حياكم الله في
موقع مشروع حفاظ السنة
لِلْعَلَّامَةِ: حَافِظِ بْنِ أَحمَدَ الحَكَمِيِّ
المُتَوَفَّى سَنَةَ ( 1377 هـ ) $
أَبْدَأُ بِاسْمِ اللَّهِ مُسْتَعِينَا
رَاضٍ بِهِ مُدَبِّراً مُعِينَا
وَالحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا هَدَانَا
إِلَى سَبِيلِ الحَقِّ وَاجْتَـبَـانَا
أَحْمَـدُهُ سُبْحَانَـهُ وَأَشْكُـرُهْ
وَمِنْ مَسَاوِي عَمَلِي أَسْتَغْـفِرُهْ
وَأَسْتَعِينُـهُ عَلَـى نَيْـلِ الرِّضَا
وَأَسْتَمِدُّ لُطْفَهُ فِيمَا قَضَى
وَبَعْدُ: إِنِّي بِالـيَـقِـينِ أَشْهَـدْ
شَهَادَةَ الإِخْلَاصِ أَلَّا يُعْـبَـدْ
بِالحَقِّ مَأْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمَنِ
مَنْ جَلَّ عَنْ عَيْبٍ وَعَنْ نُقْصَانِ
وَأَنَّ خَيْرَ خَلْقِهِ مُحَمَّدَا
مَنْ جَاءَنَا بِالبَيِّـنَاتِ وَالهُدَى
رَسُولُهُ إِلَى جَمِيعِ الخَلْقِ
بِالنُّورِ وَالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ
صَلَّى عَلَيْـهِ رَبُّـنَا وَمَجَّـدَا
وَالآلِ وَالصَّحْبِ دَوَاماً سَرْمَدَا
وَبَعْدُ: هَذَا النَّظْمُ فِـي الأُصُولِ
لِمَـنْ أَرادَ مَنْـهَـجَ الرَّسُـولِ
سَأَلَـنِـي إِيَّـاهُ مَن لَّا بُـدَّ لِـي
مِنِ امْتِـثَالِ سُؤْلِـهِ المُمْتَـثَـلِ
فَقُلْتُ مَعْ عَجْزِي وَمَعْ إِشْفَاقِي
مُعْتَمِداً عَلَى القَدِيـرِ البَاقِـي
مُقَدِّمَةٌ
تُعَرِّفُ العَبْدَ بِمَا خُلِقَ لَهُ، وَبِأَوَّلِ مَا فَرَضَ اللهُ تَعَالَـى عَلَيْهِ، وَبِمَا أَخَذَ اللهُ عَلَيْهِ بِهِ المِيثَاقَ فِي ظَهْـرِ أَبِيهِ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَبِمَا هُو صَائِرٌ إِلَيْهِ
اعْلَمْ بِأَنَّ اللَّـهَ جَلَّ وَعَلَا
لَمْ يَتْـرُكِ الخَلْقَ سُدًى وَهَمَلَا
بَلْ خَلَقَ الخَلْـقَ لِـيَعْـبُـدُوهُ
وَبِـــالإِلَـــهِــيَّــةِ يُـــــفْــــرِدُوهُ
أَخْرَجَ فِيمَا قَدْ مَضَى مِنْ ظَهْرِ
آدَمَ ذُرِّيَّـــــتَـــــهُ كَـــــالـــــذَّرِّ
وَأَخَذَ العَهْدَ عَلَيْهِمْ أَنَّهُ
لَا رَبَّ مَعْبُـودَ بِــحَـقٍّ غَــيْـرَهُ
وَبَعْدَ هَذَا رُسْلَهُ قَدْ أَرْسَلَا
لَهُـمْ وَبِـالحَقِّ الكِـتَابَ أَنْــزَلَا
لِكَيْ بِذَا العَهْدِ يُـذَكِّـرُوهُمْ
وَيُـنْــذِرُوهُــمْ وَيُـبَــشِّـرُوهُـمْ
كَيْ لَا يَكُونَ حُجَّةٌ لِلنَّـاسِ بَـلْ
لِلَّهِ أَعْـلَـى حُـجَّـةٍ عَــزَّ وَجَـلّ
فَمَنْ يُصَدِّقْهُمْ بِلَا شِقَاقِ
فَــقَـدْ وَفَــى بِـذَلِـكَ الـمِـيثَاقِ
وَذَاكَ نَاجٍ مِنْ عَذَابِ النَّارِ
وَذَلِـكَ الـوَارِثُ عُـقْبَى الـدَّارِ
وَمَنْ بِهِمْ وَبِالكِتَابِ كَذَّبَا
وَلَازَمَ الإِعْـرَاضَ عَنْـهُ وَالإِبَـا
فَذَاكَ نَاقِضٌ كِلَا العَهْدَيْنِ
مُسْتَوْجِبٌ لِلْخِزْيِ فِي الدَّاريْنِ
فَصْـلٌ
فِي كَوْنِ التَّوْحِيدِ يَنْقَسِمُ إِلَى نَوْعَيْنِ
وَبَيَانِ النَّوْعِ الأَوَّلِ، وَهُوَ تَوْحِيدُ المَعْرِفَةِ وَالإِثْبَاتِ
أَوَّلُ وَاجِـبٍ عَلَـى العَبِـيـدِ
مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
إِذْ هُوَ مِنْ كُلِّ الأَوَامِرْ أَعْظَمُ
وَهُـوَ نَوْعَـانِ أَيَـا مَنْ يَـفْهَمُ
إِثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا
أَسْمَائِهِ الحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
وَأَنَّهُ الرَّبُّ الجَلِيلُ الأَكْبَرُ
الخَـالِقُ البَـارِئُ وَالمُصَـوِّرُ
بَارِي البَـرَايَا مُنْشِئُ الخَلَائِقِ
مُبْـدِعُـهُمْ بِلَا مِثَـالٍ سَابِـقِ
الأَوَّلُ المُبْـدِي بِـلَا ابْتِـدَاءِ
وَالآخِـرُ البَـاقِـي بِلَا انْتِـهَاءِ
الأَحَدُ الفَرْدُ القَدِيرُ الَأَزَلِـي
الصَّمَدُ البَرُّ المُهَيْمِنُ العَلِي
عُلُوَّ قَهْرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ
جَلَّ عَنِ الأَضْدَادِ وَالأَعْوَانِ
كَـذَا لَـهُ العُلُـوُّ وَالـفَـوْقِـيَّـهْ
عَلَى عِبَادِهِ بِلَا كَيْفِيَّهْ
وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ
بِعِلْمِهِ مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِمُ
وَذِكْرُهُ لِلْقُرْبِ وَالمَعِيَّهْ
لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالفَوْقِيَّهْ
فَإِنَّهُ العَلِيُّ فِي دُنُوِّهِ
وَهْوَ القَريِبُ جَلَّ فِـي عُلُوِّهِ
حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلَا يَنَامُ
وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهَهُ الأَنَامُ
لَا تَبْلُغُ الأَوْهَامُ كُنْهَ ذَاتِهِ
وَلَا يُـكَـيِّـفُ الحِجَا صِفَاتِـهِ
بَاقٍ فَلَا يَفْنَى وَلَا يَبِيدُ
وَلَا يَكُونُ غَيْرُ مَا يُرِيدُ
مُنْفَرِدٌ بِالخَلْقِ وَالإِرَادَهْ
وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أَرَادَهْ
فَمَنْ يَـشَأْ وَفَّـقَـهُ بِفَـضْـلِـهِ
وَمَنْ يَشَأْ أَضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
فَمِنْـهُمُ الشَّقِـيُّ وَالسَّعِـيدُ
وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَرِيدُ
لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا
يَسْتَوْجِبُ الحَمْدَ عَلَى اقْتِضَاهَا
وَهْوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَّرِّ
فِي الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخْفَاتِ
بِسَمْعِهِ الوَاسِعِ لِلْأَصْوَاتِ
وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي
أَحَاطَ عِلْماً بِالجَلِيِّ وَالخَفِي
وَهْوَ الغَنِـي بِذَاتِهِ سُبْحَانَـهُ
جَـلَّ ثَـنَـاؤُهُ تَعَـالَى شَانُـهُ
وَكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَلَيْهِ
وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
كَلَّمَ مُوسَى عَبْـدَهُ تَـكْلِيمَا
وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمَا
كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ
وَالحَصْـرِ وَالنَّـفَادِ وَالفَنَـاءِ
لَوْ صَارَ أَقْلَاماً جَمِيعُ الشَّجَرِ
وَالـبَحْرُ تُلْقَى فِيـهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
وَالخَلْـقُ تَـكْـتُـبْـهُ بِكُـلِّ آنِ
فَـنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنْـهُ فَانِ
وَالقَوْلُ فِي كِتَابِهِ المُفَصَّلْ
بِأَنَّهُ كَلَامُهُ المُنَزَّلْ
عَلَى الرَّسُولِ المُصْطَفَى خَيْرِ الوَرَى
لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَـرَى
يُحْفَـظُ بِالقَلْـبِ وَبِاللِّسَانِ
يُـتْـلَى كَـمَا يُسْمَـعُ بِالآذَانِ
كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْـهِ يُنْـظَـرُ
وَبِالأَيَـادِي خَطُّـهُ يُـسَـطَّـرُ
وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ
دُونَ كَـلَامِ بَـارِئِ الخَلِيـقَـهْ
جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّـنَا الرَّحْمَنِ
عَنْ وَصْفِهَا بِالخَلْقِ وَالحِدْثَانِ
فَالصَّوْتُ وَالأَلْحَانُ صَوْتُ القَارِي
لَكِنَّمَا المَتْلُوُّ قَوْلُ البَارِي
مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا
كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلَا
وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ المَلَا
بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَخِيرِ يَنْزِلُ
يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِـرَهْ
يَجِدْ كَرِيماً قَابِلاً لِلْمَعْذِرَهْ
يَمُنُّ بِالخَيْـرَاتِ وَالفَضَائِلْ
وَيَسْتُـرُ العَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الفَصْلِ
كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ العَدْلِ
وَأَنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ
فِي جَنَّـةِ الفِرْدَوْسِ بِالأَبْصَارِ
كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ العِيَانِ
كَمَا أَتَى فِـي مُحْكَمِ القُرْآنِ
وَفِـي حَـدِيثِ سَيِّـدِ الأَنَـامِ
مِنْ غَيْـرِ مَا شَـكٍّ وَلَا إِيـهَـامِ
رُؤْيَـةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتَـرُونَـهَا
كَالشَّمْسِ صَحْواً لَا سَحَابَ دُونَهَا
وَخُـصَّ بِالـرُّؤْيَـةِ أَوْلِـيَـاؤُهُ
فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ
وَكُلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ
أَثْبَـتَـهَا فِـي مُحْكَـمِ الآيَـاتِ
أَوْ صَحَّ فِيمَا قَالَهُ الرَّسُولُ
فَحَـقُّــهُ التَّسْلِيـمُ وَالـقَـبُـولُ
نُمِرُّهَا صَرِيحَـةً كَمَا أَتَـتْ
مَعَ اعْتِقَادِنَا لِمَا لَهُ اقْتَضَتْ
مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلِ
وَغَيْرِ تكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلِ
بَلْ قَوْلُـنَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الهُدَى
طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهِمْ قَدِ اهْتَدَى
وَسَمِّ ذَا النَّوْعَ مِنَ التَّوْحِيدِ
تَـوْحِيـدَ إِثْـبَـاتٍ بِـلَا تَـرْدِيدِ
قَدْ أَفْصَحَ الوَحْيُ المُبِينُ عَنْهُ
فَالتَمِسِ الهُدَى المُنِيرَ مِنْهُ
لَا تَـتَّبِـعْ أَقْـوَالَ كُـلِّ مَـارِدِ
غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِقٍ مُعَانِدِ
فَلَـيْـسَ بَعْـدَ رَدِّ ذَا التِّـبْـيَانِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ
فَصْلٌ
فِي بَيَانِ النَّوْعِ الثَّانِي مِنْ نَوْعَيِ التَّوْحِيدِ، وَهُـوَ تَوْحِيدُ الطَّلَبِ وَالقَصْـدِ، وَأَنَّهُ هُوَ مَعْنَى (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)
هَذَا وَثَانِـي نَوْعَيِ التَّوْحِيدِ
إِفْرَادُ رَبِّ العَرْشِ عَنْ نَدِيدِ
أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ إِلَهاً وَاحِدَا
مُعْـتَرِفاً بِحَـقِّـهِ لَا جَـاحِـدَا
وَهْوَ الَّذِي بِهِ الإِلَهُ أَرْسَلَا
رُسْلَهُ يَدْعُونَ إِلَيْهِ أَوَّلَا
وَأَنْـزَلَ الكِتَابَ وَالتِّـبْـيَانَـا
مِنْ أَجْلِـهِ وَفَـرَقَ الفُرْقَـانَــا
وَكَلَّفَ اللَّهُ الرَّسُولَ المُجْتَـبَى
قِتَـالَ مَنْ عَنْـهُ تَوَلَّـى وَأَبَـى
حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصاً لَهُ
سِرّاً وَجَهْراً دِقَّهُ وَجِلَّهُ
وَهَكَذَا أُمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا
بِذَا وَفِي نَصِّ الكِتَابِ وُصِفُوا
وَقَدْ حَوَتْـهُ لَفْظَـةُ الشَّهَـادَهْ
فَهْيَ سَبِيلُ الفَوْزِ وَالسَّعَادَهْ
مَنْ قَالَهَا مُعْتَقِداً مَعْنَاهَا
وَكَـانَ عَامِـلاً بِمُـقْـتَـضَاهَـا
فِي القَوْلِ وَالفِعْلِ وَمَاتَ مُؤْمِنَا
يُبْعَثُ يَوْمَ الحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا
فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ
دَلَّـتْ يَـقِـيـناً وَهَـدَتْ إِلَيْـهِ
أَنْ لَيْـسَ بِالحَـقِّ إِلَـهٌ يُعْـبَدُ
إِلَّا الإِلَهُ الوَاحِدُ المُنْفَرِدُ
بِالخَلْقِ وَالرِّزْقِ وَبِالتَّدْبِيرِ
جَـلَّ عَنِ الشَّرِيـكِ وَالنَّظِـيرِ
وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُـيِّـدَتْ
وَفِي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقّاً وَرَدَتْ
فَإِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ قَائِلُهَا
بِالنُّطْقِ إِلَّا حَيْثُ يَسْتَـكْمِلُـهَا
العِلْمُ وَاليَقِينُ وَالقَبُولُ
وَالِانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالإِخْلَاصُ وَالمَحَبَّهْ
وَفَّقَكَ اللَّهُ لِمَا أَحَبَّهْ
فَصْلٌ
فِي تَعْرِيفِ العِبَادَةِ، وَذِكْـرِ بَعْضِ أَنْوَاعِهَا،
وَأَنَّ مَنْ صَرَفَ مِنْهَا شَيْئًا لِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ
ثُمَّ العِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعُ
لِكُلِّ مَا يَرْضَى الإِلَهُ السَّامِعُ
وَفِي الحَدِيثِ مُخُّهَا الدُّعَاءُ
خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ
وَرَغْبَةٌ وَرَهْبَةٌ خُشُوعُ
وَخَشْيَةٌ إِنَابَةٌ خُضُوعُ
وَالِاسْتِعَاذَةُ والِاسْتِعَانَهْ
كَـذَا اسْتِـغَـاثَـةٌ بِـهِ سُبْحَانَـهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ
فَافْهَمْ هُدِيتَ أَوْضَحَ المَسَالِكْ
وَصَرْفُ بَعْضِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ
شِـرْكٌ وَذَاكَ أَقْـبَحُ المَنَاهِي
فَصْلٌ
فِي بَيَانِ ضِدِّ التَّوْحِيدِ، وَهُوَ الشِّرْكُ، وَأَنَّهُ يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ: أَصْغَرَ وَأَكْبَرَ، وَبَيَانِ كُلٍّ مِنْهُمَا
وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ: فَشِرْكٌ أَكْـبَـرُ
بِـهِ خُـلُودُ النَّـارِ إِذْ لَا يُـغْـفَـرُ
وَهْوَ اتِّخَاذُ العَـبْدِ غَيْـرَ اللَّهِ
نِدّاً بِهِ مُسَوِّياً مُضَاهِي
يَـقْصِدُهُ عِنْـدَ نُـزُولِ الضُّرِّ
لِجَلْبِ خَـيْرٍ أَوْ لِـدَفْعِ الشَّـرِّ
