قَالَ ابْنُ أُبَّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ
اللَّـهَ فِي كُـلِّ الأُمـُورِ أَحْـمـَدُ
مُصَلِّـياً عَلَى الرَّسُـولِ المُنْتَقَـى
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ ذَوِي التُّقَى
وَبَعْدُ: فَالقَصْدُ بِذَا المَنْظُومِ
تَسْهِيلُ مَنْثُورِ ابْنِ آجُرُّومِ
لِمَنْ أَرَادَ حِفْظَهُ وَعَسُرَا
عَلَيْهِ أَنْ يَحْفَظَ مَا قَدْ نُثِرَا
وَاللهَ أَسْتَعِينُ فِي كُلِّ عَمَلْ
إِلَيْهِ قَصْدِي وَعَلَيْهِ المُتَّكَلْ
بَابُ الكَلَامِ
إِنَّ الكَلَامَ عِنْدَنَا فَلْتَسْتَمِعْ
لَفْظٌ مُرَكَّبٌ مُفِيدٌ قَدْ وُضِعْ
أَقْسَامُهُ الَّتِي عَلَيْهَا يُبْنَى
اسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفُ مَعْنَى
فَالِاسْمُ بِالخَفْضِ وَبِالتَّنْوِينِ أَوْ
دُخُولِ أَلْ يُعْرَفُ فَاقْفُ مَــا قَفَوْا
وَبِحُرُوفِ الخَفْضِ وَهْيَ: مِنْ إِلَى
وَعَنْ وَفِي وَرُبَّ وَالبَا وَعَلَى
وَالكَافُ والَّلَامُ وَوَاوٌ وَالتَّا
وَمُذْ وَمُنْذُ وَلَعَلَّ حَتَّى
وَالفِعْلُ بِالسِّينِ وَسَوْفَ وَبِقَدْ
فَاعْلَمْ وَتَا التَّأْنِيثِ مَيْزُهُ وَرَدْ
وَالحَـرْفُ يُعْـرَفُ بِأَلَّا يَقْـبَـلَا
لِاسْمٍ وَلَا فِعْلٍ دَلِيلاً كَبَلَى
بَابُ الإِعْرَابِ
الِاعْـرَابُ: تَغْيِيرُ أَوَاخِـرِ الكَـلِـمْ
تَقْدِيراً اوْ لَفْظاً فَذَا الحَدَّ اغْتَنِمْ
وَذَلِكَ التَّغْيِيرُ لِاضْطِرَابِ
عَــوَامِــلٍ تَــدْخُــلُ لِلْإِعْـــرَابِ
أَقْسَامُهُ أَرْبَعَةٌ تُؤَمُّ
رَفْـعٌ وَنَـصْـبٌ ثُمَّ خَفْـضٌ جَـزْمُ
فَالأَوَّلَانِ دُونَ رَيْبٍ وَقَعَا
فِي الِاسْمِ وَالفِعْلِ المُضَارِعِ مَعَا
فَالِاسْمُ قَدْ خُصِّصَ بِالجَرِّ كَمَا
قَدْ خُصِّصَ الفِعْلُ بِجَزْمٍ فَاعْلَمَا
بَابُ عَلَامَاتِ الرَّفْعِ
ضَمٌّ وَوَاوٌ أَلِفٌ وَالنُّونُ
عَلَامَةُ الرَّفْعِ بِهَا تَكُونُ
فَارْفَعْ بِضَمٍّ مُفْرَدَ الأَسْمَاءِ
كَجَاءَ زَيْدٌ صَاحِبُ العَلَاءِ
وَارْفَعْ بِهِ الجَمْعَ المُكَسَّرَ وَمَا
جُمِعَ مِنْ مُؤَنَّثٍ فَسَلِمَا
كَذَا المُضَارِعُ الَّذِي لَمْ يَـتَّصِلْ
شَيْءٌ بِهِ كَيَهْتَدِي وَكَيَصِلْ
وَارْفَعْ بِوَاوٍ خَمْسَةً: أَبُوكَا
أَخُوكَ ذُو مَـالٍ حَـمُوكَ فُــوكَا
وَهَكَذَا الجَمْعُ الصَّحِيحُ فَاعْرِفِ
