حياكم الله في الموقع الرسمي لمشروع حفاظ السنة على الانترنت

شروط الصلاة
وأركانها وواجباتها

لِلْشَّيْخِ الْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ

المُتَوَفَّى سَنَةَ ( 1206 هـ ) $

basmalah

شُرُوطُ الصَّلَاةِ تِسْعَةٌ:

الإِسْلَامُ، وَالعَقْلُ، وَالتَّمْيِيزُ.

وَرَفْعُ الحَدَثِ، وَإِزَالَـةُ النَّجَاسَـةِ.

وَسَتْرُ العَوْرَةِ، وَدُخُولُ الوَقْتِ.

وَاسْتِقْبَـالُ القِبْلَـةِ، وَالنِّـيَـةُ.

الشَّرْطُ الأَوَّلُ: الإِسْلَامُ

وَضِدُّهُ الكُفْرُ، وَالكَافِرُ عَمَلُهُ مَرْدُودٌ، وَلَا تُقْبَلُ الصَّلَاةُ إلَّا مِنْ مُسْلِمٍ.

وَالدَّلِيـلُ قَوْلُـهُ تَعَـالَى: ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين[آل عمران:85].

وَالكَافِرُ عَمَلُهُ مَرْدُودٌ، وَلَوْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ.

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُون[التوبة:17].

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا[الفرقان:23].

الشَّرْطُ الثَّانِي: العَـقْـلُ

وَضِدُّهُ الجُنُونُ، وَالمَجْنُونُ مَرْفُوعٌ عَنْهُ القَلَمُ حَتَّى يُفِيقَ.

وَالدَّلِيلُ الحَدِيثُ: «رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: النَّائِمُ حَتَّى يَسْتَيْـقِظَ، وَالمَجْنُونُ حَتَّى يُـفِيقَ، وَالصَّغِيرُ حَتَّى يَبْلُـغَ».

الشَّرْطُ الثَّالِثُ: التَّمْيِـيزُ

وَضِدُّهُ الصِّغَـرُ، وَحَدُّهُ سَبْعُ سِنِينَ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِالصَّلَاةِ.

لِقَوْلِهِ ﷺ‬: «مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُـوهُمْ عَلَيْـهَا لِعَـشْرٍ، وَفَـرِّقُـوا بَيْنَـهُمْ فِي المَضَاجِـعِ».

الشَّرطُ الرَّابِعُ: رَفْـعُ الحدَثِ

وَهُوَ الوُضُوءُ المَعْـرُوفُ.

وَمُوجِبُهُ: الحَدَثُ.

وَشُرُوطُهُ عَشَرَةٌ:

الإِسْلَامُ، وَالعَقْلُ، وَالتَّمْيِيزُ.

وَالنِيَّـةُ، وَاسْتِصْحَابُ حُكْمِهَا -بِأَلَّا يَنْوِيَ قَطْعَهَا حَتَّى تَتِمَّ طَهَارَتُهُ-.

وَانْقِطَاعُ مُوجِبٍ، وَاسْتِنْجَاءٌ أَوِ اسْتِجْمَارٌ قَبْلَهُ.

وَطُهُورِيَّـةُ مَـاءٍ، وَإِبَاحَتُـهُ.

وَإِزَالَةُ مَا يَمْنَعُ وُصُولَهُ إِلَى البَشَرَةِ.

وَدُخُـولُ الوَقْـتِ عَلَـى مَـنْ حَـدَثُـهُ دَائِـمٌ لِفَرْضِـهِ.

وَأَمَّا فُرُوضُهُ فَسِتَّةٌ:

غَسْلُ الوَجْهِ -وَمِنْهُ: المَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ- وَحَـدُّهُ طُـولاً: مِنْ مَنَـابِـتِ شَـعْــرِ الــرَّأْسِ إِلَــى الـذَّقْنِ، وَعَرْضاً: إِلَى فُـرُوعِ الأُذُنَيْنِ.

وَغَسْلُ اليَدَيْنِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ.

وَمَسْحُ جَمِيعِ الرَّأْسِ -وَمِنْهُ: الأُذُنَانِ-.