أَوْ عِنْدَ أَيِّ غَرَضٍ لَا يَقْدِرُ
عَلَيْهِ إِلَّا المَالِكُ المُقْتَدِرُ
مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ المَدْعُوِّ
أَوِ المُعَظَّمِ أَوِ المَرْجُوِّ
فِي الغَيْبِ سُلْطَاناً بِهِ يَطَّلِعُ
عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إِلَيْـهِ يَفْـزَعُ
وَالثَّانِ شِرْكٌ أَصْغَـرٌ وَهْوَ الرِّيَا
فَسَّرَهُ بِهِ خِتَامُ الَانْبِيَا
وَمِنْهُ إِقْسَامٌ بِغَيْرِ البَارِي
كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الأَخْبَارِ
فَصْلٌ
فِي بَيَانِ أُمُورٍ يَفعَلُهَـا العَامَّـةُ؛ مِنْهَا مَا هُوَ شِرْكٌ،
وَمِنْهَا مَا هُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ، وَبَيَانِ حُكْـمِ الرُّقَى وَالتَّمَائِمِ
وَمَنْ يَـثِقْ بِوَدْعَـةٍ أَوْ نَـابِ
أَوْ حَلْقَةٍ أَوْ أَعْيُنِ الذِّئَابِ
أَوْ خَيْطٍ اَوْ عُضْوٍ مِنَ النُّسُورِ
أَوْ وَتَرٍ أَوْ تُرْبَةِ القُبُورِ
لِأَيِّ أَمْرٍ كَائِنٍ تَعَلَّقَهْ
وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى مَا عَلَّقَهْ
ثُمَّ الرُّقَى مِنْ حُمَةٍ أَوْ عَيْنِ
فَإِنْ تَـكُنْ مِنْ خَالِصِ الوَحْيَيْنِ
فَذَاكَ مِنْ هَدْيِ النَّبِي وَشِرْعَتِهْ
وَذَاكَ لَا اخْتِلَافَ فِي سُنِّـيَّـتِهْ
أَمَّا الرُّقَى المَجْهُولَـةُ المَعَانِي
فَذَاكَ وِسْوَاسٌ مِنَ الشَّيْطَانِ
وَفِيهِ قَدْ جَاءَ الحَدِيثُ أَنَّـهُ
شِـرْكٌ بِـلَا مِرْيَـةِ فَاحْـذَرَنَّـهُ
إِذْ كُلُّ مَنْ يَقُولُهُ لَا يَدْرِي
لَعَلَّهُ يَـكُونُ مَحْـضَ الكُـفْرِ
أَوْ هُوَ مِنْ سِحْرِ اليَهُودِ مُقْتَبَسْ
عَلَى العَوَامِ لَـبَّسُوهُ فَالْتَـبَسْ
فَحَذَراً ثُمَّ حَذَارِ مِنْهُ
لَا تَعْرِفِ الحَقَّ وَتَنْأَى عَنْهُ
وَفِـي التَّمَـائِمِ المُعَلَّـقَـاتِ
إِنْ تَكُ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتِ
فَالِاخْتِلَافُ وَاقِعٌ بَيْنَ السَّلَفْ
فَبَعْضُهُمْ أَجَازَهَا وَالبَعْضُ كَفْ
وَإِنْ تَـكُنْ مِمَّا سِوَى الوَحْيَيْنِ
فَإِنَّهَا شِرْكٌ بِغَيْرِ مَيْنِ
بَـلْ إِنَّـهَا قَسِيمَـةُ الأَزْلَامِ
فِي البُعْدِ عَنْ سِيمَا أُولِي الإِسْلَامِ
فَصْلٌ
مِـنَ الشِّرْكِ فِعْـلُ مَنْ يَتَبَرَّكُ بِشَجَـرَةٍ أَوْ حَجَـرٍ أَوْ بُقْعَـةٍ أَوْ قَبْـرٍ أَوْ نَحْوِهَا، يَتَّخِذُ ذَلِكَ المَكَانَ عِيدًا، وَبَيَانُ أَنَّ الزِّيَارَةَ تَنقَسِمُ إِلَى: سُنِّيَّةٍ، وَبِدْعِيَّةٍ، وَشِرْكِيَّةٍ
هَذَا وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الشِّرْكِ
مِـنْ غَيْـرِ مَا تَـرَدُّدٍ أَوْ شَـكِّ
مَا يَقْصِدُ الجُهَّالُ مِنْ تَعْظِيمِ مَا
لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ بِأَنْ يُعَظَّمَا
كَمَنْ يَلُذْ بِبُقْعَةٍ أَوْ حَجَرِ
أَوْ قَبْرِ مَيْتٍ أَوْ بِبَعْضِ الشَّجَرِ
مُتَّـخِـذاً لِـذَلِـكَ المَكَـانِ
عِيداً كَفِعْلِ عَابِـدِي الأَوْثَانِ
ثُمَّ الزِّيَارَةُ عَلَى أَقْسَامِ
ثَلَاثَةٍ يَا أُمَّةَ الإِسْلَامِ
فَإِنْ نَـوَى الزَّائِـرُ فِيمَا أَضْمَرَهْ
فِي نَفْسِهِ تَذْكِرَةً بِالآخِرَهْ
ثُمَّ الدُّعَـا لَـهُ وَلِلْأَمْـوَاتِ
بِالعَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ الزَّلَّاتِ
وَلَمْ يَكُنْ شَدَّ الرِّحَالَ نَحْوَهَا
وَلَمْ يَقُلْ هُجْراً كَقَوْلِ السُّفَهَا
فَتِلْكَ سُنَّـةٌ أَتَتْ صَرِيحَـهْ
فِـي السُّنَنِ المُثْـبَتَةِ الصَّحِيحَهْ
أَوْ قَصَدَ الدُّعَاءَ وَالتَّوَسُّلَا
بِهِمْ إِلَى الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَلَا
فَبِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ ضَلَالَهْ
بَعِيدَةٌ عَنْ هَدْيِ ذِي الرِّسَالَهْ
وَإِنْ دَعَا المَقْبُورَ نَفْسَهُ فَقَدْ
أَشْرَكَ بِاللَّهِ العَظِيمِ وَجَحَدْ
لَنْ يَـقْـبَـلَ اللَّهُ تَعَـالَى مِنْـهُ
صَرْفاً وَلَا عَدْلاً فَـيَعْفُو عَنْهُ
إِذْ كُلُّ ذَنْبٍ مُوشِكُ الغُفْرَانِ
إِلَّا اتِّخَاذَ النِّدِّ لِلرَّحْمَنِ
فَصْلٌ
فِي بَيانِ مَا وَقَعَ فِيهِ العَامَّـةُ اليَوْمَ مِمَّا يَفْعَلُونَ عِنْدَ القُبُورِ، وَمَا يَرْتَكِبُونَهُ مِنَ الشِّرْكِ الصَّرِيحِ وَالغُلُوِّ المُفْرِطِ فِي الأَمْوَاتِ
