moton-icon

المتون العلمية

«

المستوى الأول

«

أصول الفقه

«

المتن السابع

القواعد الفقهية 1

لِلعَـلَّامَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيِّ

المُتَوَفَّى سَنَةَ ( 1376 هـ ) $

basmalah
الحـَمْــدُ لِلَّـــهِ العـَــلِيِّ الأَرْفَــقِ
وَجَــامِــعِ الأَشْـيَــاءِ وَالمُـفَــرِّقِ
ذِي النِّـعَـمِ الوَاسِعَـةِ الغَـزِيـــرَهْ
وَالحِـكَــمِ البـَاهِــرَةِ الكَـثِـيـــرَهْ
ثُــمَّ الصَّـــلَاةُ مَـعْ سَــــلَامٍ دَائِــمِ
عَـلَى الـرَّسُـولِ القُرَشِـيِّ الخَاتَـمِ
وَآلِــهِ وَصَـحْــبِـــــهِ الأَبـْـــرَارِ
الحـَائِــزِي مَـرَاتِـبَ الفَــخَـــارِ
اعْلَـمْ هُـدِيـتَ أَنَّ أَفْـضَـلَ المِنَـنْ
عِلْمٌ يُزِيلُ الشَّكَّ عَنْكَ وَالدَّرَنْ
وَيَكْشِفُ الحَقَّ لِذِي القُلُوبِ
وَيُوصِلُ العَبْدَ إِلَى المَطْلُوبِ
فَاحْـرِصْ عَـلَى فَهْمِـكَ لِلْقَوَاعِـدِ
جَـامِـعَـةِ المَسَــائِــلِ الشَّــــوَارِدِ
فَتَـرْتَقِي فِي العِلْـمِ خَيْـرَ مُرْتَـقَــى
وَتَقْتَفِـي سُبْـلَ الَّـذِي قَــدْ وُفِّقَــا
وَهَــذِهِ قَـوَاعِـــدٌ نَـظَـمْـتُـهَـــا
مِنْ كُتْبِ أَهْلِ العِلْمِ قَدْ حَصَّلْتُها
جَزَاهُمُ المَـوْلَى عَـظِيـمَ الأَجْـرِ
وَالعَـفْــوَ مَــعْ غُفْـرَانِــهِ وَالبِــرِّ
وَالـنِّــيَّــةُ شَرْطٌ لِسَـائِــرِ العَـمَــلْ
بِهَــا الصَّــلَاحُ وَالفَسَــادُ لِلْعَـمَـلْ
وَالدِّيـنُ مَبْنِــيٌّ عَلَى المَصَالِــحِ
فِـي جَـلْبِـهَـا وَالـدَّرْءِ لِلْقَبـَائِــحِ
فَـإِنْ تَــزَاحَــمْ عَـدَدُ المَصَـالِــحِ
يُـقَــدَّمُ الأَعْــلَى مِـنَ المَصَــالِــحِ
وَضِـدُّهُ تَـزَاحُـمُ الـمَــفَــاسِـــدِ
يُـرْتَـكَـبُ الأَدْنَـى مِـنَ المَفَـاسِـدِ
وَمِنْ قَوَاعِدِ الشَّرِيعـَــةِ التَّيْسِـيـرُ
فِي كُـلِّ أَمْــرٍ نَـابَــهُ تَـعْـسِـيــرُ
وَلَـيْـسَ وَاجِــبٌ بِـــلَا اقْــتِــدَارِ
وَلَا مُـحَـــرَّمٌ مَــعَ اضْــطِـــرَارِ
وَكُـلُّ مَحْـظُــورٍ مَـعَ الضَّــرُورَهْ
بِقَــدْرِ مَــا تَحْتَــاجُــهُ الضَّــرُورَهْ
وَتَرْجِــعُ الأَحْـكَـامُ لِـلْـيَـقِـيـنِ
فَــــلَا يُــزِيــلُ الشَّــكُّ لِلْيَـقِـيــنِ
وَالأَصْـلُ فِي مِيـَاهِنَــا الطَّهَــارَهْ
وَالأَرْضِ وَالثِّـيَـابِ وَالـحِـجـَارَهْ
وَالأَصْـلُ فِي الإِبْضَاعِ وَاللُّحُـومِ
وَالنَّـفْسِ وَالأَمْــوَالِ لِلْمَعْـصُــومِ
تَـحْرِيمُـهَـا حَتَّـى يَجِــيءَ الحِــلُّ
فَـافْـهَـمْ هَـدَاكَ اللَّـهُ مَــا يُـمَــلُّ
وَالأَصْـلُ فِي عَـادَاتِنَــا الإِبـَـاحَـهْ
حَتَّـى يَجِــيءَ صَــارِفُ الإِبـَاحَـهْ
وَلَيْـسَ مَشْـرُوعـاً مِـنَ الأُمُــورْ
غَيْـرُ الَّـذِي فِي شَـرْعِنَـا مَـذْكُــورْ
وَسَـائِــلُ الأُمُـورِ كَـالمَقَـاصِــدِ
وَاحْكُـمْ بِهَـذَا الحُـكْـمِ لِلـزَّوَائِــدِ