وَغَسْلُ الرِّجْلَيْنِ إِلَى الكَعْبَـيْنِ.

وَالتَّرْتِيبُ، وَالمُوَالَاةُ.

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ [المائدة:6].

وَدَلِيلُ التَّرْتِيبِ الحَدِيثُ: «ابْدَؤُوا بِمَا بَـدَأَ اللهُ بِـهِ».

وَدَلِيلُ المُوَالَاةِ؛ حَدِيثُ صَاحِبِ اللُّمْعَةِ، عَنِ النَّبِيِّ ‬: «أَنَّهُ لَمَّا رَأَى رَجُلاً فِي قَدَمِـهِ لُمْعَةٌ قَدْرَ الدِّرْهَمِ لَمْ يُصِبْهَا المَاءُ؛ أَمَرَهُ بِالإِعَـادَةِ».

وَوَاجِبُهُ: التَّسْمِيَـةُ مَعَ الذِّكْرِ.

وَنَوَاقِضُهُ ثَمَانِيَةٌ:

الخَارِجُ مِنَ السَّبِيلَيْنِ.

وَالخَارِجُ الفَاحِشُ النَّجِسُ مِنَ الجَسَدِ.

وَزَوَالُ العَقْلِ.

وَمَسُّ المَرْأَةِ بِشَهْوَةٍ.

وَمَسُّ الفَرْجِ بِاليَدِ -قُبُلاً كَانَ أَوْ دُبُراً-.

وَأَكْلُ لَحْمِ الجَزُورِ.

وَتَغْسِيلُ المَيِّتِ.

وَالرِّدَّةُ عَنِ الإِسْلَامِ -أَعَاذَنَا اللهُ مِنْ ذَلِكَ-.

الشَّرْطُ الخَامِسُ: إِزَالَةُ النَّجَاسَةِ

مِنْ ثَلَاثٍ: مِنَ البَدَنِ، وَالثَّوْبِ، وَالبُقْعَةِ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّر [المدثر:4].

الشَّرْطُ السَّادِسُ: سَتْرُ العَوْرَةِ

أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ عَلَى فَسَادِ صَلَاةِ مَنْ صَلَّى عُرْيَـاناً وَهْوَ يَـقْدِرُ.

وَحَدُّ عَوْرَةِ الرَّجُلِ: مِنَ السُّرَّةِ إِلَى الرُّكْبَةِ، وَالأَمَـةُ كَذَلِكَ. وَالحُـرَّةُ: كُلُّـهَا عَـوْرَةٌ إِلَّا وَجْهَهَا فِـي الصَّلَاةِ.

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَابَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31]، أَيْ: عِنْـدَ كُلِّ صَلَاةٍ.

الشَّرْطُ السَّابِعُ: دُخُولُ الوَقْـتِ

وَالدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ: حَدِيثُ جِبْرِيلَ ڠ: أَنَّهُ أَمَّ النَّبِيَّ ﷺ‬ فِي أَوَّلِ الوَقْتِ وَفِي آخِرِهِ، ثُمَّ قَـالَ: «يَا مُحَمَّـدُ! الصَّلَاةُ مَـا بَيْـنَ هَذَيْـنِ الوَقْـتَـيْـنِ».

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا[النساء:103].

أَيْ: مَفْرُوضاً فِي الأَوْقَاتِ.

وَدَلِيلُ الأَوْقَاتِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا[الإسراء:78].

الشَّرْطُ الثَّامِنُ: اسْتِقْبَالُ القِبْلَةِ

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ[البقرة:144].

الشَّرْطُ التَّاسِعُ: النِّـيَّــةُ

وَمَحَلُّـهَا القَلْـبُ، وَالتَّـلَـفُّـظُ بِهَا بِدْعَـةٌ.

وَالدَّلِيلُ الحَدِيثُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّـيَّـاتِ، وَإِنَّمَا لِكُـلِّ امْـرِئٍ مَا نَـوَى».

وَأَرْكَانُ الصَّـلَاةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ

القِيَامُ مَعَ القُدْرَةِ، وَتَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ، وَقِرَاءَةُ الفَاتِحَةِ.

وَالرُّكُوعُ، وَالرَّفْعُ مِنْهُ.