وَمَنْ عَلَى القَبْرِ سِرَاجاً أَوْقَدَا
أَوِ ابْتَنَى عَلَى الضَّرِيحِ مَسْجِدَا
فَإِنَّهُ مُجَدِّدٌ جِهَارَا
لِسُنَنِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى
كَمْ حَذَّرَ المُخْتَارُ عَنْ ذَا وَلَعَنْ
فَاعِلَهُ كَمَا رَوَى أَهْلُ السُّنَنْ
بَلْ قَدْ نَهَى عَنِ ارْتِفَاعِ القَبْرِ
وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ فَوْقَ الشِّبْرِ
وَكُلُّ قَبْرٍ مُشْرِفٍ فَقَدْ أَمَرْ
بِأَنْ يُسَوَّى هَكَذَا صَحَّ الخَبَرْ
وَحَذَّرَ الأُمَّـةَ عَـنْ إِطْـرَائِـهِ
فَغَرَّهُمْ إِبْلِيسُ بِاسْتِـجْـرَائِـهِ
فَخَالَفُوهُ جَهْرَةً وَارْتَكَبُوا
مَا قَدْ نَهَى عَنْهُ وَلَمْ يَجْتَنِـبُوا
فَانْظُرْ إِلَيْهِمْ قَدْ غَلَوْا وَزَادُوا
وَرَفَعُوا بِنَاءَهَا وَشَادُوا
بِالشِّيدِ وَالآجُرِّ وَالأَحْجَارِ
لَا سِيَّـمَا فِـي هَذِهِ الأَعْصَارِ
وَلِلْقَـنَادِيلِ عَلَيْـهَا أَوْقَـدُوا
وَكَمْ لِوَاءً فَوْقَـهَا قَدْ عَقَدُوا
وَنَصَبُوا الأَعْلَامَ وَالرَّايَاتِ
وَافْتَتَنُوا بِالأَعْظُمِ الرُّفَاتِ
بَلْ نَحَرُوا فِي سُوحِهَا النَّحَائِـرْ
فِعْلَ أُولِي التَّسْيِيبِ وَالبَحَائِرْ
وَالْتَمَسُوا الحَاجَاتِ مِنْ مَوْتَاهُمْ
وَاتَّخَذُوا إلَهَهُمْ هَوَاهُمْ
قَدْ صَادَهُمْ إبْلِيسُ فِي فِخَاخِهْ
بَلْ بَعْضُهُمْ قَدْ صَارَ مِنْ أَفْـرَاخِهْ
يَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ
بِالمَـالِ وَالنَّـفْسِ وَبِاللِّسَـانِ
فَلَيْتَ شِعْرِي مَنْ أَبـَاحَ ذَلِكْ
وَأَوْرَطَ الأُمَّةَ فِي المَهَالِكْ
فَـيَا شَدِيدَ الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ
إِلَيْكَ نَشْكُو مِحْنَـةَ الإِسْلَامِ
فَصْلٌ
فِي بَيَانِ حَقِيقَةِ السِّحْرِ وَحَدِّ السَّاحِرِ، وَأَنَّ مِنْهُ عِلْمَ التَّنْجِيمِ، وَذِكْرِ عُقُوبَةِ مَنْ صَدَّقَ كَاهِناً
وَالسِّحْرُ حَقٌّ وَلَـهُ تَـأْثِيـرُ
لَكِنْ بِمَا قَدَّرَهُ القَدِيرُ
أَعْنِـي بِذَا التَّقْدِيرِ مَا قَدْ قَدَّرَهْ
فِي الكَوْنِ لَا فِي الشِّرْعَةِ المُطَهَّرَهْ
وَاحْكُمْ عَلَى السَّاحِرِ بِالتَّكْفِيرِ
وَحَدُّهُ القَتْلُ بِلَا نَكِيرِ
كَمَا أَتَى فِي السُّنَّةِ المُصَرِّحَهْ
فِي مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِي وَصَحَّحَهْ
عَنْ جُنْدُبٍ وَهَكَذَا فِي أَثَرِ
أَمْرٌ بِقَتْلِهِمْ رُوِي عَنْ عُمَرِ
وَصَحَّ عَنْ حَفْصَةَ عِنْـدَ مَالِكِ
مَا فِيهِ أَقْوَى مُرْشِدٍ لِلسَّالِكِ
هَذَا وَمِنْ أَنْوَاعِـهِ وَشُعَـبِـهْ
عِلْمُ النُّجُومِ فَادْرِ هَذَا وَانْـتَبِهْ
وَحَلُّهُ بِالوَحْيِ نَصّاً يُشْرَعُ
أَمَّا بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَيُمْنَعُ
وَمَنْ يُصَدِّق كَّاهِناً فَقَدْ كَفَرْ
بِمَا أَتَى بِهِ الرَّسُولُ المُعْتَـبَرْ
فَصْلٌ
يَجْمَعُ مَعْنَى حَدِيثِ جِبْرِيلَ المَشْهُورِ فِي تَعْلِيمِنَا الدِّينَ، وَأَنَّهُ يَنقَسِمُ إِلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ: الإِسْلَامُ، وَالإِيمَانُ، وَالإِحْسَانُ، وَبَيَانُ أَرْكَـانِ كُلٍّ مِنْهَا
اعْلَمْ بِأَنَّ الدِّينَ قَوْلٌ وَعَمَلْ
فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ
كَفَاكَ مَا قَدْ قَالَهُ الرَّسُولُ
إِذْ جَاءَهُ يَسْأَلُهُ جِبْرِيلُ
عَلَى مَرَاتِبٍ ثَلَاثٍ فَصَّلَهْ
جَاءَتْ عَلَى جَمِيعِهِ مُشْتَمِلَهْ:
لِاسْلَامِ وَالإِيمَانِ وَالإِحْسَانِ
وَالـكُـلُّ مَبْنِـيٌّ عَلَـى أَرْكَـانِ
فَقَدْ أَتَى: الإِسْلَامُ مَبْـنِـيٌّ عَلَى
خَمْسٍ، فَحَقِّقْ وَادْرِ مَا قَدْ نُقِلَا
أَوَّلُهَا الرُّكْنُ الأَسَاسُ الأَعْظَمُ
وَهْوَ الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ الأَقْـوَمُ
رُكْنُ الشَّهَادَتَيْنِ فَاثْبُتْ وَاعْتَصِمْ
بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى الَّتِي لَا تَنْفَصِمْ
وَثَانِياً إِقَامَةُ الصَّلَاةِ
وَثَالِثاً تَأْدِيَةُ الزَّكَاةِ
وَالرَّابِعُ الصِّيَامُ فَاسْمَعْ وَاتَّبِعْ
وَالخَامِسُ الحَجُّ عَلَى مَنْ يَسْتَطِعْ
فَتِـلْكَ خَمْسَـةٌ وَلِلْإِيمَـانِ
سِتَّـةُ أَرْكَـانٍ بِـلَا نُـكْـرَانِ
إِيمَـانُـنَا بِاللَّهِ ذِي الجَـلَالِ
وَمَا لَهُ مِنْ صِفَةِ الكَمَالِ
