الحَمْــدُ لِلَّهِ الـقَـدِيـمِ البَـارِي
ثُمَّ صَلَاتُهُ عَلَى المُخْتَارِ
وَبَعْدُ هَاكَ سِيرَةَ الرَّسُولِ
مَنْظُومَةً مُوجَزَةَ الفُصُولِ
مَوْلِدُهُ فِي عَاشِرِ الفَضِيلِ
رَبِيعٍ الأَوَّلِ عَامَ الفِيلِ
لَكِنَّمَا المَشْهُـورُ ثَـانِـي عَشْـرِهِ
فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ طُلُوعَ فَجْرِهِ
وَوَافَقَ العِشْـرِينَ مِنْ نَيْسَانَا
وَقَبْلَهُ حَيْنُ أَبِيهِ حَانَا
وَبَعْدَ عَامَيْنِ غَدَا فَطِيمَا
جَــاءَتْ بِــهِ مُـرْضِـعُــهُ سَـلِـيـمَـا
حَلِيمَةٌ لِأُمِّهِ وَعَادَتْ
بِهِ لِأَهْلِهَا كَمَا أَرَادَتْ
فَبَعْدَ شَهْرَيْنِ انْشِقَاقُ بَطْنِهِ
وَقِيلَ: بَعْدَ أَرْبَعٍ مِنْ سِنِّهِ
وَبَعْدَ سِـتٍّ مَـعَ شَـهْـرٍ جَـائِي
وَفَاةُ أُمِّهِ عَلَى الأَبْوَاءِ
وَجَدُّهُ لِلْأَبِ عَبْدُ المُطَّلِبْ
بَعْدَ ثَمَانٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ كَذِبْ
ثُمَّ أَبُو طَالِبٍ العَمُّ كَفَلْ
خِـدْمَـتَـهُ ثُـمَّ إِلَـى الشَّـامِ رَحَــلْ
وَذَاكَ بَعْدَ عَامِ اثْنَيْ عَشَـرْ
وَكَانَ مِنْ أَمْرِ «بَحِيـرَا» مَا اشْتَهَرْ
وَسَارَ نَحْوَ الشَّامِ أَشْرَفُ الوَرَى
فِي عَـامِ خَمْسَـةٍ وَعِشْرِيـنَ اذْكُـرَا
لِأُمـِّـنَــا خَــدِيــجَـــةٍ مُـتَّـجِـرَا
وَعَــادَ فِــيــهِ رَابِحـاً مُسْـتَـبْـشِـرَا
فَكَانَ فِيهِ عَقْدُهُ عَلَيْهَا
وَبَعْدَهُ إِفْضَاؤُهُ إِلَيْهَا
وَوُلْـدُهُ مِنْـهَـا خَـــلَا إِبْـرَاهِـيـمْ
فَالأَوَّلُ القَاسِـمُ حَـازَ التَّـكْرِيـمْ
وَزَيْنَبٌ رُقَيَّةٌ وَفَاطِمَهْ
وَأُمُّ كُـلْـثُــومٍ لَـهُــــنَّ خَـاتِـمَــهْ
وَالطَّاهِرُ الطَّيِّبُ عَبْدُ اللهِ
وَقِيلَ: كُلُّ اسْمٍ لِفَرْدٍ زَاهِي
وَالكُلُّ فِي حَيَاتِـهِ ذَاقُوا الحِمَامْ
وَبَعْدَهُ فَاطِمَةٌ بِنِصْفِ عَامْ
وَبَعْدَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ حَضَـرْ
بُنْيَانَ بَيْتِ اللهِ لَمَّا أَنْ دَثَرْ
وَحَكَّمُوهُ وَرَضُوا بِمَا حَكَمْ
فِي وَضْعِ ذَاكَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ ثَمْ
وَبَـعْـدَ عَـامِ أَرْبَعِيــنَ أُرْسِـلَا
فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ يَقِيناً فَانْقُلَا
فِي رَمَضَانَ أَوْ رَبِيعِ الأَوَّلِ
وَسُورَةُ «اقْرَأْ» أَوَّلُ المُنَزَّلِ
ثُمَّ الوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ عَلَّمَهْ
جِبْرِيـلُ وَهْيَ رَكْعَتَـانِ مُحْـكَـمَـهْ
