَيْرٍ وَهُمَا
سِبْتِيَّتَانِ سَبَتُوا شَعْرَهُمَا
وَطُولُهَا شِبْرٌ وَإِصْبَعَانِ
وَعَرْضُهَا مِمَّا يَلِي الكَعْبَانِ
سَبْعُ أَصَابِعَ، وَبَطْنُ القَدَمِ
خَمْسٌ، وَفَوْقَ ذَا فَسِتٌّ فَاعْلَمِ
وَرَأْسُهَا مُحَدَّدٌ، وَعَرْضُ مَا
بَيْنَ القِبَالَيْنِ اصْبَعَانِ، اضْبِطْهُمَا
وَهَذِهِ تِمْثَالُ تِلْكَ النَّعْلِ
وَدَوْرُهَا، أَكْرِمْ بِهَا مِنْ نَعْلِ
ذِكْرُ صِفَةِ خَاتِمِهِ ﷺ
خَاتَـِمُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَفَصُّهُ
مِنْهُ، وَنَقْشُهُ عَلَيْهِ، نَصُّهُ
(مُحَمَّدٌ) سَطْرٌ، (رَسُولُ) سَطْـرُ
(اَللَّـهِ) سَطْـرٌ، لَـيْسَ فِيهِ كُـبْـرُ
وَفَصُّهُ لِبَاطِنٍ يَخْتِمُ بِهْ
وَقَـالَ: لَا يُـنْـقَـشْ عَلَيْـهِ يَشْتَبِهْ
يَلْـبَسُهُ -كَمَا رَوَى البُخَارِي-
فِي خِنْصِرٍ، يَمِينٍ اوْ يَسَارِ
كِلَاهُمَا فِي «مُسْلِمٍ» وَيُجْمَعُ
بِأَنَّ ذَا فِي حَالَتَيْنِ يَقَعُ
أَوْ خَاتَمَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ بِيَدْ
كَمَا بِفَصٍّ حَبَشِيٍّ قَدْ وَرَدْ
ذِكْرُ فِرَاشِهِ ﷺ
فِرَاشُهُ مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ
لِيفٌ، فَلَا يُلْهِي بِعُجْبٍ زَهْوُهُ
وَرُبَّمَا نَامَ عَلَى العَبَاءَةِ
بِثِنْيَتَيْنِ عِنْدَ بَعْضِ النِّـُسْوَةِ
وَرُبَّمَا نَامَ عَلَى الحَصِيرِ
مَا تَحْتَهُ شَيْءٌ سِوَى السَّرِيرِ
ذِكْرُ طِيبِهِ وَكُحْلِهِ ﷺ
اَلطِّيـبُ وَالنِّسَـاءُ حُبِّـبَا لَـهُ
وَيَكْرَهُ الرِّيحَ الكَرِيهَ كُلَّهُ
وَطِيبُهُ غَالِيَةٌ وَمِسْكُ
وَالمِسْكُ وَحْدَهُ، كَذَاكَ السُّكُّ
بَخُورُهُ الكَافُورُ وَالعُودُ النَّدِي
وَعَيْنَهُ يَكْحُلُهَا بِالإِثْمِدِ
ثَلَاثَةً فِي العَيْنِ لِلْإِيتَارِ
وَرُوِيَ اثْنَتَيْنِ فِي اليَسَارِ
ذِكْرُ مُعْجِزَاتِهِ ﷺ
أَعْــظَـمُـهَـا مُــعْــجِـزَةُ الـــقُــرْآنِ
تَـبْـقَى عَـلَى تَـعَاقُبِ الأَزْمَـانِ
كَـذَا انْـشِقَاقُ الـبَدْرِ حَتَّى افْتَرَقَا
بِـفِـرْقَـتَيْنِ، رَأْيَ عَـيْـنٍ حُـقِّـقَا
وَقَــــدْ زَوَى لَــــهُ الإِلَــــهُ حَــقَّــا
اَلأَرْضَ مَـغْـرِبـاً لَــهَـا وَشَــرْقَـا
وَقَـــالَ: «مَــا زَوَاهُ لِــي سَـيَـبْلُغُ
إِلَــيْـهِ مُـلْـكُ أُمَّـتِـي» فَـبَـلَغُوا
وَحَـنَّ جِـذْعُ النَّـخْلِ لَمَّا فَـارَقَهْ
لِـمِـنْبَرٍ إِلَـيْـهِ، حَـتَّـى اعْـتَـنَقَهْ
وَنَــبَــعَ الــمَــاءُ فَــجَـاشَ كَــثْـرَهْ
مِــنْ بَـيْـنِ إِصْـبَـعَيْهِ غَـيْرَ مَـرَّهْ
وَسَــبَّـحَ الـحَـصَى بِـكَـفِّهِ بِـحَـقْ
كَــذَا الـطَّعَامُ عِـنْدَهُ بِـهِ نَـطَقْ
وَشَــجَــرٌ وَحَــجَــرٌ قَـــدْ سَـلَّـمَـا
عَـلَـيْهِ نُـطْـقاً، وَالــذِّرَاعُ كَـلَّـمَا
وَقَــدْ شَـكَـا لَــهُ الـبَـعِيرُ إِذْ جُـهِدْ
وَبِـالـنُّـبُوَّةِ لَــهُ الـذِّيـبُ شَـهِـدْ
وَجَــــاءَ مَــــرَّةً قَــضَـاءَ الـحَـاجَـةِ
وَلَـمْ يَـجِدْ شَـيْئاً سِوَى أَشَاءَةِ
وَمِـثْـلِـهَـا، لَــكِــنْ هُــمَـا بَـعُـدَتَـا
أَمَــــرَ كُــــلّاً مِـنْـهُـمَـا فَــأَتَـتَـا
تَخُدُّ الَارْضَ ذِي وَذِي حَتَّى قَضَى
حَـاجَـتَـهُ، أَمَــرَ كُــلّاً فَـمَـضَى
وَازْدَلَــفَــتْ إِلَــيْـهِ سِـــتُّ بُـــدْنِ
لِـلـنَّحْرِ، كُــلٌّ سَـابِـقٌ لِـلطَّعْنِ
وَنَــــدَرَتْ عَــيْــنُ قَــتَــادَةٍ فَــــرَدْ
تِـلْكَ فَـكَانَتْ مِنْ صَحِيحَةٍ أَحَدْ
وَبَــرِئَـتْ عَــيْـنُ عَــلِـيٍّ إِذْ تَــفَـلْ
فِـيهَا لِـوَقْتِهِ، وَمَـا عَـادَ حَـصَلْ
وَابْـنُ عَـتِـيـكٍ رِجْـلُـهُ أُصِـيـبَـتْ
فَـهْيَ بِـمَسْحِهِ سَـرِيعاً بَـرِئَتْ
وَقَـــالَ: أَقْـتُـلُ أُبَــيَّ بْــنَ خَـلَـفْ
خَدَشَهُ خَدْشاً يَسِيراً فَانْحَتَفْ
كَـــذَاكُــمُ أُمَــيَّــةُ بْــــنُ خَــلَــفِ
قُــتِــلَ كَــافِـراً بِــبَـدْرٍ فَــوُفِـي
وَعَــدَّ فِــي بَــدْرٍ لَـهُـمْ مَـصَـارِعَا
كُـلٌّ بِـمَا سَـمَّى لَـهُ قَدْ صُرِعَا
وَقَـــالَ عَــنْ قَــوْمٍ: «سَـيَـرْكَبُونَا
ثَـبَـجَ هَـذَا الـبَحْرِ» أَيْ: يَـغْزُونَا
وَمِــنْــهُــمُ أُمُّ حَـــــرَامٍ رَكِـــبَــتْ
اَلبَحْرَ، ثُمَّ فِي رُجُوعِهِمْ قَضَتْ
وَقَـالَ فِـي الـحَسَنِ سِبْطِ نَسَبِهْ
يَـوْمـاً: لَـعَـلَّ اللهَ أَنْ يُـصْلِحَ بِـهْ
مَـــا كَـــانَ بَــيْـنَ فِـئَـتَيْنِ وَهُـمَـا
عَـظِيمَتَانِ، الـكُلُّ مِمَّنْ أَسْلَمَا
فَــكَـانَ ذَا، وَقَــالَ فِــي عُـثْـمَانَا:
«تُـصِـيبُهُ الـبَلْوَى» فَـحَقًّا كَـانَا
وَمَـقْتَلَ الأَسْـوَدِ فِي صَنْعَا اليَمَنْ
ذَكَــــرَهُ لَـيْـلَـةَ قَـتْـلِـهِ، وَمَـــنْ
قَـتَـلَـهُ، كَـــذَاكَ كِــسْـرَى أَخْـبَـرَا
بِـقَـتْـلِهِ، فَــكَـانَ ذَا بِـــلَا مِــرَا
وَقَـــالَ إِخْــبَـاراً عَـــنِ الـشَّـيْـمَاءِ
«قَـدْ رُفِعَتْ فِي بَغْلَةٍ شَهْبَاءِ»
خِمَـارُهَـا أَسْـوَدُ حَـتَّـى أُخِـذَتْ
عَـهْدَ أَبِـي بَكْرٍ كَمَا قَدْ وُصِفَتْ
وَقَــــدْ دَعَــــا لِــوَلَــدِ الــخَـطَّـابِ
بِــعِـزَّةِ الــدِّيـنِ بِــهِ، أَوْ بِـأَبِـي
جَهْـلٍ، أَصَابَـتْ عُـمَـراً فَـأَسْـلَمَا
عَزَّ بِهِ مَنْ كَانَ أَضْحَى مُسْلِمَا
وَلِـــعَــلِــيٍّ بِـــذَهَـــابِ الـــحَـــرِّ
وَالـبَرْدِ، لَـمْ يَـكُنْ بِـذَيْنِ يَـدْرِي
وَلِابْــنِ عَـبَّاسٍ بِـفِقْهِ الـدِّينِ مَـعْ
عِـلْـمٍ بِـتَـأْوِيلٍ، فَـبَـحْراً اتَّـسَعْ
وَثَـــابِـــتٍ بِــعَـيْـشِـهِ سَــعِــيـدَا
حَــيَــاتَـهُ، وَمَــوْتِــهِ شَــهِـيـدَا
فَـــكَـــانَ ذَا، وَأَنَـــــسٍ بِــكَــثْـرَةِ
اَلـمَـالِ وَالـوُلْـدِ وَطُــولِ الـمُدَّةِ
فِــي عُـمْرِهِ، فَـعَاشَ نَـحْوَ الـمِئَةِ
وَكَـانَ يُـؤْتِي نَخْلُهُ فِي السَّنَةِ
حِـمْـلَـيْنِ، وَالـوُلْـدُ لِـصُـلْبٍ مِـئَـةُ
مِـنْ بَـعْدِ عِشْرِينَ ذُكُوراً أُثْبِتُوا
وَقَــالَ فِـيـمَنِ ادَّعَــى الإِسْـلَامَـا
وَقَــدْ غَــزَا مَـعْـهُ الـعِدَا وَحَـامَا
مَــــعْ شِــــدَّةِ الـقِـتَـالِ لِـلْـكُـفَّارِ
مَـعْـهُ: بِـأَنَّـهُ مِــنَ اهْــلِ الـنَّارِ
فَـــصَــدَّقَ اللهُ مَــقَــالَ الــسَّـيِّـدِ
بِـنَـحْـرِهِ لِـنَـفْسِهِ عَـمْـدَ الـيَـدِ
وَكَـانَ مِـنْ عُـتْبَةٍ بْـنِ ابِـي لَـهَبْ
أَذًى لَــهُ، دَعَـا عَـلَيْهِ، فَـوَجَبْ
يُــسَــلِّــطُ اللهُ عَــلَــيْــهِ كَــلْــبَـا
قَـتَـلَـهُ الأَسَـــدُ قَــتْـلاً صَـعْـبَا
وَقَــدْ شَـكَـا لَــهُ قُـحُـوطَ الـمَـطَرِ
شَـاكٍ، أَتَـاهُ وَهْـوَ فَـوْقَ المِنْبَرِ
فَـــرَفَــعَ الــيَــدَيْـنِ لِــلَّــهِ، وَمَــــا
قَـزَعَةٌ وَلَا سَـحَابٌ فِي السَّمَا
فَـطَـلَـعَـتْ سَـحَـابَـةٌ وَانْـتَـشَـرَتْ
فَــأُمْـطِـرُوا جُــمُـعَـةً تَــوَاتَـرَتْ
حَـتَّى شَـكَا لَـهُ انْـقِطَاعَ الـسُّبُلِ
فَـأَقْـلَعَتْ لَـمَّا دَعَـا اللهَ الـعَلِي
وَأَطْعَـمَ الأَلْـفَ زَمَـانَ الـخَـنْدَقِ
مِـنْ دُونِ صَـاعٍ وَبُـهَيْمَةٍ، بَقِي
بَــعْـدَ انْـصِـرَافِـهِمْ عَــنِ الـطَّـعَامِ
أَكْـثَـرُ مِـمَّـا كَــانَ مِــنْ طَـعَـامِ
كَــذَاكَ قَــدْ أَطْـعَـمَهُمْ مِــنْ تَـمْرِ
أَتَــتْ بِــهِ جَـارِيَـةٌ فِــي صُـغْـرِ
وَأَمَــــــرَ الـــفَــارُوقَ أَنْ يُـــــزَوِّدَا
مِــئِـيـنَ أَرْبَــعــاً أَتَـــوْا فَـــزَوَّدَا
وَالتَّـمْرُ كَـانَ كَالـفَصِيلِ الـرَّابِضِ
كَـأَنَّـهُ مَــا مَـسَّـهُ مِـنْ قَـابِضِ
كَـذَاكَ أَقْـرَاصُ شَـعِـيرٍ جُـعِـلَتْ
مِـنْ تَـحْتِ إِبْـطِ أَنَـسٍ، فَأَكَلَتْ
جَـمَـاعَـةٌ مِـنْـهَا ثَـمَـانُونَ، وَهُــمْ
قَـدْ شَبِعُوا، وَهْوَ كَمَا أَتَى لَهُمْ
وَأَطْــعَـمَ الـجَـيْشَ فَـكُـلٌّ شَـبِـعَا
مِـنْ مِـزْوَدٍ، وَمَـا بَقِي فِيهِ دَعَا
لِصَـاحِـبِ المِـزْوَدِ فِـيـهِ، فَـأَكَـلْ
مِـنْـهُ حَـيَـاتَهُ إِلَـى حِـين قُـتِلْ
عُثْـمَانُ، ضَاعَ، وَرَوَوْا أَنْ حَمَـلَا
خَـمْسِينَ وَِسْـقاً مِـنْهُ لِلَّهِ عَلَا
وَفِــــي بِـنَـائِـهِ بِـزَيْـنَـبَ اطْـعَـمَـا
خَـلْـقاً كَـثِيراً مِـنْ طَـعَامٍ قُـدِّمَا
أَهْـــدَتْ لَـــهُ أُمُّ سُـلَـيْـمٍ، رُفِـعَـا
مِـنْ بَيْنِهِمْ، وَهْوَ كَمَا قَدْ وُضِعَا
وَالـجَيْشُ فِـي يَوْمِ حُنَيْنٍ إِذْ رُمُوا
مِــنْـهُ بِـقَـبْـضَةٍ تُـرَابـاً هُـزِمُـوا
وَأَنْــــــــزَلَ اللهُ بِـــــــهِ كِـــتَــابَــا
وَامْـــتَــلَأَتْ أَعْـيُـنُـهُـمْ تُــرَابَــا
كَذَا التُّرَابُ فِي رُؤُوسِ القَوْمِ قَدْ
وَضَـعَـهُ، وَلَـمْ يَـرَهْ مِـنْهُمْ أَحَـدْ
وَكَـــمْ لَــهُ مِــنْ مُـعْـجِزَاتٍ بَـيِّـنَهْ
تَـضِيقُ عَـنْهَا الـكُتُبُ الـمُدَوَّنَهْ
