حياكم الله في الموقع الرسمي لمشروع حفاظ السنة على الانترنت

للشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ مُشَرَّفٍ الأَحْسَائِيِّ المَالِكِيِّ

المُتَوَفَّى سَنَةَ ( 1285 هـ ) $

basmalah
الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً لَيْسَ مُنْحَصِـرَا
عَلَى أَيَادِيهِ مَا يَخْفَى وَمَا ظَهَرَا
ثُمَّ الصَّلَاةُ وَتَسْلِيمُ المُهَيْمِنِ مَا
هَبَّ الصَّبَا فَأَدَرَّ العَارِضُ المَطَرَا
عَلَى الَّذِي شَادَ بُنْيَانَ الهُدَى فَسَمَا
وَسَادَ كُلَّ الوَرَى فَخْراً وَمَا افْتَخَرَا
نَـبِـيِّـنَـا أَحْمَـدَ الهَـادِي وَعِـتْـرَتِـهِ
وَصَحْبِهِ كُلِّ مَنْ آوَى وَمَنْ نَصَـرَا
وَبَعْدُ فَالْعِلْمُ لَمْ يَظْفَرْ بِهِ أَحَدٌ
إِلَّا سَـمَـا وَبِأَسْبَـابِ الْعُـلَا ظَـفِـرَا
لَا سِيَّمَا أَصْلُ عِلْمِ الدِّينِ إِنَّ بِهِ
سَعَادَةَ الْعَبْدِ وَالمَنْجَى إِذَا حُشِـرَا

بَابُ مَا تَعْتَقِدُهُ القُلُوبُ وَتَنْطِقُ بِهِ الأَلْسُنُ مِنْ وَاجِبِ أُمُورِ الدِّيَانَاتِ