ثُمَّ مَضَتْ عِشْـرُونَ يَوْماً كَامِلَهْ
فَرَمَتِ الجِنَّ نُجُومٌ هَائِلَهْ
ثُمَّ دَعَا فِي أَرْبَعِ الأَعْوَامِ
بِالأَمْرِ جَهْرَةً إِلَى الإِسْلَامِ
وَرَابِـعٌ مِنَ النِّسَا وَاثْنَا عَشَـرْ
مِنَ الرِّجَالِ الصَّحْبِ كُلٌّ قَدْ هَجَرْ
إِلَى بِلَادِ الحُبْشِ فِي خَامِسِ عَامْ
وَفِيهِ عَادُوا ثُمَّ عَادُوا لَا مَلَامْ
ثَلَاثَةٌ هُمْ وَثَمَانُونَ رَجُلْ
وَمَعَهُمُ جَمَاعَةٌ حَتَّى كَمُلْ
وَهُنَّ عَشْـرٌ وَثَمَانٍ ثُمَّ قَدْ
أَسْلَمَ فِي السَّادِسِ حَمْزَةُ الأَسَدْ
وَبَعْدَ تِسْعٍ مِنْ سِنِي رِسَالَتِهْ
مَاتَ أَبُو طَالِبَ ذُو كَفَالَتِهْ
وَبَـعْـدَهُ خَـدِيــجَــةٌ تُـوُفِّـيَـتْ
مِنْ بَعْدِ أَيَّـــامٍ ثَلَاثَةٍ مَضَتْ
وَبَعْدَ خَمْسِينَ وَرُبْعٍ أَسْلَمَا
جِنُّ نَصِيبِينَ وَعَادُوا فَاعْلَمَا
ثُمَّ عَلَى سَوْدَةَ أَمْضَـى عَقْدَهُ
فِي رَمَضَانَ ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُ
عَقْـدُ ابْنَـةِ الصِّدِّيقِ فِي شَوَّالِ
وَبَـعْــدَ خَمْـسِـيـــنَ وَعَـــامٍ تَـــالِ
أُسْرِي بِهِ وَالصَّلَوَاتُ فُرِضَتْ
خَمْساً بِخَمْسِينَ كَمَا قَدْ حُفِظَتْ
وَالبَيْعَةُ الأُولَى مَعَ اثْنَيْ عَشَـرَا
مِنْ أَهْلِ طَيْبَةٍ كَمَا قَدْ ذُكِرَا
وَبَعْدَ ثِنْـتَـيْنِ وَخَمْسِيـنَ أَتـَى
سَبْعُونَ فِي المَوْسِمِ هَذَا ثَبَتَا
مِـنْ طَيْبَـةٍ فَبَايَعُوا ثُمَّ هَجَـرْ
مَكَّةَ يَوْمَ اثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ صَفَرْ
فَجَاءَ طَيْبَةَ الرِّضَا يَقِينَا
إِذْ كَمَّلَ الثَّلَاثَ وَالخَمْسِينَا
فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَدَامَ فِيهَا
عَشْـرَ سِنِينَ كُمَّلاً نَحْكِيهَا
أَكْمَلَ فِي الأُولَى صَلَاةَ الحَضَـرِ
مِنْ بَعْدِ مَا جَمَّعَ فَاسْمَعْ خَبَرِي
ثُمَّ بَنَى المَسْجِدَ فِي قُبَاءِ
وَمَسْجِدَ المَدِينَةِ الغَرَّاءِ
ثُمَّ بَنَى مِنْ حَوْلِهِ مَسَاكِنَهْ
ثُمَّ أَتَى مِنْ بَعْدُ فِي هَذِي السَّنَهْ
أَقَلُّ مِنْ نِصْفِ الَّذِينَ سَافَرُوا
إِلَى بِلَادِ الحُبْشِ حِينَ هَـاجَـرُوا
وَفِيهِ آخَى أَشْرَفُ الأَخْيَارِ
بَيْـنَ المُـهَاجِـرِيـنَ وَالأَنْـصَــــارِ
ثُمَّ بَنَى بِابْنَةِ خَيْرِ صَحْبِهِ
وَشَرَعَ الأَذَانَ فَاقْتَدِي بِهِ
وَغَزْوَةُ الأَبْوَاءِ بَعْدُ فِي صَفَرْ
هَذَا وَفِي الثَّانِيَةِ الغَزْوُ اشْتَهَرْ
إِلَى بُوَاطٍ ثُمَّ بَدْرٍ وَوَجَبْ
تَحَوُّلُ القِبْلَةِ فِي نِصْفِ رَجَبْ
مِنْ بَعْدِ ذِي العُشَيْرِ يَا إِخْوَانِي