وَرَفْعُ مَا ثَنَّيْتَهُ بِالأَلِفِ
وَارْفَعْ بِنُونٍ: يَفْعَـلَانِ، يَفْعَلُونْ
وَتَفْعَلَانِ، تَفْعَلِينَ، تَفْعَلُونْ
بَابُ عَلَامَاتِ النَّصْبِ
عَلَامَةُ النَّصْبِ لَهَا كُنْ مُحْصِيَا
الفَتْحَ وَالأَلِفَ وَالكَسْرَ وَيَا
وَحَذْفَ نُونٍ فَالَّذِي الفَتْحُ بِهِ
عَلَامَةٌ يَا ذَا النُّهَى لِنَصْبِهِ
مُكَسَّرُ الجُمُوعِ ثُمَّ المُفْرَدُ
ثُمَّ المُضَارِعُ الَّذِي كَتَسْعَدُ
بِالأَلِفِ الخَمْسَةَ نَصْبَهَا التَزِمْ
وَانْصِبْ بِكَسْرٍ جَمْعَ تَأْنِيثٍ سَلِمْ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الجَمْعَ وَالمُثَنَّى
نَصْبُهُمَا بِاليَاءِ حَيْثُ عَنَّى
وَالخَمْسَةَ الأَفْعَالُ نَصْبُهَا ثَبَتْ
بِحَذْفِ نُونِهَا إِذَا مَا نُصِبَتْ
بَابُ عَلَامَاتِ الخَفْضِ
عَلَامَةُ الخَفْضِ الَّتِي بِهَا يَفِي
كَسْرٌ وَيَاءٌ ثُمَّ فَتْحٌ فَاقْتَفِ
فَالخَفْضُ بِالكَسْـرِ لِمُفْرَدٍ وَفَـا
وَجَمْعِ تَكْسِيرٍ إِذَا مَا انْصَرَفَا
وَجَمْعِ تَأْنِيثٍ سَلِيمِ المَبْنَى
وَاخْفِضْ بِيَاءٍ يَـا أَخِـي المُثَـنَّـى
وَالجَمْعَ وَالخَمْسَةَ فَاعْرِفْ وَاعْتَرِفْ
وَاخْفِضْ بِفَتْحٍ كُلَّ مَا لَا يَنْصَرِفْ
بَابُ عَلَامَاتِ الجَزْمِ
إِنَّ السُّكَونَ يَا ذَوِي الأَذْهَانِ
وَالحَذْفَ لِلْجَزْمِ عَلَامَتَانِ
فَاجْزِمْ بِتَسْكِينٍ مُضَارِعاً أَتَى
صَحِيـحَ الآخِرِ كَلَـمْ يَقُمْ فَـتَى
وَاجْزِمْ بِحَذْفٍ مَا اكْتَسَى اعْتِلَالَا
آخِـرُهُ وَالخَمْسَـةَ الأَفْعَـــالَا
بَابُ قِسْمَةِ الأَفْعَالِ وَأَحْكَامِهَا
وَهْـيَ ثَـلَاثَـةٌ: مُـضِـيٌّ قَـدْ خَلَا
وَفِعْلُ أَمْرٍ وَمُضَارِعٌ عَلَا
فَالمَـاضِي مَفْتُوحُ الأَخِيرِ أَبَدَا
وَالأَمْرُ بِالجَزْمِ لَدَى البَعْضِ ارْتَدَى
ثُمَّ المُضَارِعُ الَّذِي فِي صَدْرِهِ
إِحْدَى زَوَائِدِ نَأَيْتُ فَادْرِهِ
وَحُكْمُهُ الرَّفْعُ إِذَا يُجَرَّدُ
مِنْ نَاصِبٍ وَجَازِمٍ كَتَسْعَدُ
بَابُ نَوَاصِبِ المُضَارِعِ
وَنَصْبُهُ بِأَنْ، وَلَنْ، إِذَنْ، وَكَيْ
وَلَامِ كَيْ، لَامِ الجُحُودِ، يَا أُخَيْ
كَذَاكَ حَتَّى وَالجَوَابُ بِالفَا
وَالوَاوِ، ثُمَّ، أَوْ، رُزِقْتَ اللُّطْفَا
بَابُ جَوَازِمِ المُضَارِعِ
وَجَزْمُهُ إِذَا أَرَدْتَ الجَزْمَا