وَبِالمَلَائِكِ الكِرَامِ البَـرَرَهْ
وَكُـتْـبِـهِ المُنْـزَلَـةِ المُطَهَّـرَهْ
وَرُسْلِـهِ الهُـدَاةِ لِلْأَنَـامِ
مِنْ غَـيْرِ تَفْـرِيـقٍ وَلَا إِيهَـامِ
أَوَّلُهُمْ نُوحٌ بِلَا شَكٍّ كَمَا
أَنَّ مُحَمَّداً لَهُمْ قَدْ خَتَمَا
وَخَمْسَةٌ مِنْهُمْ أُولُو العَزْمِ الأُلَى
فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ وَالشُّورَى تَلَا
وَبِالمَعَادِ ايْـقِـنْ بِـلَا تَـرَدُّدِ
وَلَا ادِّعَا عِلْمٍ بِوَقْتِ المَوْعِدِ
لَكِنَّـنَا نُؤْمِنُ مِنْ غَيْرِ امْتِرَا
بِكُلِّ مَا قَدْ صَحَّ عَنْ خَيْرِ الوَرَى
مِنْ ذِكْرِ آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَهَا
وَهْيَ عَلَامَاتٌ وَأَشْرَاطٌ لَـهَا
وَيَدْخُلُ الإِيمَانُ بِالمَوْتِ وَمَا
مِنْ بَعْدِهِ عَلَى العِبَادِ حُتِمَا
وَأَنَّ كُلّاً مُقْعَدٌ مَسْؤُولُ
مَا الرَّبُّ مَا الدِّينُ وَمَا الرَّسُولُ؟
وَعِنْدَ ذَا يُثَبِّتُ المُهَيْمِنُ
بِثَابِتِ القَوْلِ الَّذِينَ آمَنُوا
وَيُوقِنُ المُرْتَابُ عِنْـدَ ذَلِكْ
بِـأَنَّـمَـا مَـوْرِدُهُ المَهَـالِـكْ
وَبِاللِّقَا وَالبَعْثِ وَالنُّشُورِ
وَبِقِيَامِنَا مِنَ القُبُورِ
غُرْلاً حُفَاةً كَجَرَادٍ مُنْتَشِرْ
يَقُولُ ذُو الكُفْرَانِ: ذَا يَوْمٌ عَسِرْ
وَيُجْمَعُ الخَلْقُ لِيَوْمِ الفَصْلِ
جَمِيعُهُمْ عُلْوِيُّهُمْ وَالسُّفْلِي
فِي مَوْقِفٍ يَجِلُّ فِيهِ الخَطْبُ
وَيَعْظُمُ الهَوْلُ بِهِ وَالكَرْبُ
وَأُحْضِرُوا لِلْعَرْضِ وَالحِسَابِ
وَانْقَطَعَتْ عَلَائِقُ الأَنْسَابِ
وَارْتَكَمَتْ سَحَائِبُ الأَهْوَالِ
وَانْعَجَمَ البَلِيغُ فِي المَقَالِ
وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْقَيُّومِ
وَاقْتُصَّ مِنْ ذِي الظُّلْمِ لِلْمَظْلُومِ
وَسَاوَتِ المُلُوكُ لِلْأَجْنَادِ
وَجِيءَ بِالكِتَابِ وَالأَشْهَادِ
وَشَهِدَتْ لَاعْضَاءُ وَالجَوَارِحْ
وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ وَالفَضَائِحْ
وَابْتُلِيَتْ هُنَالِكَ السَّرَائِرْ
وَانْكَشَفَ المَخْفِيُّ فِـي الضَّمَائِرْ
وَنُشِرَتْ صَحَائِفُ الأَعْمَالِ
تُؤْخَذُ بِاليَمِينِ وَالشِّمَالِ
طُوْبَى لِمَنْ يَأْخُذُ بِاليَمِينِ
كِتَابَهُ بُشْرَى بِحُورٍ عِينِ
وَالوَيْـلُ لِلْآخِـذِ بِالشِّمَـالِ
وَرَاءَ ظَهْرٍ لِلْجَحِيمِ صَالِي
وَالوَزْنُ بِالقِسْطِ فَلَا ظُلْمَ وَلَا
يُؤْخَذُ عَبْدٌ بِسِوَى مَا عَمِلَا
فَبَـيْـنَ نَـاجٍ رَاجِـحٍ مِيزَانُـهُ
وَمُقْرِفٍ أَوْبَقَهُ عُدْوَانُهُ
وَيُنْصَبُ الجِسْرُ بِلَا امْتِرَاءِ
كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الأَنْبَاءِ
يَجُوزُهُ النَّاسُ عَلَى أَحْوَالِ
بِقَدْرِ كَسْبِهِمْ مِنَ الأَعْمَالِ
فَبَيْنَ مُجْتَازٍ إِلَى الجِنَانِ
وَمُسْرِفٍ يُكَبُّ فِـي النِّيرَانِ
وَالنَّارُ وَالجَنَّةُ حَقٌّ وَهُمَا
مَوْجُـودَتَـانِ لَا فَـنَـاءَ لَـهُمَا
وَحَوْضُ خَـيْرِ الخَلْقِ حَقٌّ وَبِـهِ
يَشْرَبُ فِي الأُخْرَى جَمِيعُ حِزْبِهِ
كَذَا لَهُ لِوَاءُ حَمْدٍ يُنْشَرُ
وَتَحْتَهُ الرُّسْلُ جَمِيعاً تُحْشَرُ
كَذَا لَهُ الشَّفَاعَةُ العُظْمَى كَمَا
قَدْ خَصَّهُ اللَّهُ بِهَا تَكَرُّمَا
مِنْ بَعْدِ إِذْنِ اللَّهِ لَا كَمَا يَرَى
كُلُّ قُبُورِيٍّ عَلَى اللَّهِ افْتَرَى
يَشْفَعُ أَوَّلاً إِلَى الرَّحْمَنِ فِي
فَصْلِ القَضَاءِ بَيْنَ أَهْلِ المَوْقِفِ
مِنْ بَعْدِ أَنْ يَطْلُبَهَا النَّاسُ إِلَى
كُلِّ أُولِي العَزْمِ الهُدَاةِ الفُضَلَا
وَثَانِياً يَشْفَعُ فِي اسْتِفْتَاحِ
دَارِ النَّعِيمِ لِأُولِي الفَلَاحِ
هَذَا وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتَانِ
قَدْ خُصَّتَا بِهِ بِلَا نُكْرَانِ
وَثَالِثاً يَشْفَعُ فِي أَقْوَامِ
مَاتُوا عَلَى دِينِ الهُدَى الإِسْلَامِ
وَأَوْبَقَتْهُمْ كَثْرَةُ الآثَامِ
فَأُدْخِلُوا النَّارَ بِذَا الإِجْرَامِ
أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا إِلَى الجِنَانِ
بِفَضْلِ رَبِّ العَرْشِ ذِي الإِحْسَانِ
وَبَعْدَهُ يَشْفَعُ كُلُّ مُرْسَلِ
وَكُلُّ عَبْدٍ ذِي صَلَاحٍ وَوَلِي
وَيُخْرِجُ اللَّهُ مِنَ النِّيرَانِ
جَمِيعَ مَنْ مَاتَ عَلَى الإِيمَانِ
فِي نَهَرِ اَلْحَيَاةِ يُطْرَحُونَا