وَفَرْضُ شَهْرِ الصَّوْمِ فِي شَعْبَانِ
وَالغَزْوَةُ الكُبْـرَى الَّتِـي بِـبَـدْرِ
فِي الصَّوْمِ فِي سَابِعِ عَشْرِ الشَّهْرِ
وَوَجَبَتْ فِيهِ زَكَاةُ الفِطْرِ
مِـنْ بَـعْـدِ بَـدْرٍ بِلَـيَـالٍ عَـشْــرِ
وَفِي زَكَاةِ المَالِ خُلْفٌ فَادْرِ
وَمَاتَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ البَرِّ
رُقَيَّةٌ قَبْلَ رُجُوعِ السَّفْرِ
زَوْجَةُ عُثْمَانَ وعُرْسُ الطُّهْرِ
فَاطِمَةٍ عَلَى عَلِيِّ القَدْرِ
وَأَسْلَمَ العَبَّاسُ بَعْدَ الأَسْرِ
وَقَيْنُقَاعُ غَزْوُهُمْ فِي الإِثْرِ
وبَـعْـدُ ضَحَّـى يَـوْمَ عِـيـدِ النَّـحْرِ
وَغَزْوَةُ السَّوِيقِ ثُمَّ قَرْقَرَهْ
وَالغَزْوُ فِي الثَّالِثَةِ المُشْتَهِرَهْ
فِي غَطَفَانَ وَبَنِي سُلَيْمِ
وَأُمُّ كُلْثُومَ ابْنَةُ الكَرِيمِ
زَوَّجَ عُثْمَانَ بِهَا وَخَصَّهْ
ثُمَّ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ حَفْصَهْ
وَزَيْنَـباً ثُمَّ غَزَا إِلَى أُحُدْ
فِي شَهْرِ شَوَّالٍ وَحَمْرَاءِ الأَسَدْ
وَالخَمْرُ حُرِّمَتْ يَقِيناً فَاسْمَعَنْ
هَذَا وَفِيهَا وُلِدَ السِّبْطُ الحَسَنْ
وَكَانَ فِي الرَّابِعَةِ الغَزْوُ إِلَى
بَنِي النَّضِيرِ فِي رَبِيعٍ أَوَّلَا
وبَعْدُ مَوْتُ زَيْنَبَ المُقَدَّمَهْ
وَبَعْدَهُ نِكَاحُ أُمِّ سَلَمَهْ
وَبِنْتِ جَحْشٍ ثُمَّ بَدْرِ المَوْعِدِ
وَبَعْدَهَا الأَحْزَابُ فَاسْمَعْ وَاعْدُدِ
ثُمَّ بَنِي قُرَيْظَةٍ وَفِيهِمَا
خُلْفٌ وَفِي ذَاتِ الرِّقَاعِ عُـلِّـمَـا
كَيْفَ صَلَاةُ الخَوْفِ وَالقَصْـرُ نُمِي
وَآيَةُ الحِجَابِ وَالتَّيَمُّمِ
قِيلَ: وَرَجْمُهُ اليَهُودِيَّيْنِ
وَمَوْلِدُ السِّبْطِ الرِّضَا الحُسَيْنِ
وَكَانَ فِي الخَامِسَةِ اسْمَعْ وَثِقِ
الإِفْكُ فِي غَزْوِ بَنِي المُصْطَلِقِ
وَدُومَةُ الجَنْدَلِ قَبْلُ وَحَصَلْ
عَقْدُ ابْنَةِ الحَارِثِ بَعْدُ وَاتَّصَلْ
وَعَقْدُ رَيْحَانَةَ فِي ذِي الخَامِسَهْ
ثُمَّ بَنُو لِحْيَانَ بَدْءَ السَّادِسَهْ
وَبَعْدَهُ اسْتِسْقَاؤُهُ وَذُو قَرَدْ
وَصُدَّ عَنْ عُمْرتِهِ لَمَّا قَصَدْ
وَبَيْعَةُ الرِّضْوَانِ أَوَّلْ وَبَنَى
فِيهَا بِرَيْحَانَةَ هَذَا بُيِّنَا
وَفُرِضَ الحَجُّ بِخُلْفٍ فَاسْمَعَهْ
وَكَانَ فَتْحُ خَيْبَرٍ فِي السَّابِعَهْ
وَحَظْرُ لَحْمِ الحُمُرِ الأَهْلِيَّهْ
فِيهَا وَمُتْعَةِ النِّسَا الرَّدِيَّهْ
ثُمَّ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةٍ عَقَدْ
وَمَـهْرَهَـا عَنْــهُ النَّجَـاشِــيُّ نَـقَـدْ