ذِكْرُ خَصَائِصِهِ ﷺ
خُــصَّ الـنَّـبِـيُّ بِــوُجُـوبِ عِـــدَّةِ
اَلـوِتْـرِ، وَالسِّــوَاكِ، وَالأُضْـحِـيَّـةِ
كَـذَا الضُّحَى -لَوْ صَحَّ- وَالمُصَا بَرَهْ
عَـلَـى الـعَـدُوِّ، وَكَـذَا المُـشَاوَرَهْ
وَالشَّـافِعِي عَنِ الوُجُوبِ صَـرَفَهْ
حَكَاهُ عَنْهُ البَيْهَقِي فِي «المَعْرِفَهْ»
كَــذَا الـتَّـهَـجُّـدُ وَلَــكِــنْ خُـفِّـفَـا
نَسْخاً، وَقِيلَ: الوِتْرُ ذَا وَضُعِّـفَا
كَذَا قَضَـاءُ دَيْــنِ مَـنْ مَـاتَ وَلَـمْ
يَتْرُكْ وَفَاءً، قِيـلَ: بَـلْ هَـذَا كَـرَمْ
كَـــذَاكَ تَـخْـيِـيرُ الـنِّـسَاءِ الـلَّاتِـي
مَعْــهُ، وَأَمَّــا فِــي الـمُـحَـرَّمَاتِ
مِــمَّــا أُبِــيــحَ لِــسِــوَاهُ حُــرِّمَــا
عَـلَـيْـهِ، فَــهْـيَ مَـــدُّ عَـيْـنَيْهِ لِـمَـا
قَــدْ مُـتِّـعَ الـنَّـاسُ بِـهِ مِـنْ زَهْـرَةِ
دُنْيَـاهُـمُ، كَــذَاكَ مِــنْ خَـائِـنَـةِ
أَلْأَعْــيُـنِ، اعْـــدُدْهُ، وَنَـزْعُـهُ لِـمَـا
لَبِـسَ مِــنْ لَأْمَــةِ حَــرْبٍ حُـرِّمَـا
حَــتَّـى يُــلَاقِـيَ الــعِـدَا فَـيَـنْـزِعَا
صَـدَقَــةً فَامْـنَـعْ وَلَــــوْ تَــطَـوُّعَـا
وَالشِّـعْرَ، وَالخَـطَّ، وَقِيـلَ: يُـمْنَعُ
ثُــومٌ وَنَـحْــوُهُ، وَأَكْــــلٌ يَـــقَــعُ
مَــعَ اتِّـكَــاءٍ، وَالنِّـكَـاحُ لِـلْأَمَـهْ
مَــــعَ الـكِـتَـابِيَّةِ غَــيْـرِ الـمُـسْـلِمَهْ
كَـذَاكَ إِمْـسَاكُ الَّـتِي قَـدْ كَـرِهَتْ
نِكَـاحَهُ، وَالخُـلْفُ فِـي هَذَا ثَـبَتْ
وَقَــدْ أَبَـــاحَ رَبُّـــهُ الــوِصَــالَا
لَـــــهُ، وَفِـــــي سَــاعَــةٍ الــقِـتَـالَا
بِــمَــكَّـةٍ، كَـــــذَا بِـــــلَا إِحْــــرَامِ
دُخُـولُــهَــا، وَلَـيْـــسَ بِـالـمَـنَـامِ
مُضْطَجِعاً نَقْضُ وُضُوئِهِ حَصَلْ
كَـذَا اصْـطِـفَـاءُ مَا لَــهُ اللهُ أَحَــلْ
مِـنْ قَـبْلِ قِـسْمَةٍ، كَـذَاكَ يَـقْضِي
لِــنَــفْـسِـهِ وَوُلْــــــدِهِ فَــيَــمْـضِـي
كَـــذَا الـشَّـهَـادَةُ، كَـــذَاكَ يَـقْـبَلُ
مَنْ شَـهِـدُوا لَـهُ، كَـذَاكَ يَـفْـصِلُ
فِـــي حُـكْـمِـهِ بِـعِـلْمِهِ لِـلْـعِصْمَةِ
وَاخْتَـلَـفُـوا فِـي غَـيْـرِهِ لِـلـرِّيـبَةِ
كَــــذَا لَـــهُ أَنْ يَـحْـمِـيَ الـمَـوَاتَـا
لِنَــفْـسِـهِ، وَيَـأْخُـــذَ الأَقْـوَاتَــا
وَغَـيْـرَهَـا مِـــنَ الـطَّـعَـامِ مَـهْـمَـا
إِحْتَـاجَ، وَالبَـذْلَ فَأَوْجِـبْ حَتْـمَا
مِـنْ مَالِـكٍ، وَإِنْ يَكُـنْ مُحْـتَاجَا
لَــكِـنَّـهُ لِــفِـعْـلِ هَــــذَا مَــــا جَـــا
وَالخُلْفُ فِي النَّقْضِ بِلَمْسِ المَرْأَةِ
وَالمُكْثِ فِي المَسْجِدِ مَعْ جَنَابَةِ
وَجَـــائِـــزٌ نِــكَــاحُــهُ لِــتِــسْـعَـةِ
وَفَـوْقَــهَــا، وَعَــقْـــدُهُ بِـالـهِـبَـةِ
فَـــإِنْ فَــلَا بِـالـعَقْدِ حَـتْـمُ مَـهْـرِهِ
وَلَا الـــدُّخُـــولِ بِـــخِــلَافِ غَـــيْــرِهِ
كَـــذَا بِـــلَا وَلِــيٍّ، اوْ شُـهُـودٍ، اوْ
فِـي حَـالِ إِحْـرَامٍ، بِـخُلْفٍ قَـدْ حَكَوْا
وَمَــــنْ يَــــرُمْ نِـكَـاحَـهَا، لَـزِمَـهَـا
إِجَـــابَـــةٌ، وَحَـــرُمَـــتْ خِـطْـبَـتُـهَـا
وَمَــــنْ لَــهَــا زَوْجٌ فَـحَـقّـاً وَجَــبَـا
طَــلَاقُـهَـا، كَــمَــا جَــــرَى لِـزَيْـنَـبَـا
وَفِــي وُجُـوبِ قَـسْمِهِ بَـيْنَ الإِمَـا
وَبَــيْـنَ زَوْجَـــاتٍ لَـــهُ خُــلْـفٌ نَـمَـا
زَوْجَــــاتُـــهُ كُــــــلٌّ مُــحَــرَّمَــاتُ
هُــــنَّ لِــــذِي الإِيــمَــانِ أُمَّــهَــاتُ
نِــكَــاحُـهُـنَّ مَــــــعْ عُـقُـوقِـهِـنَّـهْ
مَــــــعَ الـــوُجُـــوبِ لِاحْـتِـرَامِـهِـنَّـهْ
لَا نَــــظَـــرٌ وَخَــــلْـــوَةٌ بِـــهِــنَّــهْ
وَلَا بِـــتَـــحْـــرِيـــمِ بَـــنَـــاتِــهِــنَّــهْ
مَـنْ دَخَـلَتْ عَـلَيْهِ، أَوْ قَـدْ فُورِقَتْ
أَوْ مَــاتَ عَـنْـهَا، أَوْ تَـكُـونُ سَـبَـقَتْ
وَهُــــنَّ أَفْــضَــلُ نِــسَـاءِ الأُمَّـــةِ
ضُـعِّـفْنَ فِـي الأَجْـرِ وَفِـي الـعُقُوبَةِ
أَفْــضَـلُـهُـنَّ مُــطْـلَـقـاً خَــدِيــجَـةُ
وَبَــعْــدَهَـا عَــائِــشَـةُ الــصِّـدِّيـقَـةُ
وَأَنَّــــــــهُ خَــــاتَــــمُ الانْـــبِــيَــاءِ
خَـــيْــرُ الــخَــلَائِـقِ بِـــــلَا مِـــــرَاءِ
أُمَّـتُـهُ فِــي الـنَّاسِ أَفْـضَلُ الأُمَـمْ
مَـعْـصُـومَةٌ مِـــنَ الــضَّـلَالِ بِـعِـصَمْ
أَصْـحَـابُهُ خَـيْرُ الـقُرُونِ فِـي الـمَلَا
كِــتَــابُــهُ الــمَـحْـفُـوظُ أَنْ يُـــبَــدَّلَا
شِـرْعَـتُـهُ قَـــدْ أُبِّــدَتْ وَنَـسَـخَتْ
كُــلَّ الـشَّـرَائِعِ الَّـتِـي قَـبْـلُ خَـلَـتْ
وَالأَرْضُ مَــسْـجِـدٌ لَــــهُ طَــهُــورُ
وَالــرُّعْــبُ شَــهْـراً نَــصْـرَهُ يَـسِـيـرُ
سَــــيِّـــدُ أَوْلَادِ أَبِــيــنَــا آدَمَــــــا
قَـــــدْ حَــلَّــلَ اللهُ لَــــهُ الـغَـنَـائِـمَا
أُرْسِــلَ لِـلـنَّاسِ جَـمِـيعاً، أُعْـطِـيَا
مَـقَـامَـهُ الـمَـحْـمُودَ حَــتَّـى رَضِـيَـا
وَخُـصَّ بِـالشَّفَاعَةِ العُظْمَى الَّتِي
يُـحْـجِمُ عَـنْـهَا كُــلُّ مَــنْ لَـها أُتِـي
أَوَّلُ مَـــنْ تَـنْـشَـقُّ عَــنْـهُ الأَرْضُ
وَلَا يَـــنَــامُ قَــلْـبُـهُ بَــــلْ غَــمْــضُ
أَوَّلُ مَـــــنْ يَـــقُــومُ لِـلـشَّـفَـاعَةِ
أَوَّلُ مَــــنْ يَــقْــرَعُ بَــــابَ الــجَـنَّـةِ
أَكْـــثَــرُ الانْــبِــيَـاءِ حَــقّــاً تَــبَـعَـا
يَـــــــرَى وَرَاءَهُ كَــــقُـــدَّامٍ مَـــعَـــا
آتَـــــاهُ رَبُّـــــهُ جَــوَامِــعَ الــكَـلِـمْ
قَـرِيـنُـهُ أَسْــلَـمَ، فَـهْـوَ قَــدْ سَـلِـمْ
صُــفُــوفُـهُ وَالأُمَّـــــةِ الـمُـبَـارَكَـهْ
كَــصَــفِّ عِــنْــدَ رَبِّــهَــا الـمَـلَائِـكَهْ
وَلَا يَــحِـلُّ الــرَّفْـعُ فَـــوْقَ صَـوْتِـهِ
وَلَا يُــنَــادَى بِـاسْـمِـهِ بَـــلْ نَـعْـتِـهِ
خُـوطِـبَ فِــي الـصَّـلَاةِ بِـالسَّلَامِ
عَــلَــيْــكَ دُونَ سَـــائِـــرِ الأَنَــــــامِ
وَمَــنْ دَعَــاهُ فِـي الـصَّلَاةِ وَجَـبَتْ
إِجَـــابَــةٌ لَـــــهُ، وَفَـــرْضُــهُ ثَــبَــتْ
وَبَــــوْلُــــهُ وَدَمُـــــــهُ إِذْ أُتِــــيَـــا
تَــبَـرُّكـاً مِـــنْ شَـــارِبٍ مَـــا نُـهِـيَـا
يَـقْـبَـلُ مَـــا يُــهْـدَى لَـــهُ فَــحِـلُّ
دُونَ الــــــوُلَاةِ فَـــهْـــوَ لَا يَـــحِـــلُّ
فَــاتَـتْـهُ رَكْــعَـتَـانِ بَــعْـدَ الـظُّـهْـرِ
صَــلَّاهُــمَــا وَدَامَ بَـــعْــدَ الــعَــصْـرِ
وَمَــــا لَــنَـا دَوَامُ ذَا بَـــلْ يَـمْـتَـنِعْ
وَمَــــا سِـــوَى سَـبَـبِـهِ فَـمُـنْـقَطِعْ
وَنــسَـبٍ يَـــوْمَ الـقِـيَـامَةِ، وَمَــنْ
رَآهُ نَـــوْمــاً فَـــهْــوَ قَــــدْ رَآهُ لَــــنْ
يَــكُـونَ لِـلـشَّـيْطَانِ مِـــنْ تَـمَـثُّلِ
بِــــصُـــورَةِ الــنَّــبِــيِّ أَوْ تَــخَــيُّــلِ
وَكَــــذِبٌ عَـلَـيْـهِ لَــيْـسَ كَــكَـذِبْ
عَـلَـى سِــوَاهُ، فَـهْـوَ أَكْـبَـرُ الـكَذِبْ
ذِكْرُ حَجِّهِ وَعُمَرِهِ ﷺ
قَدْ حَجَّ بَعْدَ هِجْرَةٍ لِطَيْبَةِ
سَنَةَ عَشْرٍ قَطْ بِغَيْرِ مِرْيَةِ
وَاعْتَمَرَ النَّبِيُّ بَعْدَ الهِجْرَةِ
أَرْبَعَةً، وَالكُلُّ فِي ذِي القَعْدَةِ
إِلَّا الَّتِي فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ
قَرَنَهَا، لَمْ تَخْلُ مِنْ نِزَاعِ
أَوَّلُهَا سَنَةَ سِتٍّ صُدَّا
فِيهَا عَنِ البَيْتِ، فَحَلَّ قَصْدَا
كَانَتْ بِهَا بَيْعَتُهُ المَرْضِيَّهْ
ثُمَّ تَلِيَهَا عُمْرَةُ القَضِيَّهْ
سَنَةَ سَبْعٍ، بَعْدَهَا الجِعْرَانَهْ
عَامَ ثَمَانٍ، وَاعْدُدَنْ قِرَانَهْ
وَلَمْ يَعُدَّ مَالِكٌ ذِي الرَّابِعَهْ
وَقَالَ: حَجَّ مُفْرَِداً، وَتَابَعَهْ
بَعْضُهُمُ، وَحَجَّ قَبْلَ الهِجْرَهْ
ثِنْتَيْنِ، أَوْ أَكْثَرَ، أَوْ فَمَرَّهْ
وَلَمْ يَصِحَّ عَدَدُ الحَجَّاتِ
مِنْ قَبْلِ هِجْرَةٍ، وَلَا العُمْرَاتِ
ذِكْرُ عَدَدِ مَغَازِيهِ ﷺ
سَبْعاً وَعِشْرِينَ اعْدُدَنَّ الغَزْوَا
أَوَّلُهَا وَدَّانُ وَهْيَ الأَبْوَا
ثُمَّ بَـُوَاطٌ بَعْدُ، فَالعُشَيْرَا
فَبَدْرٌ الأُولَى، فَبَدْرُ الكُبْرَى
فَقَيْنُقَاعُ، فَالسَّوِيقُ، غَطَفَانْ
وَهْيَ فَذُو أَمَرْ، فَغَزْوُ بَـُحْرَانْ
فَأُحُدٌ بَعْدُ، فَحَمْرَاءُ الأَسَدْ
ثُمَّ بَنُو النَّضِيرِ، ثُمَّ فِي العَدَدْ
ذَاتُ الرِّقَاعِ، ثُمَّ بَدْرُ المَوْعِدِ
فَدَوْمَةٌ، فَالخَنْدَقَ، اذْكُرْ وَاعْدُدِ
قُرَيْظَةٌ، لِـَحْيَانُ، ثُمَّ ذُو قَرَدْ
ثُمَّ المُرَيْسِيعُ عَلَى القَوْلِ الأَسَدْ
ثُمَّ تَلِيهَا عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَهْ
فَخَيْبَرٌ، فَعُمْرَةُ القَضِيَّهْ