بِلَمْ وَلَمَّا وَأَلَمْ أَلَمَّا
وَلَامِ الأَمْرِ وَالدُّعَاءِ ثُمَّ لَا
فِي النَّهْيِ وَالدُّعَـاءِ نِلْـتَ الأَمَلَا
وَإِنْ وَمَا وَمَنْ وَأَنَّى مَهْمَا
أَيٍّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ إِذْمَا
وَحَيْثُمَا وَكَيْفَمَا ثُمَّ إِذَا
فِي الشِّعْرِ لَا فِي النَّثْرِ فَادْرِ المَأْخَذَا
المَرْفُوعَاتُ مِنَ الأَسْمَاءِ
بَابُ الفَاعِلِ
الفَاعِلَ ارْفَعْ وَهْوَ مَا قَدْ أُسْنِدَا
إِلَيْهِ فِعْلٌ قَبْلَهُ قَدْ وُجِدَا
وَظَاهِراً يَأْتِي وَيَأْتِي مُضْمَرَا
كَاصْطَـادَ زَيْـدٌ وَاشْتَـرَيْتُ أَعْفُـرَا
بَابُ النَّائِبِ عَنِ الفَاعِلِ
إِذَا حَذَفْتَ فِي الكَلَامِ فَاعِلَا
مُخْتَصِـراً أَوْ مُبْهِمـاً أَوْ جَاهِـــلَا
فَأَوْجِـبِ التَّأْخِـيرَ لِلمَفْعُـولِ بِـهْ
وَالـرَّفْعَ حَـيْثُ نَـابَ عَنْـهُ فَانْتَـبِـهْ
فَأَوَّلَ الفِعْلِ اضْمُمَنْ وَكَسْرُ مَا
قُـبَـيْـلَ آخِـرِ الـمُـضِــيِّ حُـتِـمَـــا
وَمَــا قُـبَـيْــلَ آخِـرِ الـمُـضَــارِعِ
يَجِبُ فَتْحُهُ بِلَا مُنَازِعِ
وَظَاهِراً وَمُضْمَراً أَيْضاً ثَبَتْ
كَأُكْرِمَتْ هِنْدٌ، وَهِنْدٌ ضُرِبَتْ
بَابُ المُبْتَدَإِ وَالخَبَرِ
المُبْتَدَا: اسْمٌ مِنْ عَوَامِلٍ سَلِمْ
لَفْظِيَّةٍ وَهْوَ بِرَفْعٍ قَدْ وُسِمْ
وَظَاهِراً يَأْتِي وَيَأْتِي مُضْمَرَا
كَالقَوْلُ يُسْتَقْبَحُ وَهْوَ مُفْتَرَى
وَالخَبَرُ: الجُزْءُ الَّذِي قَدْ أُسْنِدَا
إِلَيْهِ، وَارْتِفَاعَهُ الزَمْ أَبَدَا
وَمُفْرَداً يَأْتِي وَغَيْرَ مُفْرَدِ
فَأَوَّلٌ نَحْوُ: سَعِيدٌ مُهْتَدِي
وَالثَّانِي قُلْ أَرْبَعَةٌ مَجْرُورُ
نَحْوُ: العُقُوبَةُ لِمَنْ يَجُورُ
وَالظَّرْفُ نَحْوُ: الخَيْـرُ عِنْـدَ أَهْلِنَا
وَالفِعْلُ مَعْ فَاعِلِهِ كَقَوْلِنَا
زَيـدٌ أَتَى، وَالمُبْتَـدَا مَعَ الخَبَـرْ
كَقَوْلِهِمْ: زَيْدٌ أَبُوهُ ذُو بَطَرْ
بَابُ كَـانَ وَأَخَوَاتِهَـا
وَرَفْعُكَ الِاسْمَ وَنَصْبُكَ الخَبَرْ
بِهَذِهِ الأَفْعَالِ حُكْمٌ مُعْتَبَرْ
كَانَ وَأَمْسَى ظَلَّ بَاتَ أَصْبَحَا
أَضْحَى وَصَارَ لَيْسَ مَعْ مَا بَرِحَا
مَا زَالَ مَا انْفَكَّ وَمَا فَتِئَ مَا
دَامَ وَمَا مِنْهَا تَصَرَّفَ احْكُمَا
لَهُ بِمَا لَهَا كَكَانَ قَائِمَا
زَيْـدٌ وَكُـنْ بَـرّاً وَأَصْبِـحْ صَائِـمَا