وَالخَـطَـأُ وَالإِكْـرَاهُ وَالـنِّـسْـيَــانُ
أَسْقَـطَـهُ مَعْبُــودُنَــا الـرَّحْـمَــنُ
لَكِـنْ مَـعَ الإِتْلَافِ يَثْبُـتُ البَـدَلْ
وَيَنْتَفِــي التَّـأْثِيـمُ عَنْـهُ وَالـزَّلَــلْ
وَمِنْ مَسـائِـلِ الأَحْكَـامِ فِي التَّـبَعْ
يَـثْـبُـتُ لَا إِذَا اسْتَـقَــلَّ فَـوَقَــعْ
وَالعُــرْفُ مَـعْـمُــولٌ بِـهِ إِذَا وَرَدْ
حُكْمٌ مِنَ الشَّـرْعِ الشَّرِيفِ لَمْ يُحَـدْ
مُعـاجِـلُ المَحْـظُــورِ قَـبْـلَ آنِــهِ
قَـدْ بَاءَ بِالخُسْرَانِ مَـعْ حِـرْمَانِـهِ
وَإِنْ أَتَى التَّحْرِيمُ فِي نَفْسِ العَمَلْ
أَوْ شَـرْطِــهِ فَـذُو فَسَـادٍ وَخَـلَـلْ
وَمُتْـلِـفٌ مُـؤْذِيـهِ لَيْـسَ يَضْمَــنُ
بَعْـدَ الدِّفـَاعِ بِالَّتِـي هِـيَ أَحْسَـنُ
وَ‏«أَلْ‏» تُفِيـدُ الكُـلَّ فِي العُـمُــومِ
فِي الجَمْــعِ وَالإِفْــرَادِ كَالعَــلِيـمِ
وَالنَّـكِـرَاتُ فِـي سِـيَـاقِ النَّـفْــيِ
تُعْطِـي العُمُومَ أَوْ سِيَـاقِ النَّهْــيِ
كَذَاكَ ‏«مَـنْ‏» وَ‏«مَـا‏» تُفِيـدَانِ مَعَـا
كُلَّ العُمُـومِ يَـا أُخَــيَّ فَاسْمَـعَــا
وَمِثْـلُـــهُ المـُفْـــرَدُ إِذْ يُـضَـــافُ
فَافْهَـمْ هُدِيتَ الرُّشْدَ مَا يُضَافُ
وَلَا يَـتِـمُّ الحُكْــمُ حَتَّـى تَجْتَمِــعْ
كُلُّ الشُّرُوطِ وَالمَوَانِـعْ تَرْتَـفِــعْ
وَمَـنْ أَتَى بِمَـا عَـلَيْـهِ مِـنْ عَمَــلْ
قَدِ اسْتَحَقَّ مَا لَـهُ عَـلَى العَمَـلْ
وَيَفْعَــلُ البَعْـضَ مِنَ المَـأْمـُــورِ
إِنْ شَــقَّ فِعْــلُ سَــائِـرِ المَـأْمُــورِ
وَكُــلُّ مَــا نَشَــا عَــنِ المـَـأْذُونِ
فَــذَاكَ أَمْــرٌ لَيْــسَ بِـالمَضْـمُــونِ
وَكُــلُّ حُكْـمٍ دَائِــرٌ مَــعْ عِلَّتِــهْ
وَهْيَ الَّتِي قَدْ أَوْجَبَتْ لِشِـرْعَتِـهْ
وَكُــلُّ شَــرْطٍ لَازِمٌ لِلْـعَــاقِـــدِ
فِي البَيْـعِ وَالنِّكَـاحِ وَالمَقَاصِـدِ
إِلَّا شُـرُوطــاً حَـلَّلَـتْ مُحـَـرَّمَــا
أَوْ عَكْسَــهُ فَبَـاطِـلَاتٌ فَـاعْـلَـمَـا
تُسْتَعْمَــلُ القُـرْعَــةُ عِنْـدَ المُبْهَـمِ
مِـنَ الحُقُــوقِ أَوْ لَـدَى التَّـزَاحُـمِ
وَإِنْ تَسَـاوَى العَمَــلَانِ اجْتَمَعَــا
وَفُــعِــــلَ أَحَدُهُمَـا فَـاسْـتَمِـعَـا
وَكُــلُّ مَشْغُــولٍ فَـــلَا يُـشَغَّـلُ
مِثَـالُــهُ: المَـرْهُــونُ وَالـمُـسَـبَّــلُ
وَمَـنْ يُـؤَدِّ عَـنْ أَخِـيــهِ وَاجِـبَــا
لَــهُ الـرُّجُـوعُ إِنْ نَـوَى يُـطَـالِبَــا
وَالـوَازِعُ الطَّبْعِـي عَـنِ العِصْيَـانِ
كَـالـوَازِعِ الشَّـرْعِـي بِـلَا نُـكْـرَانِ
وَالـحَـمْــدُ لِلَّـهِ عَـلَـى التَّـمَــامِ
فِـي الـبَـدْءِ وَالـخِـتَـامِ وَالــدَّوَامِ
ثُـمَّ الصَّــلَاةُ مَـعْ سَـلَامٍ شَـائِــعِ
عَلَى النَّبِــي وَصَحْـبِــهِ وَالتَّـابِــعِ

  • منظومة القواعد الفقهية
  • المستوى: 1