فَفَتْحُ مَكَّةٍ، حُنَيْنٌ، وَتَلَا
غَزَاةُ طَائِفٍ تَبُوكَ، قَاتَلَا
مِنْهَا بِتِسْعٍ: أُحُدٍ، وَالخَنْدَقِ
بَدْرٍ، بَنِي قُرَيْظَةَ، المُصْطَلِقِ
خَيْبَرَ، وَالفَتْحِ، حُنَيْنٍ، طَائِفِ
وَقَدْ حَكَوْا عَنْ قَوْلِ بَعْضِ السَّلَفِ
بِأَنَّهُ قَاتَلَ فِي النَّضِيرِ
وَغَابَةٍ، وَادِي القُرَى المَشْهُورِ
ذِكْرُ بُعُوثِهِ وَسَرَايَاهُ ﷺ
عِـدَّتُـهَـا مِـــنْ بَــعْـثٍ اوْ سَــرِيَّـةِ
سِــتُّــونَ فَـــالأَوَّلُ بَــعْـثُ حَــمْـزَةِ
لِـنَـحْوِ سِـيـفِ الـبَـحْرِ مِـنْ نَـاحِيَةِ
اَلـعِـيـصِ، لَـــمْ يَـقْـتَتِلُوا بِـالـجُمْلَةِ
فَـبَـعْـثُـهُ عُـبَـيْـدَةَ بْـــنَ الــحَـارِثْ
لِـــرَابِــغٍ، أَوْ قَـــبْــلَ ذَا، أَوْ ثَــالِــثْ
بِـــأَنَّــهُ شَـــيَّــعَ كُــــلّاً مِـنْـهُـمَـا
مَــعــاً، لِـــذَا أَشْــكَـلَ ذَا وَأَبْـهَـمَـا
وَكَــانَ رَمْــيٌ بَـيْـنَهُمْ لَــمْ يَـعْـدُوا
أَوَّلُ مَـــنْ رَمَـــى بِـسَـهْـمٍ سَـعْـدُ
فَـبَـعْـثُـهُ سَــعْـداً إِلَـــى الــخَـرَّارِ
لِـلْـعِـيـرِ فَــاتَــتْ، رَجَــعُــوا لِــلـدَّارِ
بَـعْـثُ ابْـنِ جَـحْشٍ بَـعْدَهُ، أَوْ أَوَّلُ
لِــنَــخْـلَـةٍ، فَــغَــنِـمُـوا، وَقَــتَــلُــوا
فِــي سَـلْخِ شَـهْرِ رَجَـبٍ إِنْـسَانَا
وَأَنْــــــــزَلَ اللهُ بِــــــــهِ قُــــرْآنَــــا
أَيْ: يَـسْـأَلُـونَـكَ أَزَالَــــتْ كُــرَبَــا
وَبِـــأَمِــيــرِ الــمُــؤْمِـنِـيـنَ لُــقِّــبَــا
فَــبَــعْـثُـهُ عُــمَــيْــراً الـخَـطْـمِـيَّـا
لِــقَـتْـلِ عَـصْـمَـا؛ هَــجَـتِ الـنَّـبِـيَّا
فَـبَـعْثُ سَـالِـمٍ إِلَــى أَبِـي عَـفَكْ
قَــتَــلَــهُ؛ آذَى الــنَّــبِــيَّ وَأَفَـــــكْ
فَـبَـعْـثُهُ مُـحَـمَّـدَ بْـــنَ مَـسْـلَمَهْ
فِــي رُفْـقَـةٍ لِـقَتْلِ كَـعْبِ الـمَلْأَمَهْ
جَــــاؤُوا بِــرَأْسِــهِ، فَـــإِذْ رَمَـــوْهُ
قَــــالَ لَــهُــمْ: أَفْـلَـحَـتِ الــوُجُـوهُ
فَـبَـعْـثُـهُ زَيْــــداً إِلَــــى الــقَــرَدَةِ
مَــــاءٌٍ بِــنَـجْـدٍ، بِــقَـرِيـبِ غَــمْــرَةِ
فَـحَـصَّـلُـوا مِــئَــةَ أَلْـــفٍ مَـغْـنَـمَا
وَأَسَــــرُوا فُــــرَاتَ، ثُـــمَّ أَسْـلَـمَـا
فَـبَـعْدَهُ بَـعْـثُ ابْــنِ عَـبْـدِ الأَسَـدِ
لِـــقَــطَــنٍ؛ لِـــوَلَـــدَيْ خُــوَيْــلِــدِ
طُـلَـيْـحَـةٍ مَــــعَ أَخِــيـهِ سَـلَـمَـهْ
قَــدْ جَـمَـعَا حَــرْبَ نَـبِيِّ الـمَرْحَمَهْ
فَـلَـمْ يَـصِـلْ حَـتَّـى تَـفَـرَّقَ الـمَلَا
وَغَــنِــمُـوا شَـــــاءً لَــهُــمْ وَإِبِــــلَا
يَـلِـيهِ بَـعْـثُ ابْــنِ أُنَـيْسِ، الـعَامِدِ
لِـقَـتْلِ سُـفْـيَانَ، هُــوَ: ابْــنُ خَـالِدِ
إِبْــنِ نُـبَـيْحٍ، كَــانَ صَــوْبَ عُـرَنَـهْ
يَــجْـمَـعُ لِـلـنَّـبِي، فَـلَـمَّـا أَمْـكَـنَـهْ
إِحْــتَـزَّ رَأْسَـــهُ، فَـلَـمَّـا أَحْــضَـرَهْ
دَعَــــا لَــــهُ، وَخَــصَّــهُ بِـمِـخْـصَرَهْ
فَـبَـعْـثُـهُ الـمُـنْـذِرَ وَالــقُـرَّا إِلَـــى
بِـــئْــرِ مَــعُــونَـةٍ، فَــطَـابُـوا نُــــزُلَا
فَـاسْـتُشْهِدَ الـسَّـبْعُونَ إِلَّا كَـعْـبَا
هُـــوَ ابْــنُ زَيْــدٍ، كَــانَ رُْزءاً صَـعْـبَا
وَوَجَــــدَ الـنَّـبِـيُّ حُــزْنـاً، حَــتَّـى
قَـنَـتَ شَـهْـراً فِــي الـصَّـلَاةِ بَـحْتَا
يَـدْعُـو عَـلَـى الـقَاتِلِ حَـتَّى أَنْـزَلَا
لَــيْــسَ لَــــكَ الآيَـــةَ رَبُّــنَـا عَـــلَا
وَبَــعْـثُـهُ إِلَـــى الـرَّجِـيـعِ مَــرْثَـدَا
أَوْ عَــاصِـمَ بْـــنَ ثَــابِـتٍ، وَأَسْـنَـدَا
هَــــذَا الـبُـخَـارِيُّ، وَفِــيـهِ خَــانَـا
بِـسَـبْـعَـةٍ مِــنْـهُـمْ بَــنُــو لِـحْـيَـانَا
وَأَسَــــرُوا زَيْــــداً خُـبَـيْـبـاً بِـيـعَـا
وَقَــتَـلُـوا ابْــــنَ طَــــارِقٍ صَــرِيـعَـا
ثُـــمَّ الَّــذِي ابْـتَـاعَ خُـبَـيْباً قَـتَـلَهْ
كَــــذَا بِــزَيْــدٍ مُـشْـتَـرِيـهِ فَــعَـلَـهْ
وَقَــصَـدَتْ هُــذَيْـلُ رَأْسَ عَــاصِـمْ
حَـمَـتْـهُ دَبْــرٌ، ثُــمَّ سَـيْـلٌ عَـاصِـمْ
فَـبَـعْـثُهُ مُـحَـمَّـدَ بْـــنَ مَـسْـلَمَهْ
لِـلْـقُـرَظَا أَصَـــابَ مِـنْـهُـمْ مَـغْـنَمَهْ
شَــــاءً لَــهُــمْ وَنَــعَـمـاً أَصَــابُــوا
بَــعْـضَـهُـمُ، وَبَــعْـضُـهُـمْ هُـــــرَّابُ
لَــمْ يَـعْـرِضُوا لِـلـظُّعْنِ، أَمْـرٌ رَامَـهْ
أَمِــيــرُهُــمْ، وَأَسَـــــرُوا ثُــمَــامَـهْ
فَـبَـعْـثُهُ عُـكَّـاشَـةَ بْـــنَ مِـحْـصَنِ
لِــغَـمْـرِ مَــــرْزُوقٍ، مُــوَيْـهٍ لِـبَـنِـي
أَسَـدْ عَـلَى يَـوْمَيْنِ؛ أَيْ: مِنْ فَيْدِ
فَـهَـرَبُـوا، وَمَـــا لَــقُـوا مِـــنْ كَـيْـدِ
وَبَـعْـثُـهُ أَيْـضـاً إِلَــى ذِي الـقَـصَّةِ
مُــحَـمَّـداً إِلَــــى بَــنِــي ثَـعْـلَـبَـةِ
فِــي عَـشْـرَةٍ، فَـأَحْـدَقَ الأَعْـرَابُ
بِــهِــمْ، وَكَــانُــوا مِــئَــةً، أَصَــابُـوا
كُـلَّهُمُ قَـتْلاً سِـوَى ابْـنِ مَـسْلَمَهْ
جُــرِحَ جَـرْحـاً سَـالِـماً مَـا أَسْـلَمَهْ
فَــبَـعْـثُـهُ لَـــهُــمْ أَبَــــا عُــبَـيْـدَهْ
لَــمْ يَـجِـدِ الـقَـوْمَ، وَحَــادُوا حَـيْدَهْ
لَــكِـنْ أَصَــابُـوا رَجُـــلاً فَـأَسْـلَـمَا
وَغَــنِـمُـوا شَــــاءً لَــهُــمْ وَنَــعَـمَـا
فَــبَـعْـثُ زَيْــــدٍ لِــبَـنِـي سُـلَـيْـمِ
وَهُــــمْ بِـبَـطْـنِ نَــخْـلَ بِـالـجَـمُومِ
وَقَــــدْ أَصَــابُــوا نَــعَـمـاً وَشَــــاءَ
وَأَسَــــرُوا مَـــا اللهُ مِـنْـهُـمْ شَـــاءَ
فَـبَـعْـثُهُ لِـلْـعِـيصِ حَــتَّـى أَخَــذُوا
عِــيــرَ قُــرَيْــشٍ كُــلَّـهَـا وَنَــفَــذُوا
وَفِـــضَّـــةً كَــثِــيــرَةً، وَأَسْـــــرَى
مِـمَّـنْ مَــعَ الـعِـيرِ أَتَــوْا، وَالـصِّـهْرَا
صِـهْـرَ الـنَّبِيِّ زَوْجَ زَيْـنَبَ اسْـتَجَارْ
بِــهَـا، أَجَــارَتْـهُ، وَأَهْـــلٌ أَنْ يُـجَـارْ
فَـبَـعْـثُـهُ رَابِــعَـةً إِلَـــى الــطَّـرَفْ
مَــاءٍ قَـرِيبٍ مِـنْ مَـرَاضٍ، فَـانْصَرَفْ
إِلَــــى بَــنِــي ثَـعْـلَـبَـةٍ أَصَــابُــوا
أَنْــعَـامَـهُـمْ، وَهَـــــرَبَ الأَعْــــرَابُ
وَبَــعْـثُـهُ خَــامِـسَـةً لِـحِـسْـمَـى
إِلَــــى جُـــذَامٍ، فَـأَتَـاهُـمْ هَـجْـمَـا
صُبْحاً عَلَى القَوْمِ، أَصَابُوا العَارِضَا
وَأَبَـــــــهُ هُـــنَــيْــداً الــمُــعَـارِضَـا
فِـــي قَــوْمِـهِ لِـدَِحْـيَـةَ الـكَـلْـبِيِّ
فَــقَــطَـعُـوا طَــرِيــقَــهُ بِــالــقِــيِّ
وَكَـــانَ زَيْــدٌ مَـعَـهُ خَـمْـسُ مِـئَـهْ
فَــأَخَـذُوا الأَنْـعَـامَ وَالـسَّـبْيَ فِـئَـهْ
مِـــئَـــةً الــنِّــسَــاءَ وَالـصِّـبْـيَـانَـا
فَــجَـاءَ زَيْـــدٌ مِـــنْ جُـــذَامٍ، كَــانَـا
مَـعْهُ كِـتَابُ الـمُصْطَفَى إِذْ أَسْلَمَا
لَــــهُ وَلِـلْـقَـوْمِ فَــسَـالَ الـمَـغْـنَمَا
أَمْـوَالَـهُـمْ مَـــعَ حَـرِيـمِـهِمْ، فَــرَدْ
كُـــلّاً إِلَـيْـهِـمْ وَافِــيـاً بِــمَـا عَــهِـدْ
فَــبَـعْـثُـهُ أَيْـــضــاً لَـــــهُ مُــؤَمِّــرَا
سَــادِسَـةً لِـوِجْـهَةٍ: وَادِي الـقُـرَى
بِـــهِ أُصِــيـبَ الـمُـسْـلِمُونَ قَـتْـلَا
وَارْتُــثَّ زَيْــدٌ مِــنْ خَـلِـيطِ الـقَتْلَى
بَـعْـثُ ابْــنِ عَــوْفٍ بَـعْـدَهُ لِـكَـلْبِ
بِــدُومَـةِ الـجَـنْـدَلِ، فَـــازَ الـكَـلْبِي
أَمِــيــرُهُـمْ أَصْـــبَــغُ بِــالإِسْــلَامِ
وَمَـــعَــهُ نَــــاسٌ مِــــنَ الأَقْــــوَامِ
وَأَمَــــــرَ الــنَّــبِـيُّ أَنْ يُــصَــاهَـرَا
نَـــكَـــحَ ذَاكَ ابْـــنَــةَ ذَا تُــمَــاضِـرَا
فَــبَــعْــثُــهُ لِــــفَــــدَكٍ عَـــلِــيَّــا
إِلَــى بَـنِـي سَـعْدِ بْـنِ بَـكْرٍ، أَحْـيَا
اَلــلَّـيْـلَ سَــيْــراً وَكَــمَـنْ نَــهَـارَا
حَــتَّــى أَتَــاهُــمْ غَــفْـلَـةً أَغَــــارَا
فَــهَـرَبُـوا إِذْ جَــاءَهُــمْ بِـالـظُّـعُـنِ
وَاسْــتَـاقَ أَنْـعَـامَـهُمُ غَــيْـرَ وَنِــي
فَــبَــعْــثُـهُ زَيْــــــداً لِأُمِّ قِـــرْفَـــهْ
سَــابِــعَــةً فَــقُــتِـلَـتْ بِــعَـسْـفَـهْ
وَصَــحَّ فِــي «مُـسْـلِمٍ» الـطَّرِيقُ
بِـــأَنَّــمَــا أَمِـــيــرُهَــا الــصِّــدِّيــقُ
فَـبَـعْـثُـهُ لِابْــــنِ عَــتِـيـكٍ مَــعَــهُ
قَـــوْمٌ مِــنَ الـخَـزْرَجِ كَــيْ تَـمْـنَعَهُ
لِـخَـيْـبَـرٍ لِابْـــنِ أَبِـــي الـحُـقَـيْقِ
لِــقَــتْــلِـهِ أُعِـــيـــنَ بِــالـتَّـوْفِـيـقِ
وَاخْتَلَفُوا فَقِيلَ: ذَا فِي السَّادِسَهْ
أَوْ ثَــالِــثٍ أَوْ رَابِــــعٍ أَوْ خَــامِـسَـهْ
فَـبَـعْـدَهُ بَــعْـثٌ، ثَــلَاثُـونَ رَجُـــلْ
أَمِــيـرُ ذَاكَ ابْـــنُ رَوَاحَـــةَ الـبَـطَـلْ