بَابَ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَـا
عَمَلُ كَانَ عَكْسُهُ لِإِنَّ أَنْ
لَكِنَّ لَيْتَ وَلَعَلَّ وَكَأَنْ
تَقُولُ: إِنَّ مَالِكاً لَعَالِمُ
وَمِثْلُهُ: لَيْتَ الحَبِيبَ قَادِمُ
أَكِّدْ بِإِنَّ أَنَّ شَبِّهْ بِكَأَنْ
لَكِنَّ يَا صَاحِ لِلِاسْتِدْرَاكِ عَنْ
وَلِلتَّمَنِّـي لَيْـتَ عِنْـدَهُـمْ حَـصَلْ
وَلِلتَّرَجِّي وَالتَّوَقُّعِ لَعَلْ
بَابُ ظَنَّ وَأَخَوَاتِهَـا
انْـصِـبْ بِأَفْعَالِ القُلُـوبِ مُـبْـتَــدَا
وَخَـبَــراً وَهْــيَ ظَـنَـنْـتُ وَجَــدَا
رَأَى حَسِبْـتُ وَجَعَلْـتُ زَعَمَا
كَـذَاكَ خِـلْـتُ وَاتَّـخَـذْتُ عَـلِـمَـا
تَقُولُ: قَدْ ظَنَنْتُ زَيْداً صَادِقَا
فِـي قَـوْلِـهِ وَخِلْـتُ عَمْـراً حَـاذِقَـا
بَابُ النَّعْتِ
النَّعْتُ قَدْ قَالَ ذَوُو الأَلْبَابِ:
يَتْبَعُ لِلْمَنْعُوتِ فِي الإِعْرَابِ
كَـذَاكَ فِـي التَّعْرِيفِ وَالتَّـنْـكِـيرِ
كَجَاءَ زَيْدٌ صَاحِبُ الأَمِيرِ
بَابُ المَعْرِفَةِ
وَاعْلَمْ هُدِيتَ الرُّشْـدَ أَنَّ المَعْرِفَهْ
خَمْسَـةُ أَشْيَا عِنْدَ أَهْـلِ المَعْـرِفَــهْ
وَهْيَ الضَّمِيرُ ثُمَّ الِاسْمُ العَلَمُ
فَذُو الأَدَاةِ ثُمَّ الِاسْمُ المُبْهَمُ
وَمَا إِلَى أَحَدِ هَذِي الأَرْبَعَهْ
أُضِيفَ فَافْهَمِ المِثَالَ وَاتْبَعَهْ
نَحْوُ أَنَا وَهِنْدُ وَالغُلَامُ
وَذَاكَ وَابْنُ عَمِّنَا الهُمَامُ
بَابُ النَّكِـرَةِ
وَإِنْ تَـرَ اسْماً شَائِعاً فِي جِنْسِهِ
وَلَمْ يُعَيِّنْ وَاحِداً فِي نَفْسِهِ
فَهْوَ المُنَكَّرُ وَمَهْمَا تُرِدِ
تَقْرِيبَ حَدِّهِ لِفَهْمِ المُبْتَدِي
فَكُلُّ مَا لِأَلِفٍ وَاللَّامِ
يَصْلُحُ كَالفَرَسِ وَالغُلَامِ
بَابُ العَطْفِ
هَـذَا وَإِنَّ العَـطْــفَ أَيْـضاً تَـابِـــعُ
حُرُوفُهُ عَشَرَةٌ يَا سَامِعُ
الوَاوُ وَالفَا ثُمَّ أَوْ إِمَّا وَبَلْ
لَكِنْ وَحَتَّى لَا وَأَمْ فَاجْهَدْ تَنَلْ
كَجَاءَ زَيْدٌ وَمُحَمَّدٌ وَقَدْ
سَقَيْتُ عَمْراً أَوْ سَعِيـداً مِـنْ ثَمَـدْ
وَقَـوْلُ خَـالِـدٍ وَعَـامِــرٍ سَـــدَدْ
وَمَنْ يَتُبْ وَيَسْتَقِمْ يَلْقَ الرَّشَدْ
بَابُ التَّوْكِـيدِ
وَيَتْبَعُ المُؤَكَّدَ التَّوْكِيدُ فِي
رَفْعٍ وَنَصْبٍ ثُمَّ خَفْضٍ فَاعْرِفِ
كَذَاكَ فِي التَّعْرِيفِ فَاقْـفُ الأَثَرَا