وَالسُّجُودُ عَلَى سَبْعَةِ الأَعْضَاءِ، وَالِاعْتِدَالُ مِنْهُ، وَالجَلْسَةُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.

وَالطُّمَأْنِينَةُ فِي جَمِيعِ الأَرْكَانِ، وَالتَّرْتِيبُ.

وَالتَّشَهُّدُ الأَخِيرُ، وَالجُلُوسُ لَهُ.

وَالصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ‬، وَالتَّسْلِيمَتَانِ.

الرُّكْنُ الأَوَّلُ: القِيَامُ مَعَ القُدْرَةِ:

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِين[البقرة:238].

الرُّكْنُ الثَّانِي: تَـكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ:

وَالدَّلِيـلُ الحَدِيـثُ: «تَحْرِيمُهَا: التَّـكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُـهَا: التَّسْلِيمُ».

وَبَعْـدَهَا: الِاسْتِفْتَـاحُ -وَهُوَ سُنَّـةٌ- قَوْلُ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْـرُكَ».

وَمَعْنَى «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ» أَيْ: أُنَزِّهُكَ التَّـنْزِيهَ اللَّائِقَ بِجَلَالِكَ يَا اللهُ.

«وَبِحَمْدِكَ» أَيْ: ثَـنَاءً عَلَيْكَ.

«وَتَـبَارَكَ اسْمُكَ»، أَيْ: البَـرَكَةُ تُنَالُ بِذِكْرِكَ.

«وَتَعَالَى جَدُّكَ» أَيْ: ارْتَـفَعَ قَدْرُكَ وَعَظُمَ شَأْنُكَ.

«وَلَا إِلَهَ غَيْـرُكَ» أَيْ: لَا مَعْبُودَ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ بِحَقٍّ سِوَاكَ يَا اللهُ.

«أَعُـوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَـانِ الرَّجِيمِ»، مَعْنَى «أَعُوذُ»: أَلُوذُ، وَأَلْتَجِئُ، وَأَعْتَصِمُ بِكَ يَا اللهُ.

«مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»: المَطْرُودِ، المُبْعَدِ عَـنْ رَحْمَـةِ اللهِ، لَا يَضُرُّنِـي فِـي دِينِـي، وَلَا فِـي دُنْيَايَ.

وَقِـرَاءَةُ الفَاتِحَــةِ رُكْنٌ فِـي كُـلِّ رَكْعَــة؛ كَمَا فِي الحَدِيثِ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ»، وَهِيَ أُمُّ القُرْآنِ.

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ﴾ : بَـرَكَـةً، وَاسْــتِــعَــانَـــةً.

﴿ الْحَمْدُ للّهِ ﴾ : الحَمْدُ ثَنَاءٌ، وَالأَلِفُ وَاللَّامُ لِاسْتِغْرَاقِ جَمِيعِ المَحَامِدِ، وَأَمَّا الجَمِيلُ الَّذِي لَا صُنْعَ لَهُ فِيهِ -مِثْلُ الجَمَالِ وَنَحْوِهِ- فَالثَّـنَاءُ بِهِ يُسَمَّى مَدْحاً لَا حَمْداً.

﴿ رَبِّ الْعَالَمِين ﴾ ، الرَّبُّ هُوَ: المَعْبُـودُ، المَالِـكُ، المُتَصَرِّفُ، مُرَبِّي جَمِيعِ العَالَمِينَ بِـنِعَمِهِ.

﴿ الْعَالَمِين ﴾ : كُلُّ مَا سِوَى اللهِ عَالَمٌ، وَهُوَ رَبُّ الجَمِيعِ.

﴿ الرَّحْمـنِ ﴾ : رَحْـمَـةً عَـامَّــةً بِـجَـمِـيـعِ المَـخْـلُـوقَـــاتِ.

﴿ الرَّحِيم ﴾ : رَحْمَـةً خَاصَّـةً بِالمُـؤْمِنِـينَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا[الأحزاب:43].

﴿ مَـالِكِ يَوْمِ الدِّين ﴾ : يَوْمِ الجَزَاءِ وَالحِسَابِ، يَوْمُ كُلٍّ يُجَازَى بِعَمَلِهِ، إِنْ خَيْراً فَخَيْـرٌ، وَإِنْ شَـرّاً فَـشَـرٌّ.