وَأَوَّلُ الْفَرْضِ إِيمَـانُ الْفُؤَادِ كَـذَا
نُطْقُ اللِّسَانِ بِمَا فِي الذِّكْرِ قَدْ سُطِرَا
أَنَّ الإِلَهَ إِلَهٌ وَاحِدٌ صَمَدٌ
فَـلَا إِلَـهَ سِـوَى مَنْ لِلْأَنـَامِ بَـرَا
رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِينَ لَيْسَ لَنَا
رَبٌّ سِـوَاهُ تَـعَـالَى مَـنْ لَـنَـا فَطَـرَا
وَأَنـَّهُ مُوجِـدُ الأَشْيَـاءِ أَجْمَعِهَا
بِـلَا شَـرِيـكٍ وَلَا عَـوْنٍ وَلَا وُزَرَا
وَهْوَ الْمُنَزَّهُ عَنْ وُلْدٍ وَصَاحِبَةٍ
وَوَالِدٍ وَعَنِ الأَشْبَاهِ وَالنُّظَرَا
لَا يَبْلُغَنْ كُنْهَ وَصْفِ اللهِ وَاصِفُهُ
وَلَا يُـحِـيـطُ بِـهِ عِلْـماً مَنِ افْتَـكَرَا
وَأَنـهُ أَوَّلٌ بـاقٍ فَـلَـيْـسَ لَـهُ
بَـدْءٌ وَلَا مُنْـتَهىً سُبْحَانَ مَنْ قَدَرَا
حَيٌّ عَلِيمٌ قَدِيرٌ وَالكَلَامُ لَهُ
فَرْدٌ سَـمِـيـعٌ بَصِيـرٌ مَـا أَرَادَ جَـرَى
وَأَنَّ كُرْسِيَّهُ وَالْعَرْشَ قَدْ وَسِعَا
كُلَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِينَ إِذْ كَبُـرَا
وَلَمْ يَزَلْ فَوْقَ ذَاكَ الْعَرْشِ خَالِقُـنَا
بِذَاتِهِ فَاسْأَلِ الْوَحْيَيْنِ وَالفِطَرَا
إِنَّ العُلُوَّ بِهِ الأَخْبَارُ قَدْ وَرَدَتْ
عَنِ الرَّسُولِ فَتَابِـعْ مَنْ رَوَى وَقَـرَا
فَاللهُ حَقٌّ عَلَى المُلْكِ احْتَوَى وَعَلَى الْـ
عَرْشِ اسْتَوَى وَعَنِ التَّكْيِيفِ كُنْ حَذِرَا
وَاللهُ بِالعِلْمِ فِي كُلِّ الأَمَاكِـنِ لَا
يَخْـفَاهُ شَيْءٌ سَمِيعٌ شَاهِدٌ وَيَرَى
وَأَنَّ أَوْصَافَهُ لَيْسَتْ بِمُحْدَثَةٍ
كَذَاكَ أَسْمَـاؤُهُ الْحُسْنَـى لِمَنْ ذَكَـرَا
وَأَنَّ تَنْزِيلَهُ القُرْآنَ أَجْمَعَهُ
كَلَامُـهُ غَيْـرُ خَلْـقٍ أَعْجَـزَ البَشَـرَا
وَحْيٌ تَكَلَّمَ مَوْلَانَا القَدِيمُ بِهِ
وَلَـمْ يَـزَلْ مِنْ صِفَـاتِ اللهِ مُعْتَـبَـرَا
يُتْلَى وَيُحْمَلُ حِفْظاً فِي الصُّدُورِ كَمَا
بِالْخَطِّ يُـثْبِتُهُ فِي الصُّحْفِ مَنْ زَبَرَا
وَأَنَّ مُـوسَى كَـلِـيمُ اللهِ كَـلَّمَـهُ
إِلَـهُهُ فَـوْقَ ذَاكَ الطُّورِ إِذْ حَضَـرَا
فَاللهُ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ
مِنْ وَصْفِـهِ كَلِمَـاتٍ تَحْتَوِي عِبَـرَا
حَتَّى إِذَا هَامَ سُكْراً فِي مَحَبَّتِهِ
قَالَ الْكَلِيمُ: إِلَـهِي أَسْأَلُ النَّظَـرَا
إِلَيْكَ. قَالَ لَهُ الرَّحْمَنُ مَوْعِظَةً:
أَنَّى تَرَانِي وَنُورِي يُدْهِشُ البَصَـرَا
فَانْظُرْ إِلَى الطُّورِ إِنْ يَثْبُتْ مَكَانَتَهُ
إِذَا رَأَى بَعْضَ أَنْوَارِي فَسَوْفَ تَـرَى
حَتَّى إِذَا مَا تَجَلَّى ذُو الجَلَالِ لَهُ
تَصَدَّعَ الطُّورُ مِنْ خَوْفٍ وَمَا اصْطَبَـرَا

فَصْلٌ فِي الإِيمَانِ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ

وَبِالْقَضَـاءِ وَبِالأَقْـدَارِ أَجْمَعِهَـا
إِيمَانُنَا وَاجِبٌ شَرْعاً كَمَـا ذُكِـرَا
فَكُلُّ شَيْءٍ قَضَاهُ اللهُ فِي أَزَلٍ
طُرّاً وَفِي لَوْحِهِ الْمَحْفُوظِ قَدْ سُطِرَا
وَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ هَمٍّ وَمِنْ فَرَحٍ
وَمِنْ ضَلَالٍ وَمِنْ شُكْرَانِ مَنْ شَكَرَا
فَإِنَّهُ مِنْ قَضَاءِ اللهِ قَدَّرَهُ
فَلَا تَـكُنْ أَنْتَ مِمَّنْ يُـنكِرُ القَدَرَا
وَاللهُ خَالِـقُ أَفْعَـالِ الْعِبَـادِ وَمَـا
يَجْرِي عَلَيْهِمْ فَعَنْ أَمْرِ الإِلَهِ جَرَى
فَفِي يَدَيْهِ مَقَادِيرُ الأُمُورِ وَعَنْ
قَضَائِهِ كُلُّ شَيْءٍ فِي الوَرَى صَدَرَا
فَمَنْ هَدَى فَبِمَحْضِ الفَضْلِ وَفَّقَهُ
وَمَنْ أَضَلَّ بِعَدْلٍ مِنْهُ قَدْ كَفَرَا
فَلَيْسَ فِي مُلْكِهِ شَيْءٌ يَكُونُ سِوَى
مَـا شَاءَهُ اللهُ نَفْعـاً كَـانَ أَوْ ضَرَرَا