وَهَذِهِ أَلفَاظُهُ كَمَا تَرَى
النَّفْسُ وَالعَيْنُ وَكُلُّ أَجْمَعُ
وَمَا لِأَجْمَعَ لَدَيْهِمْ يَتْبَعُ
كَجَاءَ زَيْدٌ نَفْسُهُ يَصُولُ
وَإِنَّ قَوْمِي كُلَّهُمْ عُدُولُ
وَمَرَّ ذَا بِالقَوْمِ أَجْمَعِينَا
فَاحْفَظْ مِثَالاً حَسَناً مُبِينَا
بَابُ البَدَلِ
إِذَا اسْمٌ ابْـدِلَ مِـنِ اسْـمٍ يَـنـْحَـلُ
إِعْرَابَهُ وَالفِعْلُ أَيْضاً يُبْدَلُ
أَقْسَامُهُ أَرْبَعَةٌ فَإِنْ تُرِدْ
إِحْصَاءَهَا فَاسْمَعْ لِقَوْلِي تَسْتَفِدْ
فَـبَـدَلُ الشَّـيْءِ مِنَ الشَّيْءِ كَجَا
زَيْــدٌ أَخُـوكَ ذَا سُـرُورٍ بَـهِـجَـــا
وَبَدَلُ البَعْضِ مِنَ الكُلِّ كَمَنْ
يَأْكُلْ رَغِيفاً نِصْفَهُ يُعْطِ الثَّمَنْ
وَبَدَلُ اشْـتِـمَـالٍ نَـحْـوُ: رَاقَنِــي
مُحَمَّدٌ جَمَالُهُ فَشَاقَنِي
وَبَدَلُ الغَلَطِ نَحْوُ قَدْ رَكِبْ
زَيْدٌ حِمَاراً فَرَساً يَبْغِي اللَّعِبْ
المَنْصُوبَاتُ مِنَ الأَسْمَاءِ
بَابُ المَفْعُولِ بِهِ
مَهْمَا تَـرَ اسْماً وَقَعَ الفِعْلُ بِهِ
فَذَاكَ مَفْعُولٌ فَقُلْ بِنَصْبِهِ
كَمِثْلِ زُرْتُ العَالِمَ الأَدِيبَا
وَقَدْ رَكِبْتُ الفَرَسَ النَّجِيبَا
وَظَاهِراً يَأْتِي وَيَأْتِي مُضْمَرَا
فَـأَوَّلٌ مِثَـالُـهُ مَـا ذُكِـرَا
وَالثَّانِي قُلْ: مُتَّصِلٌ وَمُنْفَصِلْ
كَـزَارَنِــــي أَخِـي وَإِيَّـــاهُ أَصِـــلْ
بَابُ المصْدَرِ أَوِ المَفْعُولِ المُطْلَقِ
المَصْدَرُ: اسْـمٌ جَاءَ ثَالِثاً لَدَى
تَصْرِيفِ فِعْلٍ وَانْتِصَابُهُ بَدَا
وَهْوَ لَدَى كُلِّ فَتىً نَحْوِيِّ
مَا بَيْنَ لَفْظِيٍّ وَمَعْنَوِيِّ
فَذَاكَ مَا وَافَقَ لَفْظَ فِعْلِهِ
كَزُرْتُهُ زِيَارَةً لِفَضْلِهِ
وَذَا مُوَافِقٌ لِمَعْنَاهُ بِلَا
وِفَاقِ لَفْظٍ كَفَرِحْتُ جَذَلَا
بَابُ الظَّرْفِ
الظَّرْفُ مَنْصُوبٌ عَلَى إِضْمَارِ فِي
زَمَانِيّاً مَكَانِيّاً بِذَا يَفِي
أَمَّا الزَّمَانِيُّ فَنَحْوُ مَا تَرَى
اليَوْمَ وَاللَّيْلَةَ ثُمَّ سَحَرَا
وَغُدْوَةً وَبُكْرَةً ثُمَّ غَدَا
حِيناً وَوَقْتاً أَمَداً وَأَبَدَا
وَعَتْمَةً مَسَاءً اوْ صَبَاحَا
فَاسْتَعْمِلِ الفِكْرَ تَنَلْ نَجَاحَا
ثُمَّ المَكَانِيُّ مِثَالُهُ اذْكُرَا
أَمَــــــامَ قُـــدَّامَ وَخَـلْـــفَ وَوَرَا
وَفَوْقَ تَحْتَ عِنْدَ مَعْ إِزَاءَا