فَحْماً فَيَحْيَوْنَ وَيَنْبُتُونَا
كَأَنَّمَا يَنْبُتُ فِي هَيْئَاتِهِ
حَبُّ حَمِيلِ السَّيْلِ فِي حَافَاتِهِ
وَالسَّادِسُ الإِيمَانُ بِالأَقْدَارِ
فَأَيْقِنَنْ بِهَا وَلَا تُمَارِ
فَكُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرْ
وَالكُلُّ فِي أُمِّ الكِتَابِ مُسْتَطَرْ
لَا نَوْءَ لَا عَدْوَى وَلَا طَيْرَ وَلَا
عَمَّا قَضَى اللَّهُ تَعَالَى حِوَلَا
لَا غُولَ لَا هَامَةَ لَا وَلَا صَفَرْ
كَمَا بِذَا أَخْبَرَ سَيِّدُ البَشَرْ
وَثَالِثٌ مَرْتَبَةُ الإِحْسَانِ
وَتِلْكَ أَعْلَاهَا لَدَى الرَّحْمَنِ
وَهْوَ رُسُوخُ القَلْبِ فِي العِرْفَانِ
حَتَّى يَكُونَ الغَيْبُ كَالعِيَانِ
فَصْلٌ
فِي كَوْنِ الإِيمَانِ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالمَعْصِيَةِ، وَأَنَّ فَاسِقَ أَهْلِ المِلَّةِ لَا يُكَفَّرُ بِذَنْبٍ دُونَ الشِّرْكِ إِلَّا إِذَا اسْتَحَلَّهُ وَأَنَّهُ تَحْتَ المَشِيئَةِ، وَأَنَّ التَّوْبَةَ مَقْبُولَةٌ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ
إِيمَانُنَا يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ
وَنَقْصُهُ يَكُونُ بِالزَّلَّاتِ
وَأَهْلُهُ فِيهِ عَلَى تَفَاضُلِ
هَلْ أَنْتَ كَالأَمْلَاكِ أَوْ كَالرُّسُلِ
وَالفَاسِقُ المِلِّيُّ ذُو العِصْيَانِ
لَمْ يُنْفَ عَنْهُ مُطْلَقُ الإِيمَانِ
لَكِنْ بِقَدْرِ الفِسْقِ وَالمَعَاصِي
إِيمَانُهُ مَا زَالَ فِي انْتِقَاصِ
وَلَا نَقُولُ إِنَّهُ فِي النَّارِ
مُخَلَّدٌ، بَلْ أَمْرُهُ لِلْبَارِي
تَحْتَ مَشِيئَةِ الإِلَهِ النَّافِذَهْ
إِنْ شَا عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَا آخَذَهْ
بِقَدْرِ ذَنْبِهْ، وَإِلَى الجِنَانِ
يُخْرَجُ إِنْ مَاتَ عَلَى الإِيمَانِ
وَالعَرْضُ تَيْسِيرُ الحِسَابِ فِي النَّبَا
وَمَنْ يُنَاقَشِ الحِسَابَ عُذِّبَا
وَلَا نُـكَفِّرْ بِالمَعَاصِي مُؤْمِنَا
إِلَّا مَعَ اسْتِحْلَالِهِ لِمَا جَنَى
وَتُقْبَلُ التَّوْبَةُ قَبْلَ الغَرْغَرَهْ
كَمَا أَتَى فِي الشِّرْعَةِ المُطَهَّرَهْ
أَمَّا مَتَى تُغْلَقُ عَنْ طَالِبِهَا؟
فَبِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
فَصْل
فِي مَعْرِفَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَتَبْلِيغِهِ الرِّسَالَـةَ، وَإِكْمَالِ اللهِ لَنَا بِهِ الدِّينَ، وَأَنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ أَجْمَعِينَ، وَأَنَّ مَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ بَعْدَهُ فَهُـوَ كَـاذِبٌ
نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ مِنْ هَاشِمِ
إِلَى الذَّبِيحِ دُونَ شَكٍّ يَنْتَمِي
أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَيْنَا مُرْشِدَا
وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَهُدَى
مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ المُطَهَّرَهْ
هِجْرَتُهُ لِطَيْبَةَ المُنَوَّرَهْ
بَعْدَ ارْبَعِيـنَ بَدَأَ الوَحْيُ بِـهِ
ثُمَّ دَعَا إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ
عَشْرَ سِنِينَ: أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا
رَبّـاً تَعَـالَى شَـأْنُـهُ وَوَحِّـدُوا
وَكَانَ قَبْلَ ذَاكَ فِي غَارِ حِرَا
يَخْلُو بِذِكْرِ رَبِّهِ عَنِ الوَرَى
وَبَعْدَ خَمْسِينَ مِنَ الأَعْوَامِ
مَضَتْ لِعُمْـرِ سَيِّـدِ الأَنَـامِ
أَسْرَى بِـهِ اللَّهُ إِلَيْـهِ فِي الظُّـلَمْ
وَفَـرَضَ الخَمْسَ عَلَيْـهِ وَحَتَمْ
وَبَعْدَ أَعْوَامٍ ثَلَاثَةٍ مَضَتْ
مِنْ بَعْدِ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ وَانْقَضَتْ
أُوذِنَ بِالهِجْرَةِ نَحْوَ يَثْرِبَا
مَعْ كُلِّ مُسْلِمٍ لَهُ قَدْ صَحِبَا
وَبَعْدَهَـا كُلِّـفَ بِالقِتَـالِ
لِشِيعَـةِ الكُفْـرَانِ وَالضَّـلَالِ
حَتَّى أَتَوْا لِلدِّينِ مُنْقَادِينَا
وَدَخَلُوا فِي السِّلْمِ مُذْعِنِينَا
وَبَعْـدَ أَنْ قَدْ بَلَّـغَ الرِّسَالَـهْ
وَاسْتَنْقَذَ الخَلْقَ مِنَ الجَهَالَهْ
وَأَكْمَـلَ اللَّهُ بِـهِ الإِسْـلَامَـا
وَقَامَ دِيـنُ الحَقِّ وَاسْتَـقَامَـا
قَـبَـضَهُ اللَّهُ العَـلِيُّ الأَعْـلَى
سُبْحَانَهُ إِلَى الرَّفِيقِ الأَعْلَى