لِــخَــيْــبَـرٍ فَــقَــتَــلُـوا أُسَـــيْـــرَا
إِبْــــــنَ رِزَامٍ لَا أَصَــــــابَ خَـــيْــرَا
وَمِـخْرَشٌ مِـنْ شَـوْحَطٍ كَـانَ مَعَهْ
فَــشَــجَّ عَــبْـدَ اللهِ لَــمَّـا صَــرَعَـهْ
فَـبَـصَـقَ الـنَّـبِـيُّ فِـــي شَـجَّـتِـهِ
فَــلَـمْ تَـكُـنْ تُـؤْذِيـهِ حَـتَّـى مَـوْتِـهِ
فَـبَـعْـثُهُ كُـــرْزَ بْـــنَ جَــابِـرٍ إِلَــى
اَلــعُــرَنِـيِّـيـنَ الَّــــذِيـــنَ مَــــثَّـــلَا
بِـهِمْ رَسُـولُ اللهِ فِـي القَتْلِ، كَمَا
قَـدْ فَـعَلُوا هُـمْ فِـي الرُّعَاةِ مَثْلَ مَا
وَمَــــا رَوَاهُ ابْــــنُ جَــرِيــرٍ كَــوْنَـا
جَــرِيــرٍ الـمُـرْسَـلَ فَـــارْدُدْ وَهْــنَـا
فَـبَـعْـثُ عَـمْـرِو بْــنِ أُمَـيَّـةٍ إِلَــى
قَــتْـلِ أَبِــي سُـفْـيَانَ فِـيـمَا فَـعَـلَا
مِـــــنْ كَــوْنِــهِ جَــهَّــزَ أَعْــرَابِـيَّـا
بِــخَِــنْــجَــرٍ لِــيَــقْــتُـلَ الــنَّــبِــيَّـا
فَـلَـمْ يُـطِـقْ، فَـأَسْـلَمَ الأَعْـرَابِي
وَرَاحَ عَـــمْــرٌو مَـــعَــهُ صَــحَــابِـي
جَــبَّـارٌ اوْ سَـلَـمَـةُ بْـــنُ أَسْـلَـمَا
وَقَــــــدَّرَ اللهُ لَــــــهُ أَنْ يَــسْـلَـمَـا
فَــلَــمْ يُـطِـيـقَـا قَــتْـلَـهُ، وَقَــتَــلَا
عَــمْــرٌو ثَــلَاثَــةً وَأَسْــــراً رَجُــــلَا
بَــعْـثُ أَبَـــانَ بْــنِ سَـعِـيدٍ نَـجْـدَا
مِـــنْ بَـعْـدِ فَـتْـحِ خَـيْـبَرٍ قَــدْ عُــدَّا
ثُـــمَّ إِلَـــى تُــرَبَـةٍ بَــعْـثُ عُــمَـرْ
نَــحْــوَ هَــــوَازِنٍ أَتَــاهُــمُ الــخَـبَـرْ
فَـهَـرَبُوا لَــمْ يَـلْـقَ مِـنْـهُمْ أَحَــدَا
وَعَــــادَ رَاجِــعــاً لِــنَـحْـوِ أَحْــمَــدَا
بَــعْـثُ أَبِـــي بَــكْـرٍ إِلَــى كِــلَابِ
يَــعْـقُـبُـهُ، وَمَــــرَّ فِــــي كِــتَـابِـي
بِـــــأَنَّ بَــعْــثَـهُ إِلَـــــى فَـــــزَارَةِ
فِـي «مُـسْلِمٍ» قَـدْ صَـحَّ مَعْ زِيَادَةِ
فَــبَـعْـثُـهُ بَــشِــيـراً الأَنْـــصَــارِي
لِــفَــدَكٍ، فَــسَـاقَ فِـــي انْــحِـدَارِ
شَــــاءً لَــهُـمْ وَنَـعَـمـاً، فَــأَدْرَكُـوا
أَصْــحَــابَـهُ، فَــقَـتَـلُـوا وَسَــفَــكُـوا
وَأَخَـــــذُوا أَمْــوَالَـهُـمْ، وَسَــلِـمَـا
مِــنْ بَـعْـدِ مَــا ارْتُـثَّ بَـشِيرٌ قَـدِمَا
فَـبَـعْـثُـهُ الـلَّـيْـثِـيَّ غَـالِـبـاً إِلَـــى
مَـيْـفَـعَـةٍ مِـــنْ أَرْضِ نَــجْـدٍ قَــتَـلَا
قَــوْمــاً وَسَــــاقَ نَـعَـمـاً وَشَـــاءَ
لَـهُـمْ، وَلَــمْ يَـسْتَأْسِرَنْ مَـنْ جَـاءَ
قِــيـلَ: بِــهَـا أُسَــامَـةُ بْـــنُ زَيْــدِ
قَــتَــلَ مَــــنْ نَــطَــقَ بِـالـتَّـوْحِـيدِ
قَـــالَ لَـــهُ الـنَّـبِـيُّ: هَــلَّا قَـلْـبَهْ
شَـقَقْتَ عَـنْهُ؟ هَـلْ تُحِسُّ كِذْبَهْ؟!
وَفِــي «الـبُخَارِي» بَـعْثُهُ أُسَـامَهْ
لِــلْـحُـرَقَـاتِ سَـــــاقَ ذَا تَــمَـامَـهْ
وَسَــيَـجِـيءُ ذِكْـــرُ ذِي الـوَاقِـعَـةِ
مِــنْ بَـعْـدِ ذِكْــرِي لِـبُعُوثٍ عَـشْرَةِ
فَــبَـعْـثُـهُ بَــشِــيـراً الأَنْـــصَــارِي
ثَـــانِـــيَــةً لِـــيَُـــمْــنَ وَالـــجَــبَــارِ
لِـغَـطَـفَانَ، هَــرَبُـوا وَقَـــدْ هَـجَـمْ
أَرْضَــهُـمُ، فَــلَـمْ يَــجِـدْ إِلَّا الـنَّـعَـمْ
فَــسَـاقَـهَـا، وَرَجُــلَــيْـنِ أُسِــــرَا
فَـأَسْـلَـمَـا، وَأُرْسِــــلَا إِذْ أُحْــضِــرَا
يَـلِـيهِ بَـعْـثُ ابْــنِ أَبِــي الـعَـوْجَاءِ
وَهْـــــوَ بُــعَـيْـدَ عُــمْــرَةِ الــقَـضَـاءِ
إِلَـى سُـلَيْمٍ، جَـاءَهُمْ عَـيْنٌ لَـهُمْ
فَــجَـاءَهُـمْ وَقَـــدْ أَعَـــدُّوا نَـبْـلَـهُمْ
ثُــــمَّ تَــرَامَــوْا سَــاعَــةً فَــقُـتِـلَا
أَصْــحَـابُـهُ، وَهْـــوَ فَــقَـدْ تَـحَـامَـلَا
مِــنْ بَـعْـدِ جَـرْحِـهِ إِلَـى أَنْ قَـدِمَا
عَــلَـى الـنَّـبِـيِّ سَـالِـماً مُـسَـلَّمَا
فَــبَـعْـثُ غَــالِـبٍ إِلَـــى الـكَـدِيـدِ
إِلَــــى بَــنِــي الــمُـلَـوِّحِ الــرُّقُــودِ
شَـــنَّ عَـلَـيْـهِمْ غَــارَةً فَـاسْـتَاقَا
نَــعَــمَـهُـمْ، وَأَدْرَكُــــــوا لَــحَــاقَــا
بِـــهِ، فَــجَـاءَ اللهُ بِـالـسَّـيْلِ فَـمَـا
قَــدَّرَهُــمْ أَنْ يَــسْـتَـرِدُّوا الـنَّـعَـمَـا
فَــبَـعْـثُـهُ ثَــالِـثَـةً إِلَــــى فَــــدَكْ
أَجْــلَ مُـصَابِ مَـنْ بِـهَا قَـبْلُ هَـلَكْ
مَـــعَ بَـشِـيـرٍ، فَـأَصَـابُـوا الـنَّـعَـمَا
وَقَــتَـلُـوا فِـــي اللهِ قَـتْـلَـى لُــؤَمَـا
بَـعْـثُ شُـجَـاعٍ بَـعْـدَهُ إِلَـى بَـنِي
عَــامِــرَ بِـالـسِّـيِّ إِلَـــى هَـــوَازِنِ
يَــسِـيـرُ لَــيْـلاً، يَـكْـمُـنُ الـنَّـهَـارَا
فَــسَــارَ حَــتَّــى صَــبَّــحَ الــدِّيَـارَا
أَصَــــابَ مِــنْـهُـمْ نَـعَـمـاً وَشَـــاءَ
وَخَــمَّـسُـوا وَقَـسَّـمُـوا مَـــا جَـــاءَ
فَـبَعْثُ كَـعْبِ بْـنِ عُـمَيْرٍ مِنْ غِفَارْ
لِــــذَاتِ أَطْــــلَاحٍ فَـحَـلُّـوا بِـالـدِّيَـارْ
فَــوَجَـدُوا الـجَـمْعَ كَـثِـيراً، قَـاتَـلُوا
مِــنْ أَعْـظَـمِ الـقِـتَالِ حَـتَّـى قُـتِلُوا
إِلَّا الأَمِــيــرَ ابْـــنَ عُـمَـيْـرٍ كَـعْـبَـا
نَــجَـا جَـرِيـحـاً، كَـــانَ رُزْءاً صَـعْـبَـا
وَبَـعْثُ عَـمْرٍو وَهُـوَ ابْـنُ الـعَاصِي
إِلَـــى قُـضَـاعَـةٍ بِـمَـرْمًى قَـاصِـي
ذَاتِ الـسَُّـلَاسِلِ وَكَـانَ مَـنْ مَـعَهْ
عَـــــدَّ ثَــــلَاثَ مِــئَــةٍ مُـجْـتَـمِـعَهْ
وَبَـلَـغَ ابْــنَ الـعَـاصِ كُـثْـرُ الـجَمْعِ
أَرْسَـــلَ يَـسْـتَـمِدُّ قَـــدْرَ الــوُسْـعِ
أَرْسَــــلْ لَــــهُ أَبَـــا عُـبَـيْـدَةٍ وَرَدْ
فِـي مِـئَتَيْنِ، مِـنْهُمَا شَيْخَا الرَّشَدْ
اَلــعُــمَــرَانِ يَــلْــحَـقَـانِ عَـــمْــرَا
فَـلَـحِـقُـوهُ، ثُــــمَّ سَــــارُوا طُــــرَّا
حَـتَّـى لَـقُـوا جَـمْـعاً مِــنَ الـكُفَّارِ
فَــــهَـــرَبَ الـــكُــفَّــارُ لِــــلْأَدْبَـــارِ
فَــبَـعْـثُـهُ أَيْـــضــاً أَبَــــا عُــبَـيْـدَةِ
فِـــي عِـــدَّةٍ، وَهُـــمْ ثَــلَاثُ مِـئَـةِ
وَهْـوَ الَّـذِي تَـعْرِيفُهُ جَيْشُ الخَبَطْ
يَـلْـقَـوْنَ عِــيـراً لِـقُـرَيْـشٍ، فَــفَـرَطْ
وَكَــــانَ زَادُهُــــمْ جِــــرَابَ تَــمْـرِ
فَــأَكَـلُـوا الــخَـبَـطَ فَــقْــدَ الــتَّـمْـرِ
وَفِـيـهِ أَلْـقَـى الـبَـحْرُ حُـوتـاً مَـيِّتَا
يَــدْعُـونَـهُ الـعَـنْـبَـرَ حَــتَّــى ثَـبَـتَـا
شَهْراً عَلَيْهِ الجَيْشُ حَتَّى سَمِنُوا
مِـــنْ أَكْــلِـهِ، وَحَـمَـلُـوا، وَادَّهَـنُـوا
وَفِــيـهِ قَـيْـسٌ بْــنُ سَـعْـدٍ نَـحَـرَا
جَــزَائِـراً لِـلْـجَيْشِ، حَـتَّـى ائْـتَـمَرَا
عُــمَــرُ مَــــعْ أَمِـيـرِهِـمْ، فَـمَـنَـعَا
وَجَــاءَ سَـعْدٌ فَـاشْتَكَى مَـنْ مَـنَعَا
بَــعْـثُ أَبِـــي قَــتَـادَةَ الأَنْــصَـارِي
بَـــعْــدُ إِلَــــى خُــضْــرَةَ لِـلْـمَـغَـارِ
عَــلَــى مُــحَـارِبٍ بِـنَـجْـدٍ سَـــارَا
لَــيْــلاً بِــهِــمْ، وَكَــمَــنَ الــنَّـهَـارَا
فَـقَتَلُوا مَـنْ جَـاءَ، وَاسْتَاقُوا النَّعَمْ
وَأَخْــرَجَ الـخُـمْسَ الأَمِـيرُ، وَقَـسَمْ
فَـبَـعْثُهُ أَيْـضـاً إِلَــى بَـطْـنِ إِضَــمْ
حِــيــنَ أَرَادَ غَــــزْوَ مَــكَّــةٍ وَهَـــمْ
وَكَــانَ فِــي الـبَـعْثِ مُـحَلِّمٌ قَـتَلْ
عَــامِـرَ أَشْـجَـعٍ وَبِـئْـسَ مَــا فَـعَـلْ
حَــيَّــاهُــمُ تَــحِــيَّـةَ الإِسْـــــلَامِ
قَـــتَـــلَـــهُ؛ فَــــبَــــاءَ بِــــالآثَــــامِ
وَنَـــزَلَـــتْ وَلَا تَــقُــولُــوا الآيَــــــا
ثُـــمَّ لَـقُـوا الـنَّـبِيَّ عِـنْـدَ الـسُّـقْيَا
وَلِابْــنِ إِسْـحَاقٍ بِـأَنْ ذِي الـقِصَّةُ
لِابْـــنِ أَبِـــي حَــدْرَدَ وَهْــوَ عُــرْوَةُ
بَــعَــثَـهُ مَـــــعْ رَجُــلَـيْـنِ نَــحْــوَا
رِفَـــاعَــةٍ؛ جَـــــاءَ يُـــرِيــدُ غَــــزْوَا
لِـلْمُسْلِمِينَ، مَعَ بَطْنٍ مِنْ جُشَمْ
قَــتَـلَـهُ عُـــرْوَةُ وَاسْــتَـاقَ الـنَّـعَـمْ
فَــبَـعْـثُـهُ أُسَـــامَــةَ بْــــنَ زَيْــــدِ
لِــلْــحُـرَقَـاتِ، وَهْـــــوَ ذُو تَـــرْدِيــدِ
هَـلْ كَـانَ فِي السَّبْعِ كَمَا قَدْ مَرَّا
أَوْ فِــي الـثَّمَانِ كَـانَ، وَهْـوَ أَحْـرَى
وَفِــيـهِ قَـتْـلُـهُ لِــمَـنْ قَـــدْ ذَكَــرَا
كَــلِـمَـةَ الـتَّـوْحِـيدِ حَــتَّـى أُنْــكِـرَا
فَــبَـعْـثُ خَــالِـدٍ لِــهَـدْمِ الــعُـزَّى
فَــحَــزَّهَـا بِــاثْـنَـيْـنِ حَــــزًّا حَــــزَّا
فَـبَـعْـثُ عَــمْـرٍو ثَـانِـيـاً، فَـهَـدَمَـا
سُــوَاعَ، وَالـسَّـادِنُ عَــادَ مُـسْلِمَا
فَـبَـعْـثُ سَــعْـدٍ وَهُــوَ ابْــنُ زَيْــدِ