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين * يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّه[الانفطار:17-19].

وَالحَدِيثُ عَنْهُ ﷺ‬: «الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَمَانِيَّ».

﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ أَيْ: لَا نَعْبُدُ غَيْرَكَ -عَهْدٌ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ، أَلَّا يَعْبُدَ إِلَّا إِيَّاهُ-.

﴿ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين ﴾ : عَهْدٌ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّـهِ أَلَّا يَسْتَعِينَ بِأَحَدٍ سِوَاهُ.

﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم ﴾ مَعْنَى: ﴿ اهدِنَـا ﴾ : دُلَّنَـا، وَأَرْشِدْنَـا، وَثَـبِّـتْـنَـا.

وَ﴿ الصِّرَاطَ ﴾ : الإِسْلَامُ، وَقِيلَ: الرَّسُولُ، وَقِيلَ: القُرْآنُ، وَالكُلُّ حَقٌّ.

وَ﴿ المُستَقِيم ﴾ : الَّذِي لَا عِوَجَ فِيهِ.

﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ﴾ : طَـرِيـــقَ المُنْعَـمِ عَلَـيْـهِـمْ.

وَالدَّلِـيـلُ قَوْلُـهُ تَعَـالَى: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا[النساء:69].

﴿ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ ﴾ : وَهُمُ اليَهُودُ، مَعَهُمْ عِلْمٌ وَلَمْ يَعْمَلُوا بِهِ، تَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُجَنِّـبَـكَ طَرِيقَـهُمْ.

﴿ وَلاَ الضَّالِّين ﴾ وَهُمُ: النَّصَارَى، يَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى جَهْلٍ وَضَلَالٍ، تَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُجَنِّـبَـكَ طَرِيقَـهُمْ.

وَدَلِيلُ الضَّالِّينَ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا[الكهف:103-105].

وَالحَدِيـثُ عَنْهُ ﷺ‬: «لَـتَـتَّـبِعُـنَّ سَنَـنَ مَـنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ القُذَّةِ بِالقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟!» أَخْرَجَاهُ.

والحَدِيثُ الثَّانِي: «افْتَرَقَتِ اليَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَـةً، وَسَتَفْتَرِقُ هَـذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، قُلْنَا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي».

وَالرُّكُــوعُ، وَالرَّفْـعُ مِنْـهُ، وَالسُّجُــودُ عَلَى الأَعْضَاءِ السَّبْعَةِ، وَالِاعْتِدَالُ مِنْهُ، وَالجَلْسَةُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا[الحج:77].

وَالحَدِيثُ عَنْهُ ﷺ‬: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَـةِ أَعْظُـمٍ».

وَالطُّمَأْنِينَةُ فِي جَمِيعِ الأَفْعَالِ وَالتَّرْتِيب بَيْنَ الأَرْكَانِ.

وَالدَّلِيلُ: حَدِيثُ المُسِيءِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ‬ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ‬، فَقَالَ: «ارْجِـعْ فَصَـلِّ فَإِنَّـكَ لَـمْ تُصَلِّ» -فَعَلَهَا ثَلَاثاً- ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ نَبِيّاً لَا أُحْسِنُ غَيْـرَ هَذَا؛ فَعَلِّمْنِـي.

قَالَ‬: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَـئِـنَّ جَالِسـاً، ثُمَّ افْعَـلْ ذَلِكَ فِـي صَلَاتِكَ كُلِّـهَا».

وَالتَّشَهُّدُ الأَخِيرُ رُكْنٌ، كَمَا فِي الحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا نَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيْنَا التَّشَهُّدُ، السَّلَامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ‬: «لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَـكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيـِّـبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّـهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَـرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ».

وَمَعْنَى «التَّحِـيَّـاتُ»: جَمِيـعُ التَّعْظِـيمَاتِ لِلَّهِ، مُلْكاً وَاسْتِحْقَاقاً -مِثْلُ: الِانْحِنَاءِ، وَالخُضُوعِ، وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَالبَـقَاءِ، وَالدَّوَامِ-.