فَصْلٌ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ

وَلَمْ تَمُتْ قَطُّ مِنْ نَفْسٍ وَمَا قُتِلَتْ
مِنْ قَبْلِ إِكْمَالِهَا الرِّزْقَ الَّذِي قُدِرَا
وَكُلُّ رُوحٍ رَسُولُ الْمَوْتِ يَقْبِضُهَا
بِـإِذْنِ مَوْلَاهُ إِذْ تَسْتَـكْمِلُ العُمُـرَا
وَكُلُّ مَنْ مَاتَ مَسْئُولٌ وَمُفْتَتَنٌ
مِنْ حِـينِ يُوضَعُ مَقْـبُوراً لِيُخْتَـبَـرَا
وَأَنَّ أَرْوَاحَ أَصْحَابِ السَّعَادَةِ فِي
جَنَّاتِ عَدْنٍ كَطَيْرٍ يَعْلَـقُ الشَّجَرَا
لَكِنَّمَا الشُّهَدَا أَحْيَا وَأَنْفُسُهُمْ
فِي جَوْفِ طَيْرٍ حِسَانٍ تُعْجِبُ النَّظَرَا
وَأَنَّهَا فِي جِنَانِ الْخُلْدِ سَارِحَةٌ
مِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهِي تَجْنِي بِهَا الثَّمَرَا
وَأَنَّ أَرْوَاحَ مَنْ يَشْقَى مُعَذَّبَةٌ
حَتَّى تَكُونَ مَعَ الْجُثْمَانِ فِي سَقَرَا