هَــــدَمْ مَـنَـاتَـهُـمْ عَــلَــى قُــدَيْـدِ
فَــبَـعْـثُ خَــالِـدٍ إِلَـــى جَـذِيـمَـةِ
ثَــانِــيَـةً يَـــدْعُــو لِــخَــيْـرِ مِـــلَّــةِ
لَـيْـسَ مُـقَـاتِلاً، وَكَـانُـوا أَسْـلَـمُوا
قَـالُـوا: صَـبَـأْنَا، وَهْــوَ لَـفْظٌ مُـفْهِمُ
أَمَـــرَهُـــمْ خَـــالِـــدٌ أَنْ يُــقَــتِّـلَا
كُــــلٌّ أَسِــيــرَهُ، فَــبَـعْـضٌ قَــتَــلَا
وَبَـعْـضُـهُمْ أَمْـسَـكَ كَـابْـنِ عُـمَـرَا
وَصَـحْـبِهِ؛ لَــمْ يَـقْـتُلُوا مَــنْ أُسِـرَا
قَــــالَ الــنَّـبِـيُّ إِذْ أَتَـــاهُ الـــوَارِدُ
أَبْــــرَأُ مِــمَّــا قَــــدْ أَتَــــاهُ خَــالِــدُ
وَدَى لَـــهُــمْ قَــتْـلَاهُـمُ الــنَّـبِـيُّ
ذَهَـــــبْ بِـــهَــا إِلَــيْـهِـمُ عَــلِــيُّ
فَــبَــعْـثُـهُ طُــفَــيْــلاً الــدَّوْسِــيَّـا
لِــــذِي الـكَـفَـيْـنِ صَـنَـمـاً، فَـهَـيَّـا
نَــاراً لَــهُ، وَمُـنْـشِداً فِــي ذَلِـكَـا:
يَــا ذَا الـكَفَيْنِ لَـسْتُ مِـنْ عُـبَّادِكَا
مِـيـلَادُنَـا أَقْـــدَمُ مِـــنْ مِـيـلَادِكَـا
إِنِّــي حَـشَـوْتُ الـنَّـارَ فِـي فُـؤَادِكَا
فَـبَـعْثُ قَـيْـسٍ وَهُــوَ ابْــنُ سَـعْدِ
إِلَـــــى صُـــــدَاءٍ، أُمِــــرُوا بِــالــرَّدِّ
لَــمَّـا أَتَــى أَخُــو صُــدَاءَ، الـتَـزَمَا
بِــقَـوْمِـهِ، أَتَـــى بِـجَـمْـعٍ أَسْـلَـمَـا
فَــبَــعْـثُـهُ ضَــحَّــاكـاً الــكِــلَابِـي
لِــقَــوْمِـهِ وَهُـــــمْ بَـــنُــو كِــــلَابِ
فَــبَــعْـثُـهُ عُــيَــيْـنَـةَ الـــفَـــزَارِي
إِلَـــى تَـمِـيـمٍ؛ أَجْـــلَ أَخْــذِ الـثَّـارِ
إِذْ مَــنَـعُـوا مُــصَــدِّقَ الــرَّسُــولِ
مِـــنْ أَخْـــذِ مَـــا أُمِـــرَ بِـالـفُـضُولِ
يَــسِـيـرُ لَــيْـلاً، يَـكْـمُـنُ الـنَّـهَـارَا
صَــبَّــحَــهُـمْ فَـــهَــرَبُــوا فُــــــرَّارَا
أَسَـرَ مِـنْهُمْ فَوْقَ خَمْسِينَ، قَدِمْ
عَــلَـى الـنَّـبِيِّ بِـهِـمُ، كَـمَـا عُـلِـمْ
فَــجَــاءَ عَــشْـرٌ لِـلـنَّـبِيِّ مِـنْـهُـمُ
مِـــنْ رُؤَسَـــاءِ قَـوْمِـهِـمْ، فَـقَـدَّمُوا
عُــطَــارِداً، خَــطَــبَ ثُـــمَّ كَـلَّـمَـا
رَدَّ لَــهُــمْ أَسْــرَاهُــمُ وَالـمَـغْـنَـمَا
وَنَـــزَلَــتْ: إِنَّ الَّــذِيــنَ الــمُـنْـزَلُ
فِــي (الـحُـجُرَاتِ) فِـيـهِمُ لِـيَـعْقِلُوا
فَـبَـعْـثُ قُـطْـبَةٍ هُــوَ ابْــنُ عَـامِـرِ
لِـخَـثْـعَـمٍ بِـبِـيـشَـةٍ فِــــي صَــفَـرِ
سَـنَـةَ تِـسْـعٍ أَنْ يَـشُـنُّوا الـغَـارَهْ
فَــفَــعَـلُـوا، وَوَاقَــعُــوهُــمْ غِـــــرَّهْ
فَـكَـثُرَ الـقَـتْلَى وَسَـاقُـوا الـنَّـعَمَا
مَــــعَ نِـسَـائِـهِـمْ فَــكَـانَ مَـغْـنَـمَا
فَــابْـنُ مُـجَـزِّزٍ وَالِاسْــمُ عَـلْـقَمَهْ
وَابْــــنُ حُــذَافَــةٍ بَــبَـعْـثٍ يَـمَّـمَـهْ
لِـلْحُبْشِ فِـي جَـزِيرَةٍ فِـي الـبَحْرِ
فَــهَــرَبُـوا، وَفِـــيــهِ بَـــــدْءُ أَمْـــــرِ
إِبْـــنِ حُـذَافَـةٍ لِـمَـنْ كَــانَ مَـعَـهْ
أَنْ يَـقَـعُوا فِــي الـنَّـارِ، ثُــمَّ مَـنَـعَهْ
وَقَـــالَ: كُــنْـتُ مَــازِحـاً، فَـأُخْـبِرَا
بِــذَلِــكَ الــنَّـبِـيُّ قَــــالَ مُــنْـكِـرَا:
لَا تَـسْـمَعُوا وَلَا تُـطِـيعُوهُمْ فِــي
مَـعْـصِيَةٍ، بَــلْ ذَاكَ فِـي الـمَعْرُوفِ
بَــعْــثُ عَــلِــيٍّ بَــعْـدَهُ لِـيَـهْـدِمَا
اَلـفَـلْـسَ -بِـالـفَـاءِ- وَكَـــانَ صَـنَـمَا
لِـطَـيِّـئٍ، فَــشَـنَّ غَـــارَةً عَــلَـى
حِــلَّــةِ آلِ حَــاتِــمٍ، حَــتَّــى مَـــلَا
أَيْـدِيَـهُـمْ سَـبْـيـاً وَشَـــاءً وَنَــعَـمْ
وَخَـــرَّبَ الـفَـلْسَ جَـمِـيعاً، وَغَـنِـمْ
أَدْرَاعَــــــهُ ثَـــلَاثَــةً، وَمِــخْــذَمَـا
مَـــعَ الـيَـمَـانِي وَرَسُــوبٍ مـغْـنَمَا
وَقَــسَــمَ الـسَّـبْـيَ، وَآلَ حَــاتِـمِ
عَــزَلَــهُـمْ لِــصَــاحِـبِ الــمَــرَاحِـمِ
قَـامَـتْ لَــهُ سَـفَّـانَةٌ فَـاسْتَأْمَنَتْ
مُـحَـمَّـداً، فَـحِـيـنَ مَــنَّ أَسْـلَـمَتْ
سَــافَـرَتِ الــشَّـامَ إِلَـــى عَــدِيِّ
بِــشَـوْرِهَـا جَــــاءَ إِلَــــى الـنِّـبِـيِّ
وَذَكَــرَ ابْــنُ سَـعْـدٍ: انَّ الـمُرْسَلَا
فِــي الـبَعْثِ خَـالِدٌ، كَـمَا قَـدْ نَـقَلَا
فَـبَـعْـثُهُ عُـكَّـاشَـةَ بْـــنَ مِـحْـصَنِ
ثَــانِـيَـةً إِلَــــى الـجُِـبَـابِ مَــوْطِـنِ
لِــغَـطَـفَـانَ، أَوْ بَـــلِــي وَعُــــذْرَةِ
أَوْ بَــيْــنَ كَــلْــبٍ وَبَــنِــي فَـــزَارَةِ
فَـبَـعْـثُـهُ إِلَــــى أُكَــيْــدِرْ دُومَـــةِ
إِبْـــنَ الـوَلِـيـدِ خَــالِـداً فِـــي فِـئَـةِ
وَقَــالَ: يَــا خَـالِـدُ سَــوْفَ تَـجِـدُهْ
وَهْـــــوَ يُـــرِيــدُ بَـــقَــراً يَــصَّــيَّـدُهْ
فَـأُرْسِـلَـتْ بَــقَـرُ وَحْــشٍ حَـكَّـتِ
قُــرُونُـهَـا حَــائِـطَـهُ فِــــي لَــيْـلَـةِ
نَــشَّــطَـهُ ذَاكَ يَــصِــيـدُ الــبَـقَـرَا
شَــدَّتْ عَـلَـيْهِ خَـيْـلُهُ فَـاسْـتَأْسَرَا
أَجَــــارَهُ خَــالِــدُ، ثُــــمَّ صَـالَـحَـهْ
عَـــلَــى رَقِــيــقٍ وَدُرُوعٍ صَــالِـحَـهْ
مَــــعَ رِمَــــاحٍ وَجِــمَـالٍ، وَرَحَـــلْ
مَـعْـهُ إِلَــى الـنَّبِيِّ بَـعْدَ مَـا فَـصَلْ
فَـبَـعْثُهُ أَيْـضـاً إِلَــى عَـبْدِ الـمَدَانْ
أَوْ لِـبَـنِـي الــحَـارِثِ نَــحْـوَ نَـجْـرَانْ
أَتَـــاهُــمُ، فَـأَسْـلَـمُـوا، وَأَقْــبَـلُـوا
مَـعْـهُ إِلَــى الـنَّـبِيِّ حَـتَّـى وَصَـلُوا
بَـعْـثُ عَـلِـيٍّ بَـعْـدَهُ إِلَـى الـيَمَنْ
وَهْــــيَ بِـــلَادُ مَــذْحِـجٍ، فَـفَـرَّقَـنْ
أَصْــحَــابَـهُ جَـــــاؤُوهُ بِــالـنِّـسَـاءِ
وَوُلْــــدِهِـــمْ وَنَــــعَـــمٍ وَشَـــــــاءِ
ثُــمَّ دَعَـاهُـمْ، لَـمْ يُـجِيبُوا، فَـقَتَلْ
مِـنْـهُمْ رِجَـالاً نَـحْوَ عِـشْرِينَ رَجُـلْ
فَـانْـهَـزَمُوا، فَــكَـفَّ ثُـــمَّ إِذْ دَعَــا
ثَـانِـيَـةً، أَجَـــابَ بَــعْـضٌ مُـسْـرِعَـا
فَـأَسْـلَـمُـوا، وَجَــمَــعَ الـغَـنَـائِـمَا
خَـمَّـسَـهَـا لِــلَّــهِ، ثُــــمَّ قَــسَـمَـا
بَـعْثُ بَـنِي عَـبْسٍ، وَكَـانُوا وَفَـدُوا
لَـــهُ إِلَـــى عِــيـرِ قُـرَيْـشٍ فَـهُـدُوا
آخِـــــرُ مَـــــنْ بَــعَـثَـهُ أُسَــامَــهْ
لِأَهْـــلِ أُبْــنَـى لَـــمْ يَــرِمْ مَـقَـامَهْ
حَـتَّى قَـضَى الـنَّبِيُّ قَـبْلَ سَفَرِهْ
رُدَّ أُسَـــامَــةٌ بِــجَـمْـعِ عَــسْـكَـرِهْ
بَـعَـثَـهُ الـصِّـدِّيـقُ حَــتَّـى أَرْهَـقَـا
قَـــاتِــلَ زَيْـــــدٍ وَسَـــبَــا وَحَــرَّقَــا
وَاخْـتَـلَفُوا فِــي عَـدِّهَـا، فَـالأَكْـثَرُ
عَــنْ قَـدْرِ مَـا عَـدَدْتُ مِـنْهَا قَـصَّرُوا
وِلِابْــــنِ نَــصْــرٍ عَــالِــمٍ جَــلِـيـلِ
بَلْ فَوْقَ سَبْعِينَ، وَفِي «الإِكْلِيلِ»:
أَنَّ الـبُـعُوثَ عَـدُّهَـا فَــوْقَ الـمِـئَهْ
وَلَــــمْ أَجِــــدْ ذَا لِــسِـوَاهُ ابْــتَـدَأَهْ
ذِكْرُ كُتَّابِهِ ﷺ
كُــتَّــابُــهُ اثْـــنَـــانِ وأَرْبَــعُــونَــا
زَيْـــدُ بْـــنُ ثَــابِـتٍ وَكَـــانَ حِـيـنَا
كَــاتِــبَــهُ، وَبَـــعْــدَهُ مُــعَــاوِيَـهْ
إِبْــنُ أَبِــي سُـفْـيَانَ كَـانَ وَاعِـيَهْ
كَـــذَا أَبُـــو بَــكْـرٍ، كَـــذَا عَـلِـيُّ
عُــمَــرُ، عُــثْـمَـانٌ، كَــــذَا أُبَـــيُّ
وَابْـــنُ سَـعِـيدٍ خَـالِـدٌ، حَـنْـظَلَةُ
كَـــذَا شُـرَحْـبِـيلُ امُّـــهُ حَـسَـنَةُ
وَعَــامِـرٌ، وَثَــابِـتُ بْـــنُ قَــيْـسِ
كَـــذَا ابْـــنُ أَرْقَـــمٍ بِـغَـيْـرِ لَـبْـسِ
وَاقْـتَصَرَ الـمِزِّيُّ مَـعْ عَـبْدِ الغَنِي
مِـنْـهُمْ عَـلَـى ذَا الـعَـدَدِ الـمُـبَيَّنِ
وَزِدْتُ مِـــنْ مُـفْـتَـرِقَاتِ الـسِّـيَرِ
جَمْعاً كَثِيراً، فَاضْبِطَنْهُ وَاحْـصُرِ:
طَـلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَابْنَ الحَضْرَمِي
وَابْــنَ رَوَاحَــةٍ، وَجَـهْـماً فَـاضْـمُمِ
وَابْـــنَ الـوَلِـيدِ خَـالِـداً، وَحَـاطِـبَا
هُــوَ ابْــنُ عَـمْـرٍو، وَكَـذَا حُـوَيْطِبَا
حُــذَيْــفَــةً، بُـــرَيْـــدَةً، أَبَـــانَـــا
إِبْــــنَ سَــعِـيـدٍ، وَأَبَـــا سُـفْـيَـانَا
كَــذَا ابْـنَهُ يَـزِيدَ بَـعْضَ مُـسْلِمَهْ
اَلـفَتْحِ، مَـعْ مُـحَمَّدِ بْـنِ مَـسْلَمَهْ
عَمْرٌو هُوَ ابْنُ العَاصِ، مَعْ مُغِيرَةِ
كَــذَا الـسِّجِلُّ، مَـعَ أَبِـي سَـلَمَةِ
كَــــذَا أَبُــــو أَيُّـــوبَ الأَنْــصَـارِيُّ
كَـــذَا مُـعَـيْـقِيبٌ هُــوَ الـدَّوْسِـيُّ
وَابْــنَ أَبِــي الأَرْقَـمِ أَرْقَـمَ اعْـدُدِ
فِيهِمْ، كَذَاكَ ابْنَ سَلُولٍ المُهْتَدِي
كَـذَا ابْـنَ زَيْـدٍ وَاسْـمُهُ عَـبْدُ اللهْ