تِلْقَاءَ ثَمَّ وَهُنَا حِذَاءَا
بَابُ الحَالِ
الحَالُ لِلْهَيْئَاتِ أَيْ لِمَا انْبَهَمْ
مِنْهَا مُفَسِّرٌ وَنَصْبُهُ انْحَتَمْ
كَجَاءَ زَيْدٌ ضَاحِكاً مُبْتَهِجَا
وَبَاعَ عَمْرٌو الحِصَانَ مُسْرَجَا
وَإِنَّنِي لَقِيتُ عَمْراً رَائِدَا
فَعِ المِثَالَ وَاعْرِفِ المَقَاصِدَا
وَكَونُهُ نَكِرَةً يَا صَاحِ
وَفَضْلَةً يَجِيءُ بِاتِّضَاحِ
وَلَا يَكُونُ غَالِباً ذُو الحَالِ
إِلَّا مُعَرَّفاً فِي الِاسْتِعْمَالِ
بَابُ التَّمْيِيزِ
اسْمٌ مُبَيِّنٌ لِمَا قَدِ انْبَهَمْ
مِنَ الذَّوَاتِ بِاسْمِ تَمْيِيزٍ وُسِمْ
فَانْصِبْ وَقُلْ: قَدْ طَابَ زَيْدٌ نَفْساً
وَلِي عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ فَلْساً
وَخَالِـدٌ أَكْـرَمُ مِـنْ عَمْـرٍو أَبَا
وَكَونُهُ نَكِرَةً قَدْ وَجَبَا
بَابُ الاِسْتِثْنَاءِ
إِلَّا وَغَيْـرُ وَسِوَى سُوىً سَوَا
خَلَا عَدَا وَحَاشَ الِاسْتِثْنَا حَوَى
إِذَا الكَلَامُ تَمَّ وَهْوَ مُوجَبُ
فَمَا أَتَى مِنْ بَعْدِ إِلَّا يُنْصَبُ
تَقُولُ: قَامَ القَوْمُ إِلَّا عَمْرَا
وَقَدْ أَتَانِي النَّاسُ إِلَّا بَكْرَا
وَإِنْ بِنَفْيٍ وَتَمَامٍ حُلِّيَا
فَأَبْدِلَ اوْ بِالنَّصْبِ جِئْ مُسْتَثْنِيَا
كَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ الَّا صَالِحُ
أَوْ صَالِحاً فَهْوَ لِذَيْنِ صَالِحُ
أَوْ كَانَ نَاقِصاً فَأَعْرِبْهُ عَلَى
حَسَبِ مَا يَجِيءُ فِيهِ العَمَلَا
كَمَا هَدَى إِلَّا مُحَمَّدٌ وَمَا
عَبَدْتُ إِلَّا اللهَ فَاطِرَ السَّمَا
وَهَلْ يَلُوذُ العَبْدُ يَوْمَ الحَشْرِ
إِلَّا بِأَحْمَدَ شَفِيعِ البَشَرِ
وَحُكْمُ مَا اسْتَثْنَتْهُ غَيْـرُ وَسِوَى
سُوىً سَوَاءٌ أَنْ يُجَرَّ لَا سِوَى
وَانْصِبْ أَوِ اخْفِضْ مَا بِحَاشَا وَعَدَا
خَــــلَا قَـدِ اسْـتَـثْـنَـيْـتَـهُ مُعْـتَـقِـدَا
فِي حَـالَةِ النَّصْـبِ بِهَا الفِعْلِيَّـهْ
وَحَالَةِ الجَرِّ بِهَا الحَرْفِيَّهْ
تَقُولُ: قَامَ القَوْمُ حَاشَا جَعْفَرَا
أَوْ جَعْفَرٍ فَقِسْ لِكَيْمَا تَظْفَرَا
بَابُ «لَا»
انْصِبْ بِـــلَا مُنَـكَّراً مُتَّصِلَا
مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ إِذَا أَفْرَدْتَ لَا
تَقُولُ: لَا إِيمَانَ لِلْمُرْتَابِ
وَمِثْلُهُ: لَا رَيْبَ فِي الكِتَابِ