وَسُمَّ فِي شَاةٍ بِهَا هَدِيَّهْ
ثُمَّ اصْطَفَى صَفِيَّةً صَفِيَّهْ
ثُـمَّ أَتـَـتْ وَمَنْ بَـقِـي مُهَـاجِرَا
وَعَــقْــدُ مَـيْـمُـونَــةَ كَـانَ الآخِــرَا
وَقَبْلُ إِسْلَامُ أَبِي هُرَيْرَهْ
وَبَـعْـدُ عُـمْـرَةُ القَـضَـا الشَّـهِـيـرَهْ
وَالرُّسْلَ فـِي الـمُـحَرَّمِ المُحَرَّمِ
أَرْسَلَهُمْ إِلَى المُلُوكِ فَاعْلَمِ
وَأُهْدِيَتْ مَارِيَةُ القِبْطِيَّهْ
فِــيــهِ وَفِــي الـثَّــامِـنَــةِ السَّــرِيَّـــهْ
لِمُؤْتَةٍ سَارَتْ وَفِي الصِّيَامِ
قَدْ كَانَ فَتْحُ البَلَدِ الحَرَامِ
وَبَعْدَهُ قَدْ أَوْرَدُوا مَا كَانَ فِي
يَوْمِ حُنَيْنٍ ثُمَّ يَوْمِ الطَّائِفِ
وَبَعْدُ فِي ذِي القَعْدَةِ اعْتِمَارُهْ
مِنَ الجِعِرَّانَةِ وَاسْتِقْرَارُهْ
وَبِنْتُهُ زَيْنَبُ مَاتَتْ ثُـمَّا
مَوْلِدُ إِبْرَاهِيمَ فِيهَا حَتْمَا
وَوَهَـبَــتْ نَـوْبَـتَـهَـا لِعَـائِـشَـهْ
سَــوْدَةُ مَـا دَامَـتْ زَمَانـاً عَائِـشَهْ
وَعُمِلَ المِنْـبَـرُ غَيْـرَ مُخْـتَـفِي
وَحَجَّ عَتَّابٌ بِأَهْلِ المَوْقِفِ
ثُمَّ تَبُوكَ قَدْ غَزَا فِي التَّاسِعَهْ
وَهَدَّ مَسْجِدَ الضِّـرَارِ رَافِعَهْ
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو بَـكْرٍ وَثَـمْ
تَـــلَا بَـرَاءَةً عَلِـيٌّ وَحَـتَـمْ
أَلَّا يَحُجَّ مُشْـرِكٌ بَعْدُ وَلَا
يَطُوفَ عَارٍ ذَا بِأَمْرٍ فَعَلَا
وَجَاءَتِ الوُفُودُ فِيهَا تَتْرَى
هَذَا وَمِنْ نِسَاهُ آلَى شَهْرَا
ثُمَّ النَّجَـاشِـيَّ نَـعَـى وَصَلَّـى
عَلَيْهِ مِنْ طَيْبَةَ نَالَ الفَضْلَا
وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ فِي العَامِ الأَخِيرْ
وَالبَجَلِي أَسْلَمَ وَاسْمُهُ جَرِيرْ
وَحَجَّ حَجَّةَ الوَدَاعِ قَارِنَا
وَوَقَفَ الجُمْعَةَ فِيهَا آمِنَا
وَأُنْزِلَتْ فِي اليَوْمِ بُشْـرَى لَكُمُ:
﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمُ ﴾
وَمَوْتُ رَيْـحَـانَـةَ بَعْـدَ عَــوْدِهِ
وَالتِّسْعُ عِشْنَ مُدَّةً مِنْ بَعْدِهِ
وَيَوْمَ الِاثْنَيْنِ قَضَى يَقِينَا
إِذْ أَكْمَلَ الثَّلَاثَ وَالسِّتِّينَا
وَالدَّفْنُ فِي بَيْتِ ابْنَةِ الصِّدِّيقِ
فِي مَـوْضِـعِ الوَفَـاةِ عَـنْ تَـحْـقِيقِ
وَمُدَّةُ التَّمْرِيضِ خُمْسَا شَهْرِ
وَقِيلَ: بَلْ ثُلْثٌ وَخُمْسٌ فَادْرِي
وَتَمَّتِ الأُرْجُوزَةُ المِيئِيَّهْ
فِي ذِكْرِ حَالِ أَشْرَفِ البَرِيَّهْ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ رَبِّي وَعَلَى
أَصْحَابِهِ وَآلِهِ وَمَنْ تَلَا