نَشْهَدُ بِالحَقِّ بِلَا ارْتِيَابِ
بِأَنَّهُ المُرْسَلُ بِالكِتَابِ
وَأَنَّهُ بَلَّغَ مَا قَدْ أُرْسِلَا
بِهِ وَكُلَّ مَا إِلَيْهِ أُنْزِلَا
وَكُلُّ مَنْ مِنْ بَعْدِهِ قَدِ ادَّعَى
نُبُوَّةً فَكَاَذِبٌ فِيمَا ادَّعَى
فَهْوَ خِتَامُ الرُّسْلِ بِاتِّفَاقِ
وَأَفْضَلُ الخَلْقِ عَلَى الإِطْلَاقِ
فصْلٌ
فِيمَنْ هُوَ أَفْضَلُ الأُمَّةِ بَعْدَ الرَّسُولِ ﷺ
وَذِكْرُ الصَّحَابَةِ بِمَحَاسِنِهِمْ، وَالكَفُّ عَنْ مَسَاوِئِهِمْ، وَمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
وَبَعْدَهُ الخَلِيفَةُ الشَّفِيقُ
نِعْمَ نَقِيبُ الأُمَّةِ الصِّدِّيقُ
ذَاكَ رَفِيقُ المُصْطَفَى فِي الغَارِ
شَيْخُ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ
وَهْوَ الَّذِي بِنَفْسِهِ تَوَلَّى
جِهَادَ مَنْ عَنِ الهُدَى تَوَلَّى
ثَانِيهِ فِي الفَضْلِ بِلَا ارْتِيَابِ
الصَّادِعُ النَّاطِقُ بِالصَّوَابِ
أَعْنِي بِهِ الشَّهْمَ أَبَا حَفْصٍ عُمَرْ
مَنْ ظَاهَرَ الدِّينَ القَوِيمَ وَنَصَرْ
الصَّارِمَ المُنْكِـي عَلَى الكُفَّارِ
وَمُوسِعُ الفُتُوحِ فِي الأَمْصَارِ
ثَالِثُهُمْ عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ
ذُو الحِلْمِ وَالحَيَا بِغَيْرِ مَيْنِ
بَحْرُ العُلُومِ جَامِعُ القُرْآنِ
مِنْهُ اسْتَحَتْ مَلَائِكُ الرَّحْمَنِ
بَايَعَ عَنْهُ سَيِّدُ الأَكْوَانِ
بِكَفِّهِ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ
وَالرَّابِعُ ابْنُ عَمِّ خَيْرِ الرُّسُلِ
أَعْنِي الإِمام الحَقَّ ذَا القَدْرِ العَلِي
مُبِيدُ كُلِّ خَارِجِيٍّ مَارِقِ
وَكُلِّ خِبٍّ رَافِضِيٍّ فَاسِقِ
مَنْ كَانَ لِلرَّسُولِ فِي مَكَانِ
هَارُونَ مِنْ مُوسَى بِلَا نُكْرَانِ
لَا فِي نُبُوَّةٍ فَقَدْ قَدَّمْتُ مَا
يَكْفِي لِمَنْ مِنْ سُوءِ ظَنٍّ سَلِمَا
فَالسِّتَّـةُ المُكَمِّلُونَ العَشَرَهْ
وَسَائِـرُ الصَّحْبِ الكِرَامِ الـبَـرَرَهْ
وَأَهْلُ بَيْتِ المُصْطَفَى الأَطْهَارُ
وَتَابِعُوهُ السَّادَةُ الأَخْيَارُ
فَكُلُّهُمْ فِي مُحْكَمِ القُرْآنِ
أَثْنَى عَلَيْهِمْ خَالِقُ الأَكْوَانِ
فِي الفَتْحِ وَالحَدِيدِ وَالقِتَالِ
وَغَيْرِهَا بِأَكْمَلِ الخِصَالِ
كَذَاكَ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ
صِفَاتُهُمْ مَعْلُومَةُ التَّفْصِيلِ
وَذِكْرُهُمْ فِي سُنَّةِ المُخْتَارِ
قَدْ سَارَ سَيْـرَ الشَّمْسِ فِي الأَقْطَارِ
ثُمَّ السُّكُوتُ وَاجِبٌ عَمَّا جَرَى
بَيْنَهُمُ مِنْ فِعْلِ مَا قَدْ قُدِّرَا
فَكُلُّهُمْ مُجْتَهِدٌ مُثَابُ
وَخِـطْـؤُهُمْ يَغْفِـرُهُ الوَهَّـابُ
خَــاتِـمَــةٌ
فِي وُجُوبِ التَّمَسُّكِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالرُّجُوعِ عِنْدَ الِاخْتِلَافِ إِلَيْهِمَا، فَمَا خَالَفَهُمَا فَهُوَ رَدٌّ
شَرْطُ قَبُولِ السَّعْيِ أَنْ يَجْتَمِعَا
فِيـهِ إِصَابَـةٌ وَإِخْلَاصٌ مَعَا
لِلَّهِ رَبِّ العَرْشِ لَا سِوَاهُ
مُوَافِقَ الشَّرْعِ الَّذِي ارْتَضَاهُ
وَكُلُّ مَا خَالَفَ لِلْوَحْيَيْنِ
فَإِنَّهُ رَدٌّ بِغَيْرِ مَيْنِ
وَكُلُّ مَا فِيهِ الخِلَافُ نُصِبَا
فَرَدُّهُ إِلَيْهِمَا قَدْ وَجَبَا
فَالدِّينُ إِنَّمَا أَتَى بِالنَّقْلِ
لَيْسَ بِالَاوْهَامِ وَحَدْسِ العَقْلِ
ثُمَّ إِلَى هُـنَا قَدِ انْـتَـهَيْتُ
وَتَمَّ مَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ
سَمَّـيْـتُـهُ بِسُـلَّمِ الوُصُولِ
إِلَى سَمَا مَبَاحِثِ الأُصُولِ
وَالحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى انْتِهَائِـي
كَمَا حَمِدتُّ اللَّهَ فِي ابْتِدَائِي
أَسْأَلُهُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ
جَمِيعِـهَـا وَالسِّتْـرَ لِلْعُيُوبِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَبَدَا
تَغْشَى الـرَّسُولَ المُصْطَفَى مُحَمَّدَا
ثُمَّ جَمِيعَ صَحْبِهِ وَالآلِ
السَّادَةِ الأَئِمَّةِ الأَبْدَالِ
تَدُومُ سَرْمَداً بِلَا نَفَادِ
مَا جَرَتِ الأَقْلَامُ بِالمِدَادِ
ثُمَّ الدُّعَا وَصِيَّةُ القُرَّاءِ
جَمِيعِهِمْ مِنْ غَيْرِ مَا اسْتِثْـنَاءِ
أَبْيَاتُهَا (يُسْرٌ) بِعَدِّ الجُمَّلِ
تَأْرِيخُهَا (الغُفْرَانُ) فَافْهَمْ وَادْعُ لِي