وَالـجَـدُّ عَـبْـدُ رَبِّــهِ بِــلَا اشْـتِـبَاهْ
جُـهَـيْماً الـعَـلَا؛ أَيِ: ابْــنَ عُـتْبَةِ
كَـــذَا حُـصَـيْنَ بْــنَ نُـمَـيْرٍ أَثْـبِـتِ
وَذَكَــــرُوا ثَــلَاثَــةً قَــــدْ كَـتَـبُـوا
وَارْتَــــدَّ كُــــلٌّ مِـنْـهُـمُ وَانْـقَـلَـبُوا
إِبْـنَ أَبِـي سَـرْحٍ، مَـعَ ابْنِ خَطَلِ
وَآخَـــرٌ أُبْــهِـمَ، لَــمْ يُـسَـمَّ لِــي
وَلَمْ يَعُدْ مِنْهُمْ إِلَى الدِّينِ سِوَى
إِبْـنِ أَبِـي سَـرْحٍ، وَبَـاقِيهِمْ غَـوَى
ذِكْرُ رُسُلِهِ إِلَى الْمُلُوكِ ﷺ
أَوَّلُ مَــــــنْ أَرْسَـــلَــهُ الــنَّــبِـيُّ
لِـمَـلِـكٍ: عَــمْـرٌو هُــوَ الـضَّـمْرِيُّ
إِلَـــى الـنَّـجَاشِيِّ، فَـلَـمَّا قَـدِمَـا
نَـــزَلَ عَـــنْ فِــرَاشِـهِ فَـأَسْـلَمَا
وَأَرْكَــــبَ الـمُـهَـاجِـرِينَ الــبَـحْـرَا
إِلَــيْــهِ فِـــي سَـفِـيـنَتَيْنِ طُـــرَّا
زَوَّجَــــهُ رَمْــلَــةَ عَــمْــرٌو قَـبِـلَـهْ
لَــهُ وَمَـهْـرَُهَا الـنَّـجَاشِي بَـذَلَـهْ
وَدَِحْـــيَـــةً أَرْسَـــلَــهُ لِــقَـيْـصَـرَا
وَهْـوَ هِـرَقْلٌ، فَـعَصَى وَاسْـتَكْبَرَا
وَابْــنُ حُـذَافَـةٍ مَـضَـى لِـكِـسْرَى
فــمَــزَّقَ الـكِـتَـابَ بَـغْـيـاً نُــكْـرَا
وَحَــاطِـبـاً أَرْسَــــلَ لِـلْـمُـقَوْقِسِ
فَـقَـالَ خَـيْـراً، وَدَنَــا لَــمْ يُـوئِسِ
أَهْــــدَى لَـــهُ مَــارِيَـةَ الـقِـبْـطِيَّهْ
وَأُخْـتَـهَـا سِـيـرِينَ، مَــعْ هَـدِيَّـهْ
مِــنْ ذَهَــبٍ وَقَـدَحٍ وَمِـنْ عَـسَلْ
وَطُرَفٍ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَنْهَا العَسَلْ
وَأَرْسَــلَ ابْـنَ الـعَاصِ حَـتَّى أَدَّى
كِـتَـابَـهُ إِلَـــى ابْـنَـيِ الـجُـلَنْدَى
فَــأَسْـلَـمَـا، وَصَـــدَّقَــا، وَخَــلَّـيَـا
مَــا بَـيْـنَ عَـمْـرٍو وَالـزَّكَاةِ، هُـدِيَا
وَأَرْسَــــلَ الـسَّـلِـيـطَ لِـلْـيَـمَـامَةِ
لِــهُــوْذَةٍ مَــلْـكِ بَــنِـي حَـنِـيـفَةِ
وَأَكْـــــرَمَ الـــرَّسُــولَ إِذْ أَنْـــزَلَــهُ
وَقَـالَ: مَـا أَحْـسَنَ مَـا يَـدْعُو لَـهُ
وَسَــالَ أَنْ يُـجْـعَلَ بَـعْـضُ الأَمْــرِ
لَـهُ، فَـلَمْ يُـعْطَ، قَضَى فِي الكُفْرِ
كَـــذَا شُـجَـاعُ الأَسَــدِيُّ يَـلْـقَى
اَلـحَـارِثَ الـغَـسَّانِ مَـلْـكَ الـبَلْقَا
رَمَــى الـكِتَابَ قَـالَ: إِنِّـي سَـائِرُ
إِلَـــيْــهِ، رَدَّهُ هِـــرَقْــلُ قَــيْــصَـرُ
وَقِــيــلَ: بَـــلْ أَرْسَــلَـهُ لِـجَـبَـلَهْ
فَــقَـارَبَ الأَمْــرَ، وَلَـكِـنْ شَـغَـلَهْ
اَلـمُـلْكُ، ثُــمَّ فِــي زَمَــانِ عُـمَـرَا
أَسْـلَـمَ، ثُــمَّ ارْتَــدَّ حَـتَـى كَـفَرَا
وَابْــــنَ أَبِـــي أُمَــيَّـةَ الـمُـهَـاجِرَا
أَرْسَــلَـهُ لِــحَـارِثِ بْـــنِ حِـمْـيَرَا
عَـــبْــدُ كُـــــلَالٍ أَبُــــهُ، فَــــرَدَّدَا
أَنْـظُـرُ فِــي أَمْــرِي، وَبَـعْدُ وَفَـدَا
عَـلَى الـنَّبِيِّ مُـسْلِماً، فَـاعْتَنَقَهْ
وَفَــــرَشَ الــــرِّدَا لَــــهُ وَوَمَّــقَـهْ
وَأَرْسَلَ العَلَا؛ أَيِ: ابْنَ الحَضْرَمِي
لِـمُنْذِرٍ وَهْوَ ابْنُ سَاوَى الدَّارِمِي
كَـــانَ مَـــعَ الــعَـلَا أَبُـــو هُـرَيْـرَةِ
فَــانْـقَـادَ مُــنْــذِرٌ لِــخَـيْـرِ مِــلَّـةِ
وَوَفَـــدَ الـمُـنْـذِرُ عَـــامَ الـفَـتْحِ أَوْ
فِـي عَامِ تِسْعَةٍ، خِلَافاً قَدْ حَكَوْا
كَــذَاكَ قَــدْ أَرْسَــلْ مُـعَـاذاً وَأَبَــا
مُـوسَـى إِلَــى مُـخَـالِفٍ فَـاقْتَرَبَا
وَقَـــــالَ: يَـــسِّــرَا وَلَا تُــعَــسِّـرَا
وَبَـــشِّــرَا طَـــوْعــاً وَلَا تُــنَــفِّـرَا
كَـــذَا جَــرِيـراً نَــحْـوَ ذِي الـكِـلَاعِ
وَنَـحْوَ ذِي عَـمْرٍو، وَنِـعْمَ الدَّاعِي
دَعَــاهُــمَـا لِــمِــلَّـةِ الإِسْـــــلَامِ
فَــأَسْـلَـمَـا لِــلَّــهِ بِـاسْـتِـسْـلَامِ
وَعَـمْراً الـضَّمْرِي إِلَـى مُـسَيْلِمَهْ
فَـلَـمْ يَــؤُبْ عَــنْ كِـذْبِـهِ وَلَـزِمَـهْ
أَرْسَــلْ لَــهُ كِـتَـابَهُ مَــعْ سَـائِـبِ
ثَــانِـيَـةً، فَــلَـمْ يَــكُـنْ بِـالـتـائِبِ
وَبَــعْـدَهُ عَـيَّـاشـاً ايْــضـاً أَرْسَــلَا
إِلَـــى بَـنِـي عَـبْـدِ كُــلَالٍ قَـبِـلَا
كُــلُّــهُــمُ كِــتَــابَـهُ، وَأَسْــلَــمُـوا
نُـعَـيْـمٌ الـحَـارِثُ مَـسْـرُوحٌ هُــمُ
وَأَرْسَـــلَ الـنَّـبِيُّ أَيْـضـاً إِذْ كَـتَـبْ
لِـعِدَّةٍ، لَـمْ يُـسْمَ مَـنْ بِهَا ذَهَبْ
لِــفَـرْوَةَ بْـــنِ عَــمْـرٍو الـجُـذَامِي
أَفْـــلَـــحَ إِذْ أَقَـــــرَّ بِـــالإِسْــلَامِ
وَلِـبَـنِي عَـمْـرٍو وَهُـمْ مِـنْ حِـمْيَرِ
كَــذَا لِـمَـعْدِي كَــرِبَ الـمُـشْتَهِرِ
وَلِأَسَـــاقِــفٍ بِــنَــجْـرَانٍ كَــتَــبْ
كَذَا لِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ حَدْسٍ عَرَبْ
وَابْـــــنِ ضِــمَــادٍ خَــالِــدِ الأَزْدِيِّ
وِلِابْـــنِ حَـــزْمٍ عَــمْـرٍو الـرَّضِـيِّ
وَلِأَخِـــــي تَــمِــيـمٍ اوْسٍ كَــتَـبَـا
وَهْـــوَ لَـــدَى أَوْلَادِهِ مَـــا ذَهَـبَـا
وَلِـيَـزِيـدَ بْــنِ الـطُّـفَيْلِ الـحَـارِثِي
وَلِــبَـنِـي زِيَــــادٍ بْـــنِ الــحَـارِثِ
ذِكْرُ أَوْلاَدِهِ ﷺ
كَانَ لَهُ ثَلَاثَةٌ بَنُونَا
اَلقَاسِمُ الَّذِي بِهِ يَكْنُونَا
بِمَكَّةٍ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وُلِدْ
وَالطَّيِّبُ الطَّاهِرُ وَهْوَ وَاحِدْ
وَهْوَ الصَّحِيحُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللهْ
وَقِيلَ: بَلْ هَذَانِ فَابْنَانِ سِوَاهْ
وَالثَّالِثُ ابْرَاهِيمُ بِالمَدِينَةِ
عَاشَ بِهَا عَاماً وَنِصْفَ سَنَةِ
وَقِيلَ: مَعْ نُقْصَانِ شَهْرٍ، وَقَضَى
سَنَةَ عَشْرٍ، فَرَطاً لَهُ رِضَا
وَمَاتَ قَاسِمٌ لَهُ عَامَانِ
وَعِدَّةُ الأَوْلَادِ مِنْ نِسْوَانِ
أَرْبَعَةٌ: فَاطِمَةُ البَتُولُ
زَوَّجَهَا عَلِيّاً الرَّسُولُ
وَزَيْنَبٌ زَوَّجَهَا أَبَا العَاصْ
إِبْنَ الرَّبِيعِ وَافِياً ذَا إِخْلَاصْ
بِوَعْدِهِ، وَزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ
تَعَاقُباً عُثْمَانَ ذَا النُّورَيْنِ
رُقَيَّةً وَأُمَّ كُلْثُومٍ تَلِي
وَنِعْمَ ذَاكَ الصِّهْرُ عُثْمَانُ الوَلِي
وَجُمْلَةُ الأَوْلَادِ مِنْ خَدِيجَةِ
لَكِنَّ إِبْرَاهِيمَ مِنْ مَارِيَةِ
وَلَيْسَ فِي بَنَاتِهِ مَنْ أَعْقَبَا
إِلَّا البَتُولُ طَابَ أُمًّا وَأَبَا
ذِكْرُ أَعْمَامِهِ وَعَمَّاتِهِ ﷺ
أَعْمَامُهُ: حَمْزَةُ، وَالعَبَّاسُ
قَدْ أَسْلَمَا وَأُرْغِمَ الخَنَّاسُ
زُبَيْرٌ، الحَارِثُ، جَحْلٌ، قُثَمُ،
ضِرَارٌ، الغَيْدَاقُ، وَالمُقَوَِّمُ
عَبْدُ مَنَافٍ، مَعَ عَبْدِ الكَعْبَهْ
كَذَا أَبُو لَهَبٍ ارْدَى كَسْبَهْ
عَمَّاتُهُ: صَفِيَّةٌ، عَاتِكَةُ
أُمُّ حَكِيمٍ، بَرَّةٌ، أُمَيْمَةُ
أَرْوَى، وَلَمْ يُسْلِمْ سِوَى صَفِيَّةِ
قِيلَ: وَمَعْ أَرْوَى وَمَعْ عَاتِكَةِ
ذِكْرُ أَزْوَاجِهِ ﷺ
زَوْجَاتُهُ اللَّاتِي بِهِنَّ قَدْ دَخَلْ
ثِنْتَا أَوِ احْدَى عَشْرَةٍ خُلْفٌ نُقِلْ
خَدِيجَةُ الأُولَى تَلِيهَا سَوْدَةُ
ثُمَّ تَلِي عَائِشَةُ الصِّدِّيقَةُ
وَقِيلَ: قَبْلَ سَوْدَةٍ، فَحَفْصَةُ،
فَزَيْنَبٌ وَالِدُهَا خُزَيْمَةُ
فَبَعْدَهَا هِنْدٌ؛ أيِ: امُّ سَلَمَهْ
فَابْنَةُ جَحْشٍ زَيْنَبُ المُكَرَّمَهْ
تَلِي ابْنَةُ الحَارِثِ؛ أَيْ: جُوَيْرِيَهْ
فَبَعْدَهَا رَيْحَانَةُ المَسْبِيَّهْ
وَقِيلَ: بَلْ مِلْكُ يَمِينٍ فَقَطُ
لَمْ يَتَزَوَّجْهَا، وَذَاكَ أَضْبَطُ
بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ وَهْيَ رَمْلَةُ
أُمُّ حَبِيبَةٍ، تَلِي صَفِيَّةُ
مِنْ بَعْدِهَا، فَبَعْدَهَا مَيْمُونَهْ
حِلّاً، وَكَانَتْ كَاسْمِهَا مَيْمُونَهْ
وَابْنُ المُثَنَّى مَعْمَرٌ قَدْ أَدْخَلَا
فِي جُمْلَةِ اللَّاتِي بِهِنَّ دَخَلَا
بِنْتَ شُرَيْحٍ وَاسْمُهَا فَاطِمَةُ
عَرَّفَهَا بِأَنَّهَا الوَاهِبَةُ
وَلَمْ أَجِدْ مَنْ جَمَعَ الصَّحَابَهْ
ذَكَرَهَا وَلَا بِـ«أُسْدِ الغَابَهْ»
وَعَلَّهَا الَّتِي اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ
وَهْيَ ابْنَةُ الضَّحَّاكِ بَانَتْ عَنْهُ
وَغَيْرُ مَنْ بَنَى بِهَا، أَوْ وَهَبَتْ
إِلَى النَّبِيِّ نَفْسَهَا، أَوْ خُطِبَتْ
وَلَمْ يَقَعْ تَزْوِيجُهَا، فَالعِدَّةُ
نَحْوَ ثَلَاثِينَ بِخُلْفٍ أَثْبَتُوا
ذِكْرُ خُدَّامِهِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ﷺ
فَأَنَسٌ أَلْزَمُهُمْ لِلْخِدْمَةِ
أَسْمَاءُ، هِنْدٌ وَلَدَا حَارِثَةِ
كَذَا بِلَالٌ، عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ
سَعْدٌ فَتَى الصِّدِّيقِ، مَعْ ذِي مِخْمَرِ
رَبِيعَةٌ، مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَبُو
ذَرٍّ، بُكَيْرٌ، وَلِلَيْثٍ نَسَبُوا
وَابْنُ شَرِيكٍ أَسْلَعٌ، وَأَرْبَدُ
كَذَا ابْنُ مَالِكٍ وَالِاسْمُ الأَسْوَدُ
وَابْنُ أَخِيهِ الحَدْرَجَانِ جَسْرُ
لَهُ بِخُدَّامِ النَّبِيِّ ذِكْرُ
وَسَابِقٌ، وَسَالِمٌ قَدْ ذُكِرَا
وَقِيلَ: سَلْمَى، وَاعْدُدِ المُهَاجِرَا
قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، أَيْمَنٌ، ثَعْلَبَةُ
كَذَا نُعَيْمٌ أَبُهُ رَبِيعَةُ
كَذَا أَبُو السَّمْحِ، أَبُو الحَمْرَاءِ
أَبُو عُبَيْدٍ، وَمِنَ النِّسَاءِ
مَارِيَةُ اثْنَتَانِ، مَعْ رَزِينَةِ
وَأَمَةِ اللهِ لِهَذِهِ ابْنَةِ
صَفِيَّةٌ، وَخَوْلَةٌ، خَضِرَةُ
سَلْمَى، وَأُمُّ أَيْمَنٍ بَرَكَةُ
وَأُمُّ عَبَّاسٍ، كَذَا مَيْمُونَةُ
وَفِي المَوَالِي ذُكِرَتْ ذِي الخَمْسَةُ
ذِكْرُ مَوَالِيهِ ﷺ
زَيْــدٌ، أُسَـامَـةُ ابْـنُـهُ، ثَـوْبَـانُ
أَنَــسَــةٌ، وَصَــالِــحٌ شُــقْـرَانُ
كَذَا أَبُو كَبْشَةَ وَاسْمُهُ سُلَيْمْ
أَوْ أَوْسٌ اسْـمَاهُ بِـهِ أبُـو نُـعَيْمْ
كَــذَا رَبَــاحٌ، وَيَـسَـارٌ، مِـدْعَمُ
كَــذَا أَبُــو رَافِــعَ وَهْــوَ أَسْـلَمُ
وَقِــيـلَ: إِبْـرَاهِـيمُ أَوْ فَـثَـابِتُ
أَوْ هُـرْمُـزٌ يَـزِيـدُ خُـلْـفٌ ثَـابِـتُ
وَرَافِــــعٌ، كِــرْكِــرَةٌ، فَـضَـالَـةُ
وَوَاقِــــدٌ، سَـفِـيـنَـةٌ، فَــــزَارَةُ
طَـهْمَانُ أَوْ كَـيْسَانُ أَوْ مِهْرَانُ
مَـــوْلَاهُ أَوْ ذَكْـــوَانُ أَوْ مَــرْوَانُ
جَــدُّ هِــلَالِ بْــنِ يَـسَارٍ زَيْـدُ
حُـنَـيْـنُ، مَــأْبُـورٌ، كَــذا عُـبَـيْدُ
أَبُـــو عَـسِـيـبٍ، وَأَبُــو عُـبَـيْدِ
مَـــعَ أَبِـــي ضُـمَـيْـرَةٍ سَـعِـيدِ
وَمِـــنْ مَـوَالِـيهِ أَبُــو مُـوَيْـهِبَهْ
حَـازُوا بِـهِ فَـخْراً عَلِيَّ المَرْتَبَهْ
وَكُلُّ مَنْ سُمِّيَ فِيهَا أَوْ كُنِي
فَـلَمْ يَـزِدْ عَـلَيْهِمُ عَـبْدُ الغَنِي
وَزَادَ بَـعْضُهُمْ عَلَيْهِ فِي العَدَدْ
تِـسْـعاً وَأَرْبَـعِـينَ كُـلٌّ قَـدْ وَرَدْ
أَفْـلَحُ، مَـعْ أَنْـجَشَةٍ، وَأَسْـلَمُ
أَيْـمَـنُ، بَــاذَامٌ، وَبَــدْرٌ، حَـاتِـمُ
دَوْسٌ، قَـفِيزٌ، سَـابِقٌ، رُوَيْفِعُ
سَـعِـيدٌ اثْـنَـانِ، عُـبَـيْدٌ، رَافِــعُ
سَنْدَرُ، سَالِمٌ، كُرَيْبٌ، غَيْلَانْ
كَـذَا عُبَيْدُ اللهِ، سَعْدٌ، سَلْمَانْ
مُـحَمَّدٌ هُـوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنْ
مَـكْـحُولُ، نَـافِعٌ، نُـفَيْعٌ، وَرْدَانْ
هُـرْمُزُ، وَاقِدٌ، يَسَارٌ، شَمْعُونْ
ضُـمَـيْـرَةٌ، فَـضَـالَـةٌ، وَعَـمْـرُونْ
كَــذَا نُـبَـيْهٌ، وَنَـبِـيلٌ، وَهِـلَال
كَـــذَا أَبُـــو رَافِــعٍ اخَــرٌ يُـقَـال
أَبُـــو الـبَـشِـيرِ، وَأَبُـــو أُثَـيْـلَةِ
أَبُــــو لَــقِـيـطٍ، وَأَبُـــو صَـفِـيَّـةِ
كَـذَا أَبُـو الـحَمْرَا، أَبُـو سَـلَّامِ
مَــعَ أَبِـي هِـنْدٍ؛ أيِ: الـحَجَّامِ
كَــذا أَبُــو الـيُـسْرِ، أَبُـو لُـبَابَةِ
كَذَا أَبُو سَلْمَى، مَعَ ابِي قَيْلَةِ
أَمَّــا الإِمَــاءُ فَـذُكِرْنَ خَـمْسَةُ
فِيمَا مَضَى رَضْوَى، كَذَا أُمَيْمَةُ
رُبَــيْــحَـةٌ، رَزِيــنَــةٌ، رُكَــانَــةُ
كَــذَاكَ قَـيْـسَرُ اخْـتُـهَا مَـارِيَـةُ
مَيْمُونَةُ اثْنَتَانِ، وَالبَعْضُ جَعَلْ
تَـيْنِ مِـنَ الخُدَّامِ فِيمَا قَدْ نَقَلْ
ذِكْرُ أَفْرَاسِهِ ﷺ
سَكْبٌ، لِزَازٌ، ظَرِبٌ، وَسَبْحَةُ
مُرْتَجِزٌ، وَرْدٌ، لَحِيفٌ، سَبْعَةُ
وَلَيْسَ فِيهَا عِنْدَهُمْ مِنْ خُلْفِ
وَالخُلْفُ فِي مُلَاوِحٍ، وَالطِّرْفِ
كَذَاكَ ضَرْسٌ، وَشَحَا، مَنْدُوبُ
مِرْوَاحُ، بَحْرٌ، أَدْهَمٌ، نَجِيبُ
أَبْلَقُ، مَعْ مُرْتَجِلٍ، مَعْ يَعْسُوبْ
سِرْحَانُ، ذُو العُقَّالِ، سِجْلٌ، يَعْبُوبْ
ذِكْرُ بِغَالِهِ وَحَمٍيرِهِ ﷺ
بِغَالُهُ خَمْسَةٌ، اوْ فَسِتَّةُ
دُلْدُلُ، مَعْ فِضَّةَ، وَالأَيْلِيَّةُ
وَبَغْلَةً أَهْدَى لَهُ الأُكَيْدِرُ
وَجَاءَ مِنْ كِسْرَى، وَفِيهِ نَظَرُ
وَبَغْلَةً أَهْدَى لَهُ النَّجَاشِي
وَهْوَ بِـ«أَخْلَاقِ النَّبِيِّ» الفَاشِي
حِمَارُهُ عُفَيْرٌ، اوْ يَعْفُورُ
أَوْ فَهُمَا اثْنَانِ، وَذَا المَشْهُورُ
وَكَوْنُهُ كَانَ اسْمُهُ زِيَادَا
أَوْ فَيَزِيدَ مُنْكَرٌ إِسْنَادَا
وَثَالِثٌ أَعْطَاهُ سَعْدٌ يُسْنِدُهْ
رَدِيفُهُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ وَلَدُهْ
ذِكْرُ لِقَاحِهِ وَجِمَالِهِ ﷺ
كَانَتْ لَهُ لِقَاحٌ: الحِنَّاءُ
عُرَيِّسٌ، بُغُومٌ، السَّمْرَاءُ
بُرْدَةُ، وَالمَرْوَةُ، وَالسَّعْدِيَّةُ
حَفِدَةٌ، مُهْرَةُ، وَاليَسِيرَةُ
رَيَّاءُ، وَالشَّقْرَاءُ، وَالصَّهْبَاءُ
عَضْبَاءُ، جَدْعَاءُ، هُمَا القَصْوَاءُ
وَغَيْرُهُنَّ، وَالجِمَالُ: الثَّعْلَبُ
وَجَمَلٌ أَحْمَرُ، وَالمُكْتَسَبُ
غَنِيمَةً فِي يَوْمِِ بَدْرٍ مِنْ أَبِي
جَهْلٍ، فَأَهْدَاهُ إِلَى البَيْتِ النَّبِي
فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ؛ ايْ: مِنْ فِضَّةِ
غَاظَ بِهِ كُفَّارَ أَهْلِ مَكَّةِ
ذِكْرُ مَنَائِحِهِ وَدِيكِهِ ﷺ
كَانَتْ لَهُ مَنَائِحٌ: بَرَكَةُ
زَمْزَمُ، سُقْيَا، عَجْرَةٌ، وَوَرْشَةُ
أَطْلَالُ، أَطْرَافٌ، قَمَرْ، مَعْ يَمَنِ
غَوْثَةٌ اوْ غَيْثَةُ، بَلْ فِي السُّنَنِ
كَانَتْ لَهُ مِئَةُ شَاةٍ غَنَمَا
وَلَا يُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ، كُلَّمَا
وَلَّدَ مِنْهَا بَهْمَةً، رَاعِيهَا
ذَبَحَ شَاةً لَا يَزِيدُ فِيهَا
وَكَانَ أَيْضاً عِنْدَهُ دِيكٌ لَهُ
أَبْيَضُ، فَالمُحِبُّ قَدْ نَقَلَهُ
ذِكْرُ سِلاَحِهِ ﷺ
كَانَ لَهُ مِنَ الرِّمَاحِ خَمْسَةُ
مِنْ قَيْنُقَاعَ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ
وَرَابِعٌ لَهُ يُسَمَّى: المُثْوِيَا
وَالخَامِسُ: المُثْنِي، بِذَاكَ سُمِّيَا
أَقْوَاسُهُ خَمْسَةٌ: الرَّوْحَاءُ
وَقَوْسُ شَوْحَطٍ هِيَ البَيْضَاءُ
وَقَوْسُ نَبْعٍ وَهِيَ الصَّفْرَاءُ
كَذَلِكَ الكَتُومُ، وَالزَّوْرَاءُ
كَانَتْ لَهُ تُرْسٌ بِهِ تِمْثَالُ
كَرِهَهُ، فَذَهَبَ التِّمْثَالُ
كَذَا الزَّلُوقُ لِلسِّلَاحِ يُزْلِقُ
وَتُرْسُهُ الثَّالِثُ فَهْوَ الفُتُقُ
أَسْيَافُهُ: الحَتْفُ، وَذُو الفِقَارِ
مَأْثُورٌ، العَضْبُ، مَعَ البَتَّارِ
كَذَاكَ مِخْذَمٌ، كَذَا رَسُوبُ
وَالقَلَعِي لَمْ يُسْمَ، وَالقَضِيبُ
وَقِيلَ: ذَا قَضِيبُهُ المَمْشُوقُ
كَانَ بِأَيْدِي الخُلَفَا يَشُوقُ
أَدْرَاعُهُ سَبْعَةٌ: السُّغْدِيَّةُ
ذَاتُ الفُضُولِ، وَكَذَاكَ فِضَّةُ
ذَاتُ الحَوَاشِي، مَا لَهَا كِفَاءُ
ذَاتُ الوِشَاحِ، الخِرْنِقُ، البَتْرَاءُ
كَانَتْ لَهُ مِنْطَقَةٌ أَدِيمُ
فِضَّةٌ الحَلَقُ وَالإِبْزِيمُ
رَايَاتُهُ: العُقَابُ كَالنَّمْرَاءِ
مَعْ رَايَةٍ صَفْرَاءَ، مَعْ سَوْدَاءِ
كَانَتْ لَهُ أَلْوِيَةٌ بِيضٌ كَذَا
أَسْوَدُ، مَعْ أَغْبَرَ، مِنْهَا اتُّخِذَا
حِرَابُهُ البَيْضَاءُ، ثُمَّ النَّبْعَةُ
وَحَرْبَةٌ صَغِيرَةٌ عَنَزَةُ
مِغْفَرُهُ: السَّبُوغُ، وَالمُوَشَّحُ
فُسْطَاطُهُ الكِنُّ، كَمَا قَدْ صَرَّحُوا
مِحْجَنُهُ قَدْرُ ذِرَاعٍ يَسْتَلِمْ
فِي حَجِّهِ الرُّكْنَ بِهِ كَمَا عُلِمْ
كَانَتْ لَهُ هِرَاوَةٌ بِالنَّقْلِ
كَذَا عَسِيبٌ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ
كَانَتْ لَهُ مِخْصَرَةٌ يَخْتَصِرُ
بِهَا، اسْمُهَا العُرْجُونُ فِيمَا ذَكَرُوا
كَانَ لَهُ خُفَّانِ سَاذَجَانِ
أَهْدَاهُمَا أَصْحَمَةُ الرَّبَّانِي
كَذَا لَهُ أَرْبَعَةٌ مِنْهَا أُخَرْ
أَصَابَهَا مِنْ سَهْمِهِ مِنْ خَيْبَرْ
لَهُ ثَلَاثٌ مِنْ جِبَابٍ تُلْبَسُ
فِي الحَرْبِ، إِحْدَاهُنَّ مِنْهَا سُنْدُسُ
أَخْضَرُ، ثُمَّ جُبَّةٌ طَيَالِسَهْ
تُغْسَلُ لِلْمَرْضَى، وَكَانَتْ مَلْبَسَهْ
وَنَبْلُهُ سُمِّيَ بِالمُؤْتَصِلَهْ
وَمِنْهُ مَا سُمِّيَ بِالمُتَّصِلَهْ
ذِكْرُ أَقْدَاحِهِ وَآنِيَتِهِ وَرِكْوَتِهِ وَرَبْعَتِهِ وَسَرِيرِهِ ﷺ
أَقْدَاحُهُ: الرَّيَّانُ، وَالمُغِيثُ
وَآخَرٌ مُضَبَّبٌ يُغِيثُ
بِهِ إِذَا مَا مَسَّهُمْ مِنْ حَاجِ
وَقَدَحٌ آخَرُ مِنْ زُجَاجِ
وَقَدَحٌ تَحْتَ السَّرِيرِ عَيْدَانْ
يَقْضِي بِهِ حَاجَتَهُ فِي الأَحْيَانْ
مِرْكَنُهُ مِنْ شَبَهٍ، وَتَوْرُهُ
حِجَارَةٌ، مَنْ نَالَهُ يَمِيرُهُ
رَِكْوَتُهُ كَانَتْ تُسَمَّى الصَّادِرَهْ
قَصْعَتُهُ الغَرَّاءُ لَيْسَتْ قَاصِرَهْ
كَانَ لَهُ صَاعٌ لِأَجْلِ الفِطْرَةِ
وَقَعْبُهُ كَانَ اسْمُهُ بِالسَّعَةِ
كَانَتْ لَهُ رَبْعَةٌ؛ ايْ: مُرَبَّعَهْ
كَجُونَةٍ يُجْعَلُ فِيهَا أَمْتِعَهْ
سِوَاكُهُ، وَمِشْطُهُ، وَالمُكْحُلَهْ
كَذَلِكَ المِرْآةُ، وَالمِقْرَاضُ لَهْ
كَانَ لَهُ سَرِيرٌ اهْدَاهُ لَهُ
أَسْعَدُ، وَهْوَ سَاجٌ اسْتَعْمَلَهُ