فَصْلٌ فِي البَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ وَالجَزَاءِ

وَأَنَّ نَـفْخَـةَ إِسْـرَافِـيـلَ ثَـانِـيـةٌ
فِي الصُّورِ حَقٌّ فَيَحْيَا كُلُّ مَنْ قُبِرَا
كَمَا بَدَا خَلْقَهُمْ رَبِّي يُعِيدُهُمُ
سُبْحَانَ مَنْ أَنـْشَأَ الأَرْوَاحَ وَالصُّوَرَا
حَتَّى إِذَا مَا دَعَا لِلْجَمْعِ صَارِخُهُ
وَكُلُّ مَيْتٍ مِنَ الأَمْوَاتِ قَدْ نُشِـرَا
قَالَ الإِلَهُ: قِفُوهُمْ لِلسُّؤَالِ لِكَيْ
يَقْتَـصَّ مَظْلُومُهُـمْ مِمَّنْ لَهُ قَهَـرَا
فَيُوقَـفُونَ أُلُـوفاً مِـنْ سِنِـيـنَـهُـمُ
وَالشَّمْسُ دَانِيَـةٌ وَالرَّشْحُ قَدْ كَثُـرَا
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالأَمْلَاكُ قَاطِبَةً
لَهُمْ صُفُوفٌ أَحَـاطَتْ بِالْوَرَى زُمَـرَا
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِالنَّارِ تَسْحَبُهَا
خُزَّانُهَا فَأَهَالَتْ كُلَّ مَنْ نَظَرَا
لَهَا زَفِيرٌ شَدِيدٌ مِنْ تَغَيُّظِهَا
عَلَى الْعُصَاةِ وَتَرْمِي نَحْوَهُمْ شَرَرَا
وَيُرْسِلُ اللهُ صُحْفَ الْخَلْقِ حَاوِيَةً
أَعْمَالَهُمْ كُلَّ شَيْءٍ جَلَّ أَوْ صَغُرَا
فَمَنْ تَلَقَّتْهُ بِاليُمْنَى صَحِيفَتُهُ
فَهْوَ السَّعِيدُ الَّذِي بِالْفَوْزِ قَدْ ظَفِرَا
وَمَنْ يَكُنْ بِالْيَدِ الْيُسْـَرى تَنَاوُلَهَا
دَعَـا ثُـبُـوراً وَلِلنِّـيـرَانِ قَـدْ حُـشِـرَا
وَوَزْنُ أَعْمَالِهِمْ حَقٌّ فَإِنْ ثَقُلَتْ
بِالْخَيْرِ فَازَ وَإِنْ خَفَّتْ فَقَدْ خَسِـرَا
وَأَنَّ بِالْمِثْلِ تُجْزَى السَّيِّـئَاتُ كَمَا
يَكُونُ فِي الْحَسَنَاتِ الضِّعْفُ قَدْ وَفُـرَا
وَكُلُّ ذَنْبٍ سِوَى الإِشْرَاكِ يَـغْفِرُهُ
رَبِّي لِمَنْ شَا وَلَيْسَ الشِّرْكُ مُغْتَفَرَا
وَجَنَّةُ الْخُلْدِ لَا تَفْنَى وَسَاكِنُهَا
مُخَلَّدٌ لَيْسَ يَخْشَـى الْمَوْتَ وَالكِبَـرَا
أَعَدَّهَا اللهُ دَاراً لِلْخُـلُـودِ لِمَـنْ
يَخْشَـى الإِلَهَ وَلِلنَّعْمَاءِ قَدْ شَكَرَا
وَيَـنْـظُـرُونَ إِلَى وَجْهِ الإِلَـهِ بِهَا
كَمَا يَرَى النَّاسُ شَمْسَ الظُّهْرِ وَالقَمَرَا
كَذَلِكَ النَّـارُ لَا تَـفْنَى وَسَاكِنُـهَا
أَعَدَّهَا اللهُ مَوْلَانَا لِمَنْ كَفَرَا
وَلَا يُخَلَّدُ فِيهَا مَنْ يُوَحِّدُهُ
وَلَوْ بِسَفْكِ دَمِ الْمَعْصُومِ قَدْ فَجَرَا
وَكَمْ يُنَجِّي إِلَهِي بِالشَّفَاعَةِ مِنْ
خَيْرِ الْبَرِيَّةِ مِنْ عَاصٍ بِهَا سُجِرَا