وَيَجِبُ التَّكْرَارُ وَالإِهْمَالُ
لَهَا إِذَا مَا وَقَعَ انْفِصَالُ
تَقُولُ فِي المِثَالِ: لَا فِي عَمْرِو
شُحٌّ وَ لَا بُخْلٌ إِذَا مَا اسْتُقْرِي
وَجَازَ إِنْ تَكَرَّرَتْ مُتَّصِلَهْ
إِعْمَالُهَا وَأَنْ تَكُونَ مُهْمَلَهْ
تَقُولُ: لَا ضِدَّ لِرَبِّنَا وَلَا
نِدَّ وَمَنْ يَأْتِ بِرَفْعٍ فَاقْبَلَا
بَابُ المُنَادَى
إِنَّ المُنَادَى فِي الكَلَامِ يَأْتِي
خَـمْـسَـةُ أَنْـوَاعٍ لَـدَى الـنُّـحَــــاةِ
المُفْرَدُ العَلَمُ ثُمَّ النَّكِرَهْ
أَعْنِي بِهَا المَقْصُودَةَ المُشْتَهِرَهْ
ثُمَّتَ ضِدُّ هَذِهِ فَانْتَبِهِ
ثُمَّ المُضَافُ وَالمُشَبَّهُ بِهِ
فَالأَوَّلَانِ ابْنِهِمَا بِالضَّمِّ
أَوْ مَا يَنُوبُ عَنْهُ يَا ذَا الفَهْمِ
تَقُولُ: يَا شَيْخُ وَيَا زُهَيْرُ
وَالبَاقِي فَانْصِبَنَّهُ لَا غَيْرُ
بَابُ المَفْعُولِ لِأَجْلِهِ
وَهْـوَ الَّذِي جَـاءَ بَيَـاناً لِسَبَبْ
كَيْنُونَةِ العَامِلِ فِيهِ وَانْتَصَبْ
كَقُمْـتُ إِجْـــلَالاً لِهَذَا الحَبْـرِ
وَزُرْتُ أَحْمَدَ ابْتِغَاءَ البِرِّ
بَابُ المَفْعُولِ مَعَهُ
وَهْـوَ اسْـمٌ انْتَصَـبَ بَعْـدَ وَاوِ
مَعَيَّةٍ فِي قَوْلِ كُلِّ رَاوِي
نَحْوُ أَتَى الأَمِيرُ وَالجَيْشَ قُبَا
وَسَارَ زَيْدٌ وَالطَّرِيقَ هَارِبَا
بَابُ: المَخْفُوضَاتِ فِي الأَسْمَاءِ
الخَفْضُ بِالحَرْفِ وَبِالإِضَافَهْ
كَمِثْلِ: أَكْرِمْ بِأَبِي قُحَافَهْ
نَعَمْ وَبِالـتَّـبَـعِـيَّــةِ الَّتِي خَلَـتْ
وَقُرِّرَتْ أَبْوَابُهَا وَفُصِّلَتْ
وَمَــا يَلِـي المُضَـافَ بِاللَّامِ يَـفِـي
تَقْدِيرُهُ بِمِنْ وَقِيلَ أَوْ بِفِي
كَابْنِي اسْتَفَـادَ خَاتَمَـيْ نُضَـارِ
وَنَحْوُ: مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
خَـاتِـمَــةٌ
قَدْ تَمَّ مَا أُتِيحَ لِي أَنْ أُنْشِئَهْ
فِي عَامِ عِشْرِينَ وَأَلْفٍ وَمِئَهْ
بِحَمْدِ رَبِّنَا وَحُسْنِ عَوْنِهِ
وَرِفْــدِهِ وَفَــضْــلِــهِ وَمَــنِّــهِ
مَـنْـظُـومَـةً رَائِـقَـةَ الأَلْـفَــاظِ
فَكُـنْ لِمَـا حَوَتْــهُ ذَا اسْـتِـحْـفَـاظِ
جَعَلَهَا اللَّهُ لِكُلِّ مُبْتَدِي
دَائِمَةَ النَّفْعِ بِحُبِّ أَحْمَدِ
صَلَّـى عَلَيْـهِ رَبُّـنَـا وَسَلَّمَـا
وَآلِــهِ وَصَـحْـبِــهِ تَـكَـرُّمَـــا