مُوَشَّحٌ بِاللِّيفِ، ثُمَّ وُضِعَا
عَلَيْهِ لَمَّا مَاتَ، ثُمَّ رُفِعَا
عَلَيْهِ أَيْضاً بَعْدَهُ الصِّدِّيقُ
كَذَاكَ أَيْضاً عُمَرُ الفَارُوقُ
ذِكْرُ الْوُفُودِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ ﷺ
أَوَّلُ وَفْدٍ وَفَدُوا المَدِينَهْ
سَنَةَ خَمْسٍ: وَافِدُو مُزَيْنَهْ
وَهَكَذَا سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ فِي رَجَبْ
وَعَامَ سَبْعَةٍ: جُذَامٌ وَعَقَبْ
اَلأَشْعَرِيُّونَ، وَدَوْسُ القَوْمُ
وَفِي الثَّمَانِ أَلَّفَتْ سُلَيْمُ
ثَعْلَبَةٌ، ثُمَالَةٌ، وَالحُدَّانْ
فِيهَا، وَفِي التَّاسِعِ وَفْدُ هَمْدَانْ
كَذا بَنُو الدَّارِ، وَفِيهِ فِي صَفَرْ
عُذْرَةُ، بَعْدَهَا بَلِي، وَحِمْيَرْ
وَبَعْدُ فِي العَاشِرِ وَفْدُ خَوْلَانْ
وَكِنْدَةٍ، وَغَامِدٍ، وَغَسَّانْ
وَفْدُ الرُّهَاوِيِّينَ، وَفْدُ نَجْرَانْ
وَفْدُ صُدَا، وَالأَزْدِ، مَعْ سَلَامَانْ
بَجِيلَةٌ، وَحَضْرَمَوْتُ، النَّخَعُ
وَالحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ ايْضاً أَجْمَعُ
وَفِيهِمَا مُرَّةُ، عَبْسٌ، أَسَدُ
وَفْدُ تَمِيمٍ فِيهِمُ عُطَارِدُ
بَاهِلَةٌ، وَجَعْدَةٌ، فَزَارَةُ
عَقِيلُ، عَبْدٌ، أَشْجَعٌ، كِنَانَةُ
لَقِيطُ، بَكْرٌ، وَابْنُ عَمَّارٍ قُدَدْ
مَاتَ رُجُوعاً، وَكِلَابٌ، وَوَفَدْ
وَفْدُ ثَقِيفٍ، مَعَ عَبْدِ القَيْسِ
رُؤَاسَ، عَامِرٍ، هِلَالٍ، عَنْسِ
قُشَيْرُ، تَغْلِبٌ، وَبَعْضٌ مُسْلِمُ
أَمَّا النَّصَارَى مِنْهُمُ فَالتَزَمُوا
أَنْ يَمْنَعُوا أَوْلَادَهُمْ مِنْ صِبْغَةِ
فِي دِينِهِمْ، وَفْدُ بَنِي حَنِيفَةِ
وَمِنْ وُفُودِ اليَمَنِ اليَمَانِ
وَفْدُ تُجِيبٍ، طَيِّئٍ، جَيْشَانِ
كَلْبٌ، خُشَيْنٌ، وَمُرَادٌ، وَالصَّدِفْ
وَخَثْعَمٌ، سَعْدُ العَشِيرَةِ رَدِفْ
أَزْدُ عُمَانَ، وَزُبَيْدٌ، أَسْلَمُ
وَبَارِقٌ، وَابْنُ حُمَيْدٍ سَالِمٌ
سَعْدُ هُذَيْمٍ، جَرْمُ، بَهْرَا، مَهْرَةُ
وَوَفْدُ جُعْفِيٍّ، كَذَا جُهَيْنَةُ
سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةٍ جَاءَ النَّخَعْ
فِي مِئَتَيْنِ بَعْدَ مَنْ قَبْلُ نَجَعْ
وَفْدُ السِّبَاعِ وَالذِّئَابِ ذُكِرَا
فِي غَابَةٍ وَغَيْرِهَا، وَاسْتُنْكِرَا
ذِكْرُ أُمَرَائِهِ ﷺ
أَمَّرَ بَاذَانَ بِلَادَ اليَمَنِ
ثُمَّ ابْنَهُ شَهْراً بِصَنْعَا يَمَنِ
وَابْنَ أَبِي أُمَيَّةَ المُهَاجِرَا
كِنْدَةَ وَالصَّدِفْ، فَقَبْلَ أَنْ سَرَى
لِعَمَلِهْ، قَضَى النَّبِيُّ بِالمَوْتْ
كَذَا زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ حَضْرَمَوْتْ
كَذَا أَبَا مُوسَى زَبِيداً وَعَدَنْ
وَزَمْعَ وَالسَّاحِلَ مِنْ أَرْضِ اليَمَنْ
كَذَاكَ قَدْ وَلَّى مُعَاذاً الجَنَدْ
كَذَاكَ عَتَّاباً عَلَى خَيْرِ بَلَدْ
كَذَاكَ قَدْ وَلَّى أَبَا سُفْيَانَا
صَخْرَ بْنَ حَرْبٍ بَعْدَ ذَا نَجْرَانَا
كَذَا ابْنَهُ يَزِيدَ؛ أَيْ: تَيْمَاءَ
وَابْنَ سَعِيدٍ خَالِداً صَنْعَاءَ
كَذَاكَ عَمْراً أَخَهُ وَادِي القُرَى
وَحَكَماً أَخَاهُمَا عَلَى قُرَى
عُرَيْنَةٍ، كَذَاكَ أَيْضاً أَعْطَى
أَخَاهُمَا أَبَانَ مِنْهُ الخَطَّا
كَذَلِكَ ابْنَ العَاصِ عَمْراً بِعُمَانْ
كَذَا عَلَى الطَّائِفِ وَلَّى عُثْمَانْ
إِبْنَ أَبِي العَاصِي كَذَاكَ وُلِّيَا
مَحْمِئَةُ الأَخْمَاسَ، ثُمَّ وَلِيَا
عَلِيٌّ القَضَاءَ وَالأَخْمَاسَا
بِيَمَنٍ، فَكَانَ فِيهِ رَاسَا
كَذَاكَ أَمَّرَ ابْنَ حَاتِمٍ عَدِي
فَي صَدَقَاتِ طَيِّئٍ وَأَسَدِ
وَغَيْرَهُ مِن أُمَرَاءِ الصَّدَقَهْ
تُجْمَعُ مِنْ قَبَائِلٍ مُفَرَّقَهْ
وَأَمَّرَ الصِّدِّيقَ فِي الحَجِّ لَدَى
سَنَةِ تِسْعٍ، وَعَلِيّاً فِي النِّدَا
أَلَّا يَحُجَّ بَعْدَ عَامِي مُشْرِكُ
وَيَقْرَأَ السُّورَةَ، خَابَ المُشْرِكُ
أَمَّا الأُلَى أَمَّرَهُمْ فِي البَعْثِ
فَذُكِرُوا فِي كُلِّ بَعْثٍ بَعْثِ
ذِكْرُ مَرَضِهِ وَوَفَاتِهِ ﷺ
مَرِضَ فِي العَشْرِ الأَخِيرِ مِنْ صَفَرْ
أَقَـامَ فِـي شَكْوَاهُ ذَاكَ اثْنَيْ عَشَرْ
أَوْ عَـشْـراً، اوْ أَقَــامَ أَرْبَـعْ عَـشرَهْ
أَوْ فَــثَــلَاثَ عَــشْـرَةٍ قَـــدْ ذَكَـــرَهْ
كَــذَا ابْــنُ عَـبْـدِ الـبَـرِّ فِـي رَبِـيعِ
فِــي يَــوْمِ الِاثْـنَيْنِ لَـدَى الـجَمِيعِ
وَفَــاتُــهُ إِمَّــــا بِـثَـانِـي الـشَّـهْـرِ
أَوْ مُـسْـتَـهَـلٍّ، اوْ بِـثَـانِـي عَــشْـرِ
وَهْــــوَ الَّــــذِي أَوْرَدَهُ الـجُـمْـهُورُ
لَـــكِـــنْ عَــلَــيْـهِ نَـــظَــرٌ كَــبِــيـرُ
لِأَنَّ وَقْــفَــةَ الــــوَدَاعِ الـجُـمُـعَـهْ
فَـــلَا يَــصِـحُّ كَـوْنُـهَـا فِــيـهِ مَـعَـهْ
وَقِـيـلَ: بَــلْ فِــي ثَـامِـنٍ بِـالجَزْمِ
وَهْــوَ الَّــذِي صَـحَّـحَهُ ابْــنُ حَــزْمِ
وَكَـانَ ذَاكَ عِـنْدَمَا اشْـتَدَّ الضُّحَى
أَوْ حِينَ زَاغَ الشَّمْسُ، خُلْفٌ صُرِّحَا
غَــسَّــلَـهُ عَـــلِــيُّ وَالــعَــبَّـاسُ
وَقُــثَــمٌ وَالــفَـضْـلُ، ثُــــمَّ نَـــاسُ
أُسَـــامَــةٌ شُـــقْــرَانُ يَـصْـبُـبَـانِ
اَلــمَـا، فَـــأَوْسٌ حَــاضِـرُ الـمَـكَـانِ
وَقِــيـلَ: كَـــانَ يَـنْـقُلُ الـمَـاءَ لَــهُ
وَإِنَّ عَـمَّـهْ لَــمْ يُـشَـاهِدْ غُـسْـلَهُ
غُــسِّـلَ مِــنْ بِـئْـرِهِ بِـئْـرِ غَــرْسِ
وَلَــمْ يُـجَـرَّدْ مِــن قَـمِيصِ الـلُّبْسِ
يَـــدْلُــكُــهُ بِـــخِــرْقَــةٍ عَـــلِـــيُّ
مِـــنْ تَـحْـتِـهِ، وَهْـــوَ لَـــهُ وَلِـــيُّ
بِـالـمَـاءِ وَالــسِّـدْرِ ثَـلَاثـاً غُـسِـلَا
وَفِـــــي ثَـــلَاثَــةٍ ثِــيَـابـاً جُــعِــلَا
وَتِـلْـكَ بِـيضٌ مِـنْ سَُـحُولِ الـيَمَنِ
وَلَــمْ يَـكُـنْ قَـمِـيصُهُ فِــي الـكَفَنِ
وَقَــدْ رَوَى الـحَـاكِمُ أَنْ قَــدْ كُـفِّنَا
فِـــي سَـبْـعَةٍ، وَبِـالـشُّذُوذِ وُهِّـنَـا
ثُــمَّ أَتَــى الـرِّجَـالُ فَـوْجـاً فَـوْجَـا
صَــلَّـوْا فُـــرَادَى، وَمَـضَـوْا خُـرُوجَـا
ثُــمَّ الـنِّـسَاءُ بَـعْـدَهُمْ، فَـالـصِّبْيَةُ
وَفِــــي حَــدِيــثٍ وَبِـــهِ جَـهَـالَـةُ:
صَـــلَّــى عَــلَــيْـهِ أَوَّلاً جِــبْــرِيـلُ
ثُـــمَّــتَ مِــيــكَـالُ، فَــإِسْـرَافِـيـلُ
ثُــمَّ يَـلِـيهِمْ مَـلَـكُ الـمَوْتِ، مَـعَهْ
جُــنُــودُهُ الــمَـلَائِـكُ الـمُـجْـتَـمِعَهْ
وَقِـيلَ: مَـا صَـلَّوْا عَـلَيْهِ، بَـلْ دَعَوْا
وَانْـصَــرَفُـوا، وَذَا ضَـعِــيـفٌ، ورَوَوْا
عَـــنْ مَــالِـكٍ: أَنْ عَــدَدُ الـصَّـلَاةِ
تِـسْـعُـونَ وَاثْــنَـانِ مِـــنَ الـمَـرَّاتِ
وَلَــيْــسَ ذَا مُــتَّـصِـلَ الإِسْــنَــادِ
عَـــنْ مَــالِـكٍ فِــي كُـتُـبِ الـنُّـقَّادِ
وَدَفْــنُــهُ فِــــي بُــقْـعَـةِ الــوَفَـاةِ
بِــخَــبَــرِ الــصِّــدِّيــقِ بِــالإِثْــبَـاتِ
وَدَخَـلَ الـقَبْرَ الأُلَـى فِـي الغُسْلِ
وَقِـــيــلَ: لَا، أُسَــامَــةٌ وَخَــوْلِــي
زَادَ ابْــنُ سَـعْدٍ أَيْـضاً: ابْـنَ عَـوْفِ
مَـــعَ عَـقِـيـلٍ أَمِــنُـوا مِــنْ خَــوْفِ
وَفُــرِشَـتْ فِـــي قَــبْـرِهِ قَـطِـيفَةُ
وَقِــيـلَ: أُخْــرِجَـتْ، وَهَــذَا أَثْـبَـتُ
وَلَــحَــدُوا لَــحْـداً لَـــهُ، وَنُـصِـبَـتْ
عَــلَـيْـهِ تِــسْـعُ لَـبِـنَـاتٍ أُطْـبِـقَـتْ
وَسَـطَّـحُـوا مَــعْ رَشِّـهِـمْ بِـالـمَاءِ
وَاشْــتَــرَكَ الأَنَـــامُ فِـــي الــعَـزَاءِ
وَذَاكَ فِــــــي لَــيْــلَـةِ الَارْبِـــعَــاءِ
أَوْ قَــبْــلَــهَـا بِــلَــيْــلَـةٍ لَــــيْـــلَاءِ
وَقِــيـلَ: يَــوْمَ الـمَـوْتِ بِـالـتَّعْجِيلِ
صَـحَّـحَهُ الـحَاكِمُ فِـي «الإِكْـلِيلِ»
وَفَـــسَّــرَ الــصِّـدِّيـقُ لِـلـصِّـدِّيـقَةِ
مَـنَامَهَا أَنْ سَـقَطَتْ فِـي الـحُجْرَةِ
حُــجْــرَتِــهَـا ثَـــلَاثَـــةٌ أَقْـــمَـــارَا
هَـــا خَــيْـرُ الَاقْـمَـارِ أَتَــاكِ الــدَّارَا
صَــلَّــى عَــلَـيْـهِ رَبُّــنَـا وَسَـلَّـمَـا
وَصَـاحِــبَـيْـهِ نُـعِّــمَــا وَأَنْـعَــمَــا
هُــمَـا الـضَّـجِيعَانِ مِــنَ الأَقْـمَـارِ
قَـدْ جَـاوَرَا فِـي اللَّحْدِ خَـيْرَ جَـارِ
ثُـــمَّ عَـلَـى عُـثْـمَانَ مَــعْ عَـلِـيِّ
وَسَــائِــرِ الأَصْــحَــابِ وِالـوَلِــيِّ
كَتَبَهَا نَاظِمُهَا
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ ابْنِ الْعِرَاقِيِّ
بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ، وَبَعْضَهَا بِالرَّوْضَةِ
بِجِوَارِ الْحُجْرَةِ الشَّرِيفَةِ
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ ابْنِ الْعِرَاقِيِّ
بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ، وَبَعْضَهَا بِالرَّوْضَةِ
بِجِوَارِ الْحُجْرَةِ الشَّرِيفَةِ