وَجَمِيعُ مَا يُعَظَّمُ بِهِ رَبُّ العَالَمِينَ فَهْوَ لِلَّهِ، فَمَنْ صَرَفَ مِنْهُ شَيْـئاً لِغَيْـرِ اللهِ فَهْـوَ مُشْـرِكٌ.

وَ«الصَّلَوَاتُ» مَعْنَاهَا: جَمِيعُ الدَّعَوَاتِ. وَقِيلَ الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ.

«وَالطَّـيِّـبَاتُ»: اللَّهُ طَـيِّبٌ، وَلَا يَـقْـبَــلُ مِـنَ الأَقْـوَالِ وَالأَعْمَـالِ إِلَّا طَـيِّـبَـهَـا.

«السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ»: تَدْعُـو لِلنَّبِـيِّ ‬ بِالسَّلَامَـةِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالبَـرَكَةِ، وَرَفْعِ الدَّرَجِةِ.

وَالَّذِي يُدْعَى لَهُ، مَا يُدْعَى مَعَ اللَّهِ.

«السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ»: تُسَلِّمُ عَلَى نَفْسِكَ وَعَلَى كُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.

وَالسَّلَامُ دُعَاءٌ، وَالصَّالِحُونَ يُدْعَى لَـهُمْ، وَلَا يُـدْعَوْنَ مَعَ اللهِ.

«أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْـدُهُ وُرُسُولُـهُ»: تَشْهَـدُ شَهَـادَةَ اليَـقِينِ أَلَّا يُعْبَدَ فِي السَّمَاءِ وَلَا فِي الأَرْضِ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّـهُ.

وَشَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ: عَبْدٌ لَا يُعْبَـدُ، وَرَسُولٌ لَا يُكَـذَّبُ، بَلْ يُطَاعُ وَيُتَّـبَعُ، شَرَّفَـهُ اللهُ بِالْعُبُودِيَّـةِ والرِّسَـالَةِ.

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا[الفرقان:1].

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

الصَّلَاةُ مِنَ اللهِ: ثَنَاؤُهُ عَلَى عَبْدِهِ فِي المَلإِ الأَعْلَى، كَمَا حَكَى البُخَارِيُّ : فِي «صَحِيحِهِ» عَنْ أَبِي العَالِيَةِ: «صَلَاةُ اللهِ: ثَـنَـاؤُهُ عَلَى عَبْـدِهِ فِـي المَلَإِ الأَعْلَـى».

وَمِنَ المَلَائِكَـةِ: الِاسْتِغْـفَـارُ.

وَمِنَ الآدَمِيِّينَ: الدُّعَـاءُ.

«وَبَـارِكْ» وَمَا بَعْدَهَـا مِنَ الدُّعَـاءِ: سُنَـنُ أَقْــوَالٍ.

وَالوَاجِـبَاتُ ثَـمَانِـيَـةٌ

جَمِيعُ التَّـكْبِيرَاتِ غَيْـرَ تَـكْبِيرَةِ الإِحْرَامِ.

وَقَوْلُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ» فِي الرُّكُوعِ.

وَقَوْلُ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» لِلْإِمَامِ وَالمُنْـفَرِدِ.

وَقَوْلُ: «رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ» لِلْكُلِّ.

وَقَوْلُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى» فِي السُّجُودِ.

وَقَوْلُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي» بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.

وَالتَّشَهُّدُ الأَوَّلُ، وَالجُلُوسُ لَهُ.

فَالأَرْكَـانُ مَا سَقَـطَ مِنْـهَا سَهْـواً، أَوْ عَمْداً بَطَـلَـتِ الصَّلَاةُ بِتَـرْكِـهِ.

وَالوَاجِبَـاتُ مَا سَقَـطَ مِنْهَا سَهْواً جَبَـرَهُ سُجُـودُ السَّهْـوِ، وَعَمْـداً بَـطَـلَتِ الصَّـــلَاةُ بِـتَـرْكِــهِ.

وَاللهُ أَعْلَمُ.


  • شروط الصلاة وأركانها وواجباتها
  • المستوى:3