فَصْلٌ فِي الإِيمَانِ بِالحَوضِ

وَأَنَّ لِلْمُصْطَفَى حَوْضاً مَسَافَـتُهُ
مَا بَيْنَ صَنْعَا وَبُصْـرَى هَكَذَا ذُكِرَا
أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ الصَّافِي مَذَاقَـتُهُ
وَأَنَّ كِيزَانَهُ مِثْلُ النُّجُومِ تُرَى
وَلَمْ يَرِدْهُ سِوَى أَتْبَاعِ سُنَّتِهِ
سِيمَاهُمُ أَنْ يُرَى التَّحْجِيلُ وَالغُـرَرَا
وَكَمْ يُنَحَّى وَيُنْفَى كُلُّ مُبْتَدِعٍ
عَـنْ وِرْدِهِ وَرِجَـالٌ أَحْدَثُـوا الْغِيَـرَا
وَأَنَّ جِسْـراً عَلَى النِّيرَانِ يَعْبُـرُهُ
بِسُـرْعَةٍ مَنْ لِمِنْهَاجِ الهُدَى عَبَـرَا
وَأَنَّ إِيـمَانَـنَـا شَـرْعـاً حَقِـيـقَـتُهُ
قَصْدٌ وَقَوْلٌ وَفِعْلٌ لِلَّذِي أُمِرَا
وَأَنَّ مَعْصِيَـةَ الرَّحْمَـنِ تُـنْـقِـصُـهُ
كَمَا يَزِيدُ بِطَاعَاتِ الَّذِي شَكَرَا
وَأَنَّ طَاعَةَ أُوْلِي الأَمْرِ وَاجِبَةٌ
مِنَ الهُـدَاةِ نُجُومِ العِلْمِ وَالأُمَـرَا
إِلَّا إِذَا أَمَـرُوا يَوْمـاً بِمَعْصِيَـةٍ
مِنَ المَعَاصِي فَيُلْغَى أَمْرُهُمْ هَدَرَا
وَأَنَّ أَفْضَلَ قَرْنٍ لَلَّذِينَ رَأَوْا
نَبِيَّـنَـا وَبِهِمْ دِيـنُ الهُـدَى نُصِـرَا
أَعْنِـي الصَّحَابَـةَ رُهْبَانٌ بِلَيْـلِـهِمُ
وَفِي النَّـهَارِ لَدَى الْهَيْجَا لُـيُوثُ شَرَى
وَخَيْـرُهُمْ مَنْ وَلِي مِنْهُمْ خِلَافَتَهُ
وَالسَّبْقُ فِي الفَضْلِ لِلصِّدِّيقِ مَعْ عُمَرَا
وَالتَّابِعُونَ بِإِحْسَانٍ لَهُمْ وَكَذَا
أَتْـبَـاعُ أَتْبَاعِهِمْ مِمَّنْ قَفَـا الأَثـرَا
وَوَاجِبٌ ذِكْرُ كُلٍّ مِنْ صَحَابَتِهِ
بِالْخَيْرِ وَالْكَفُّ عَمَّا بَيْنَـهُمْ شَجَرَا
فَلَا تَخُضْ فِي حُرُوبٍ بَيْنَهُمْ وَقَعَتْ
عَنِ اجْتِهَادٍ وَكُنْ إِنْ خُضْتَ مُعْتَذِرَا
وَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ فِي الدِّينِ مُفْتَرَضٌ
فَاقْتَدْ بِهِمْ وَاتْبَعِ الآثَارَ وَالسُّوَرَا
وَتَرْكُ مَا أَحْدَثَهُ الْمُحْدِثُونَ فَكَمْ
ضَلَالَـةٍ تُبِعَـتْ وَالدِّينُ قَـدْ هُـجِـرَا
إِنَّ الْهُدَى مَا هَدَى الهَادِي إِلَيْهِ وَمَا
بِـهِ الْكِـتَـابُ كِـتَـابُ اللهِ قَـدْ أَمَـرَا
فَلَا مِرَاءَ وَمَا فِي الدِّينِ مِنْ جَـدَلٍ
وَهَلْ يُـجَـادِلُ إِلَّا كُلُّ مَـنْ كَـفَـرَا
فَهَاكَ فِي مَذْهَبِ الأَسْلَافِ قَافِيَـةً
نَظْماً بَدِيعاً وَجِيزَ اللَّفْظِ مُخْتَصَـرَا
يَحْوِي مُهِمَّاتِ بَابٍ فِي العَقِيدَةِ مِنْ
رِسَالَةِ ابْنِ أَبِي زَيْدِ الَّذِي اشْتَهَرَا
وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ مَوْلَانَا وَنَسْـأَلُـهُ
غُفْرَانَ مَا قَلَّ مِنْ ذَنْبٍ وَمَا كَثُرَا
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى مَنْ عَمَّ بِعْـثَـتُـهُ
فَأَنْـذَرَ الثَّقَلَـيْنِ الْجِـنَّ وَالْبَشَـرَا
وَدِينُهُ نَسَخَ الأَدْيَانَ أَجْمَعَهَا
وَلَيْسَ يُنْسَخُ مَا دَامَ الصَّفَا وَحِرَا
مُحَمَّدٍ خَيْرِ كُلِّ الْعَالَمِينَ بِهِ
خَتْمُ النَّبِيِّينَ وَالرُّسْلِ الْكِرَامِ جَرَى
وَلَيْسَ مِنْ بَعْدِهِ يُوحَى إِلَى أَحَدٍ
وَمَنْ أَجَازَ فَحَلَّ قَتْلُهُ هَدَرَا
وَالآلِ وَالصَّحْبِ مَا نَاحَتْ عَلَى فَـنَنٍ
وَرْقَا وَمَا غَرَّدَتْ قُمْرِيَّةٌ سَحَرَا

  • نظم مقدمة القيرواني
  • المستوى: 1